روسيا وأوكرانيا: نساء مدينة دينبرو يصنعن المولوتوف تأهبا للدفاع عن مدينتهن
[ad_1]
- سارا رينزفورد
- مراسلة بي بي سي لشؤون أوروبا الشرقية، أوكرانيا
في اليوم الذي أمر فيه بوتين جنوده بغزو أوكرانيا، كانت معلمة اللغة الإنجليزية أرينا تعتزم تلقي درس في الرقص بعد انتهاء عملها، ثم حضور حفل. وبعد بضعة أيام من بدء الغزو، وجدت نفسها تجلس في أحد المتنزهات لتصنع قنابل المولتوف.
وجدتها تجلس محنية فوق العشب هي وعشرات النساء الأخريات، يقمن ببشر رقائق البوليسترين وكأنها قطع من الجبن، ويقطعن الملاءات إلى قطع صغيرة لاستخدامها في القنابل الزجاجية يدوية الصنع.
من الصعب تخيل أن هذا المشهد يحدث في أوروبا، كما لم يكن الأوكرانيون يتصورون أنه من الممكن أن يحدث في بلادهم.
لكن مدينة دنيبرو تتأهب الآن للدفاع عن نفسها ضد زحف القوات الروسية.
أخبرتني المدرسة الشابة أرينا، وقد غُطي وجهها وشعرها بغبار البوليسترين الأبيض: “لم يتصور أحد أننا سنقضي عطلة نهاية الأسبوع هكذا، لكن يبدو أن هذا هو أهم شيء يمكننا القيام به الآن”.
وأردفت: “إنه أمر مرعب. أظن أننا لا ندرك تماما ما الذي ينبغي علينا القيام به، لكننا بحاجة إلى أن نفعل شيئا”.
على بعد بضعة أمتار، أخبرتني إلينيا ويوليا أنهما تركتا أطفالهما مع جداتهم لكي تأتيا إلى هنا وتساعدا في صناعة هذه الأسلحة.
قالت إلينا إن “الجلوس في المنزل وعدم فعل أي شيء يخيفني أكثر”.
تضحك إلينا وهي تقول إنها تجيد الطهي، وإن هذه العملية ليست مختلفة كثيرة عن تحضير الطعام.
وتضيف: “لا أستطيع أن أصدق أن ذلك يحدث لنا، ولكن ما خيارنا؟ لم يستشرنا أحد في أي شيء”.
تشعر وكأن المدينة بأسرها هبت ونهضت تأهبا للدفاع عن نفسها.
تعج درجات سلم إحدى القاعات القريبة من المتنزه بقمح وأغطية وملابس تبرع بها الأهالي. ويتدفق المزيد والمزيد من الناس حاملين معهم تبرعات أخرى تشمل البنزين والمياه وأدوات النظافة، في حين وقف متطوعون يرشدونهم إلى أماكن وضع تلك التبرعات.
هذه الإمدادات موجهة إلى المقاتلين الأوكرانيين، وإلى أي شخص اضطر إلى القدوم إلى دنيبرو فرارا من القتال في أي أماكن أخرى.
لكنها أيضا بمثابة احتياطيات في حال تعرض المدينة الاستراتيجية نفسها للحصار.
هذا المجهود الضخم بدأته خمس نساء من خلال بضعة منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
والآن، بات عشرات الأشخاص ينسقون مجهودات إغاثية هائلة تبدو في ظاهرها فوضوية، ولكنها ليست كذلك على الإطلاق.
هناك منطقة مستقلة يتوجه إليها الأشخاص الذين يريدون الحصول على سلاح والانخراط في القتال، وقد اصطف عدد كبير من الناس في رتل طويل لهذا الغرض.
أخبرتني كاتيرينا ليونوفا دون أن تبعد هاتفها عن أذنها للحظة: “المنظمات الرسمية لم تستطع وحدها القيام بذلك، لهذا أنشأنا هذا المركز”.
وأضافت “هل [بوتين] حقا يظن أنه يستطيع السيطرة على أوكرانيا وضمها إلى روسيا؟ إننا لسنا خائفين، بل نحن غاضبون”.
لقد بدأت دنيبرو تشعر بالفعل بتكلفة هذه الحرب.
فقد امتلأ المشفى العسكري الذي يضم 400 سرير بالمرضى، ولا تزال الأطقم الطبية تتلقى مئات الضحايا كل يوم، ما اضطرهم إلى وضع أسرة مؤقتة في ممرات المستشفى لاستيعاب سيل المرضى المتدفق عليهم.
صرح لي سيرغاي باتشينيسكي المتحدث باسم المستشفى قائلا: “أظن أننا بلغنا أقصى طاقتنا الاستيعابية، والقتال يدور في كل الجهات المحيطة بنا في الوقت الحالي”.
“من قبل كنا نعرف بالضبط أماكن وقوع الاشتباكات، وكنا نتأهب لتلقي الجرحى، حتى قبل أن يصلوا إلينا. أما الآن، فهم يتدفقون علينا بصورة متواصلة”.
يشار إلى أن الجيش لا يستطيع استخدام الطائرات المروحية لأن القوات الروسية ستسقطها، وتستغرق الرحلات البرية وقتا أطول بكثير قبل أن تتمكن من الوصول إلى الرعاية الطبية اللازمة للجرحى.
لكن سيرغاي يؤكد أن أن الروح المعنوية مرتفعة، حتى بين المصابين.
يقول: “حتى الرجال الذين يعانون من حروق أو ارتجاج في المخ يرغبون في العودة إلى وحداتهم لمواصلة القتال”.
بينما كنت أتحدث مع سيرغاي، وصلت حافلتان ممتلئتان بالجنود إلى بوابة المستشفى. نقل الجرحى الذين يستطيعون المشي إلى منشآت أخرى في أوكرانيا، لإخلاء الأسرة للجرحى ذوي الإصابات الخطيرة.
لا يوجد نقص في الإمدادات الطبية، إذ لا يتوقف الناس عن جلب أكياس من الأدوية والحقن والضمادات إلى المستشفى، كما رأيت رجلا يحضر عكازين قديمين. ولا يتم رفض أية تبرعات.
استطاعت دنيبرو التكيف حتى الآن، حيث انتفض السكان للمساعدة. بيد أن الضغوط التي يتعرض لها الجميع في تزايد مستمر.
[ad_2]
Source link