الإرهاب والكباب: ما الذي أثار الجدل في حديث الرئيس المصري عن الفيلم؟
[ad_1]
“الإرهاب والكباب” هو فيلم يعتبره السينمائيون والنقاد إحدى العلامات الفارقة في السينما العربية. الفيلم المصري، الذي ألفه الراحل وحيد حامد وأخرجه شريف عرفة، هو اليوم من بين أكثر المواضيع تداولا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر. وذلك بعد أن انتقده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
قال السيسي في كلمة بمناسبة إطلاق “المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية”، في سياق حديثه عن أوضاع البلد، إن فيلم “الإرهاب والكباب” “جعل من البلد خصما للمواطن وليست السلبية هي الخصم” ونتج عن هذه “الخصومة” “هدم البلد عام 2011″، في إشارة إلى الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق حسني مبارك.
تحدث السيسي في كلمته أيضا عن التعليم، وعن ضعف الدخل العام مقابل عدد السكان المرتفع، وعن الانتقادات التي توجه للسلطات في مصر بشأن انتهاكات حقوق الإنسان. لكن الأمر الذي أثار الجدل الأكبر هو انتقاده لفيلم الإرهاب والكباب.
نقد “المقدس”
عادة ما تكتسب بعض الأعمال الفنية، أو بعض الأسماء الكبرى في مجال الفنون أو الأدب، نوعا من القدسية يجعل كل انتقاد لها مثار جدل ورفض من البعض وأحيانا مثار سخرية.
فيلم الإرهاب والكباب يجمع من هذه العناصر عددا لا بأس به، بدءا بمؤلفه وحيد حامد، الذي انسابت الأقلام عند وفاته العام الماضي حديثا عن قيمته الفنية والإنسانية، وعن أدبه الذي حمل هموم البشر وقضاياهم، وعن جمال كتاباته وملامستها للقلوب.
ومخرج الفيلم هو أيضا شريف عرفة، الذي في رصيده بعض أهم الأفلام المصرية من طيور الظلام واللعب مع الكبار. بالإضافة إلى بطله عادل إمام وما يعنيه اسم عادل إمام للمصريين وللعرب.
وبعض تعليقات المنتقدين لتصريحات السيسي بشأن الفيلم تأخذ هذا المنحى وتستغرب “هجوما” كهذا على من يعتبر أيقونة سينمائية.
بينما يعتبر آخرون أن الرئيس، كأي مشاهد، يحق له انتقاد الفيلم مهما كانت مكانته الفنية.
لكن الجزء الأكبر من الغاضبين من التعليق، أو المتحفظين عليه، يناقشون فكرة خلق الفيلم لعداوة بين البلد والمواطن، التي طرحها السيسي في تعليقه.
النظام والبلد
البلد لفظا هو مكان محدد أو محدود تستوطنه جماعات من الناس. ويشمل بذلك لفظ البلد الجغرافيا والنظام والسلطة والشعب بكل العناصر المميزة له.
بينما تستخدم مفردات كالسلطة أو الحكومة أو النظام لتمييز الكيان الحاكم أو المسيِّر عن المواطن المحكوم بأدوات النظام.
تحدث السيسي عن خلق فيلم “الإرهاب والكباب” خصومة بين “المواطن” و”البلد”. فكان استخدامه لمفردة “البلد” نقطة نقاش ذهبت الآراء فيها بعيدا في التحليل وشرح المفاهيم.
رد معلقون على خطاب السيسي، مدافعين عن الفيلم بالتأكيد على أن خصومة المواطن التي نقلها الفيلم هي مع “المؤسسات بنظامها البيروقراطي وببعض ممثليها من الموظفين، وليست مع البلد” الذي هم جزء أساسي من عناصره.
ويرى بعضهم أن انتقاد المؤسسات لا يعني عداء “للبلد”، وحتى النقمة على ما قد يشوبها من فساد ليس نقمة على “البلد”، وليس بالضرورة نقمة على النظام بأكمله.
وتختلف التعليقات على تصريحات السيسي في حدتها كاختلافها في زوايا النظر.
بعض الرافضين لخطاب السيسي يرون فيه إلقاء بمسؤولية الحكومات والأنظمة المتعاقبة في تردي أوضاع المواطنين على ما لا يحتمل ثقل المسؤولية.
يقول السيسي إن الفيلم جعل “البلد” خصما بدلا من أن يجعل “سلبية المواطن” هي الخصم وأن ذلك “ما أدى إلى تدمير البلد في 2011”.
وفي هذا الجزء من تصريح السيسي مثاران للجدل: أولهما “إلقاؤه بمسؤولية تردي الأوضاع المعيشية على عاتق المواطنين أنفسهم بسبب “سلبيتهم”، وثانيهما اعتباره ثورة يناير 2011 “هدما للبلد”.
وفي هذين الرأيين أو الفكرتين يتفق عدد من المصريين مع الرئيس، إما إيمانا بنفس الأفكار أو إيمانا برؤية الرئيس للأشياء.
“مهمة السينما”
جانب آخر من الجدل أثاره تعليق الرئيس المصري على فيلم “الإرهاب والكباب”، وهو في واقع الأمر جدل قديم دائم التجدد: هل تضطلع السينما بمهمة “التوعية” أو تحريك المجتمع في اتجاه معين؟
ويدور هذا الجدل غالبا حول الأفلام التي تطرح قضايا اجتماعية، ويشتد إذا كانت الحكومة أو القانون أو النظام جانبا في هذه القضايا.
ويختلف المهتمون بالسينما حول ما إذا كان يجب النظر لهذه الأفلام كمرآة لطرح القضايا العامة، أم أن على صناعيها أن يفكروا نيابة عن المتلقي ويأخذونه نحو اتجاه معين عبر رسائلها المباشرة أو المبطنة، لتحريك الرأي العام نحو اتجاه يحدده المسيطرون عليها فنيا أو ماديا.
وتندرج ضمن هذا النقاش أفلام متهمة بالتحريض على النظم والحكام، وأخرى متهمة بنشر الدعاية والترويج لصالح الأنظمة.
[ad_2]
Source link