روسيا وأوكرانيا: الاجتياح يجب أن يوقظ الغرب- الصنداي تلغراف
[ad_1]
نستهل جولتنا في بعض الصحف البريطانية من الصنداي تلغراف التي رأت في افتتاحيتها أن اجتياح أوكرانيا “جريمة مروّعة ومخزية يقترفها زعيم فاسد تُسكره أوهام استعادة أمجادٍ إمبراطورية قديمة”.
وقالت الصحيفة إن الغرب قد يبدو لوهلة مصدوما من مغامرة بوتين في أوكرانيا، لكن الأمر في الواقع لم يكن مفاجأة؛ ذلك أن بوتين استغرق ثماني سنوات يخطط لاحتلال وتقسيم دولة مسالمة وذات سيادة.
ونوّهت التلغراف إلى أن روسيا ترفع لواء الإمبريالية بشكل واضح للجميع منذ اجتياحها جورجيا عام 2008. وبعد ضمّ شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في 2014، عكف الرئيس الروسي على تسخير إمكانات بلاده لتعزيز ترسانتها العسكرية. ومنذ عام واحد فقط، نشر بوتين مقالًا أسسّ فيه لاجتياح أوكرانيا وذهب فيه إلى أنها بلا وجود حقيقي.
ونعت الصحيفة ما قالت إنه عدم التفات من جانب كثيرين من صُنّاع السياسات في الغرب إلى تهديدات بوتين الذي استغل في المقابل حالة من التراخي، والعجز من جانب الغرب على التفكير خارج الإطار المرجعي الضيق والذي يفترض أن الجميع يتطلع إلى التسامح والديمقراطية، هذا فضلًا عن “فشل الغرب في الاستعداد للأسوأ”.
ولفتت التلغراف إلى اعتماد الدول الغربية بشكل متزايد على واردات الطاقة الروسية، مما دعّم بشكل فعال عملية “تسليح خصم استراتيجي”.
وقالت الصحيفة إن هناك مشاهد وقعت قُبيل الاجتياح الروسي يجب ألا تُنسى، ومن ذلك محاولة دول أوروبية ضعيفة التسليح أن تُحجم عن فرْض عقوبات تتعلق بالطاقة ضد روسيا، جنبًا إلى جنب مع زيارات دبلوماسية مكوكية تمّتْ في أجواء مليئة بالمُراءاة.
ورأت التلغراف أن تلك المشاهد “كشفت عن حال من العجز والإفلاس الأخلاقي والمادي يعانيها الغرب الذي بات عليه أن يبدأ من جديد”.
وقالت الصحيفة: نقطة البداية تتمثل في دعم أوكرانيا على الأرض قدر الإمكان للتصدي للغزاة. وفي الوقت ذاته، يجب على الدول الغربية أن تعمل بالتنسيق لاستهداف الكرملين بعقوبات مؤلمة تشمل الطرد من نظام سويفت المصرفي العالمي.
وقد تكون تلك الإجراءات غير كافية، لكنها ضرورية على أية حال، بحسب التلغراف التي رأت أنه يتعين على الغرب أن ينفق أكثر على التسليح وألا يعتمد في هذا الصدد على الولايات المتحدة التي رأت أنْ تولي مسألة احتواء الصين في منطقة المحيط الهادئ اهتمامها في الوقت الراهن.
ورأت التلغراف أن تستشهد في هذا السياق بقول أمريكي مأثور هو أن “القوة لا تغري، بل الضَعف؛ إذ يبدو كدعوة للأقوياء لكي يجربوا حظوظهم”.
“سقطت ورقة التوت”
وننتقل إلى صحيفة الميل أون صنداي، التي نشرت تعليقا بعنوان “الاتحاد الأوروبي يخون أوكرانيا بتمويه الخط الأحمر”.
تقول الصحيفة إنه في الوقت الذي يحمل فيه آلاف الأوكرانيين المدنيين السلاح مستبسلين في الدفاع عن وطنهم في مواجهة القوات الروسية المعتدية، يتخاذل ساسة الاتحاد الأوروبي عن فرْض العقوبات الاقتصادية الأشد إيلامًا على نظام فلاديمير بوتين في روسيا.
وتنوّه الصحيفة إلى أن الاجتياح الشامل كان مفترضًا أن يمثل “خطًا أحمر – يطلق بشكل فوري تدابير انتقامية من عقالها، لكن الاتحاد الأوروبي قرر أن يحوّل اللون الأحمر إلى آخر ورديّ”.
وتقول إن الحقيقة المخزية هي أنه في الوقت الذي يضحي فيه الأوكرانيون بأرواحهم في سبيل الدفاع عن وطنهم، يرغب الاتحاد الأوروبي في تبادل النفط والغاز والبضائع الفاخرة مع الكرملين. وتعلق: “يا له من أمر مشين!”
ومن المفارقات، بحسب الميل، أن الاتحاد الأوروبي يدّعي أنه هو -وليس حلف شمال الأطلسي- راعي السلام في أوروبا. وتقول” الآن، سقطت ورقة التوت” بعد أن تخاذل الاتحاد عن معاقبة بوتين بالعقوبة الأشد.
وتضيف: “لم يفقد الاتحاد بوصلته الأخلاقية فقط، وإنما سدّد بذك ضربة قاضية لنضال الأوكرانيين من أجل البقاء”.
“الثقب الكبير في حملة العقوبات الغربية على روسيا”
وفي الصنداي تايمز، نطالع تقريرا لمحرر الشؤون الأوروبية بيتر كونرادي يقول فيه إن مستقبل روسيا، وبوتين شخصيا، يعتمد على شخص واحد هو الرئيس الصيني شي جينبينغ.
وينوّه كونرادي إلى أن الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، حرص على المباعدة بين روسيا والصين، ولا سيما عبر زيارة قام بها الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون إلى الصين عام 1972، لتظل العلاقات بين موسكو وبكين شائكة على مدى عقود.
لكن الأعوام القليلة الماضية شهدت تحسنا في العلاقات بين البلدين اللذين شهدت علاقاتهما مع الغرب مزيدا من التوتر في المقابل.
ورأى الكاتب أن الصين تحاول القيام بدور توازنيّ على الصعيد الجيوسياسي؛ فهي إذْ ترفض إدانة هجوم روسيا على أوكرانيا، ترفض في الوقت ذاته أن تدعم هذا الهجوم.
وامتنعت بكين مساء الجمعة عن التصويت على قرار مجلس الأمن، مفضّلة ذلك على استخدام حق الرفض الفيتو لدعم روسيا – في خطوة حظيت بثناء دبلوماسيين غربيين رأوا فيها مؤشرًا على عزلة بوتين.
لكن كونرادي يرى في هذه الخطوة حِرصًا صينيا مصدره الوقوف على أهمية الحفاظ على العلاقات مع شركاء تجاريين في الغرب. وليست المسألة مسألة التخلي عن حليف هو روسيا.
ويستعين الكاتب بقول السفير البريطاني السابق لدى موسكو، السير توني برينتون إن “الصين هي ذلك الثقب الكبير في حملة العقوبات الغربية على روسيا”. ومن ثمّ يحذر برينتون الساسة في لندن من مغبة تقارب بوتين مع بكين.
ويعتقد برينتون أن محاولات عزْل روسيا قد تفضي إلى مزيد من التعاون الاقتصادي بينها وبين الصين، والذي قد يتسّع لتدشين خط غاز جديد، يمكن أن يعوّض خسارة خط نورد ستريم2 الذي كان منوطا بنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا.
ويرجح كونرادي أن تقدم الصين دعما اقتصاديا من خلف الكواليس لروسيا، كما فعلت إبان عقوبات 2014 إثر ضم شبه جزيرة القرم.
ويرى الكاتب أنه مما لا شك فيه أن للصينيين اليد العليا في علاقتهم مع الروس.
ويستشهد على ذلك بقول برينتون: “الغرب يدعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، تماما كما أن الغرب يدعم تايوان في مواجهة الصين، وسيراقب الصينيون عن كثب كيف سيتعامل الغرب مع العدوان الروسي على أوكرانيا … لكن الأمر المؤكد هو استمتاع الصينيين بفكرة أن اعتماد الروس عليهم في ازدياد”.
[ad_2]
Source link