لماذا يجيد البعض فن اختيار الهدايا دون غيرهم؟
[ad_1]
- بريان لوفكين
- بي بي سي
تقديم الهدية المناسبة هو فن يتقنه بعض الناس، فما الذي يجعلهم بارعين في اختيار الهدية المثالية؟
أعرف أشخاصا يحتفظون بجداول بيانات لكل شخص يحتاجون إلي شراء هدايا له أثناء المناسبات المختلفة، وقد أعدوا هذه الجداول قبل أسابيع – أو ربما شهور – مقدما. أما أنا فأنتظر حتى اللحظة الأخيرة لمراجعة سجل مشترياتي على موقع أمازون للتأكد من أنني لن أعطي شخصا ما نفس الهدية مرتين بشكل محرج.
أنا أحب تقديم الهدايا، لكنني أشعر بالارتباك سريعًا – ومع ذلك فأنا أعرف أشخاصا آخرين بارعين تماما في ذلك. إنهم لا يهتمون بهذه المهمة قبل وقت طويل من المناسبة فحسب، لكنهم يختارون الهدايا التي يقدمونها بعناية شديدة، وبالتالي تكون هدايا مميزة وفريدة من نوعها.
فلماذا يأتي التخطيط لشراء الهدايا بشكل طبيعي بالنسبة للبعض، بما في ذلك أحيانًا أولئك الذين قد لا تكون علاقتنا بهم على ما يرام طوال بقية العام؟
في حياتي الخاصة، اكتشفت أن أفضل الأشخاص في فن اختيار الهدايا يميلون إلى قضاء حياتهم معًا، فهم غالبًا ما يكونون على درجة عالية من الكفاءة والتنظيم ويبدو أن لديهم “الحكمة” التي تمكنهم من اختيار الهدية بشكل متقن. تتفق بيغي ليو، الأستاذة المساعدة في إدارة الأعمال بجامعة بيتسبرغ بالولايات المتحدة، والتي درست علم نفس تقديم الهدايا، مع هذا الرأي.
تقول ليو إن الأشخاص الذين يستمتعون بتقديم الهدايا سيفعلون أشياء مثل تتبع ما قدموه للناس في العام السابق، وما إذا كانوا من حصلوا على الهدايا قد أحبوها أم لا، كما يعرفون نوع الهدايا التي تُقدم لأشخاص آخرين في حياتهم، مثل معلمي أطفالهم أو زملائهم أو جيرانهم.
وفي حالة ليو، فإنها تعرف بشكل عام ما يجب أن تقدمه للآخرين – ربما هدية صغيرة مثل الشوكولاتة أو قدح قهوة – وتخطط لذلك مسبقًا. ويمكن لمقدمي الهدايا المهرة أيضًا تخزينها على مدار العام، وعندما تأتي المناسبات فإنهم يسحبون من هذا المخزون مباشرة.
تقول ليو إن الأشخاص الذين تعرف أنهم جيدون في تقديم الهدايا “يكونون على الأرجح أكثر نجاحا منها” في الحياة. وعلى الرغم من عدم وجود أي بحث رسمي يحدد أنواع الشخصيات الأفضل في تقديم الهدايا، تقول ليو إن أفضل مقدمي الهدايا يميلون إلى “الشعور بالإنجاز” عند شراء الهدايا المثالية وتقديمها – وقد يرى هؤلاء الأشخاص قدرتهم على تقديم الهدايا كجزء من هويتهم وشخصيتهم.
على سبيل المثال، عندما يثني عليهم أشخاص آخرون في حياتهم أو يعطونهم ملاحظات إيجابية بشأن تقديم مثل هذه الهدايا الرائعة، فإن ذلك يعزز الصورة الذاتية لمانحي الهدايا، وهو ما يشجعهم على قضاء كل هذا الوقت الإضافي والاهتمام عند تقديم الهدايا. وتشير ليو إلى أن ذلك يمكن أن يزيد من الاستمتاع بتجربة تقديم الهدايا.
تقول ليو: “عندما يقول الناس لشخص ما إنه بارع في تقديم الهدايا فإنه يبدأ في التفكير في نفسه على أنه يمتلك هوية مميزة كشخص جيد في اختيار وتقديم الهدايا”.
ويمكن أن يبني هذا إحساسًا بالإنجاز، كما تقول ليو، ويصبح في النهاية جزءًا من نظرة هؤلاء الأشخاص لأنفسهم – وهو عامل محفز يمكن أن يجعلهم يسعون جاهدين باستمرار ليكونوا جيدين في تقديم الهدايا.
ويمكن أن يعمل هذا في الاتجاه المعاكس أيضًا، بمعنى أنه يمكن أن يزيد من سوء الأشخاص الذين لا يجيدون تقديم الهدايا. إن أولئك الذين يرون أنفسهم سيئين في اختيار الهدايا كجزء من هوياتهم يمكن أن يضعوا أنفسهم في دوامة من التوتر عندما يحين وقت اختيار هدية. تشير ليو إلى أن هذا يمكن أن يجعل الأمور تزداد سوءًا.
بناة الروابط الاجتماعية
ويعد تقديم الهدايا طريقة واضحة لبناء الروابط الاجتماعية، كما يُظهر للآخرين أننا نريد إقامة علاقة معهم. ويمكن أن يؤدي هذا أيضًا إلى استمتاع الفرد بتقديم الهدايا.
يقول دانيال فارلي، أستاذ علم النفس بجامعة ورسيستر بالمملكة المتحدة: “نحن كائنات اجتماعية للغاية، ويرجع الكثير من نجاحنا إلى حقيقة أننا نتوافق في مجموعات من خلال قدرتنا على التعاون مع الآخرين”.
ويضيف فارلي، الذي درس أيضًا علم نفس تقديم الهدايا: “إحدى الطرق الرائعة للقيام بذلك هي تبادل الهدايا – تكبد تكلفة لإفادة فرد آخر – وتكون أفضل فرصة لذلك هي الأوقات الخاصة من العام مثل فترة أعياد الميلاد”.
وحتى بعض الأشخاص الذين قد يبدو سلوكهم جافا أو باردا خلال العام يمكنهم تحسين علاقتهم بالآخرين من خلال تقديم الهدايا.
يقول فاريلي إن ما يساعد في هذا الأمر هو أن “قواعد تقديم الهدايا ربما تكون أسهل من المجاملات الاجتماعية الأخرى”، وهو ما يجعل استخدام الهدايا لتحسين العلاقات “جذابا بشكل خاص” للشخصيات غير الودودة في تعاملاتها.
بعبارة أخرى، يمكن أن يكون هؤلاء الأشخاص رائعين بشكل مفاجئ في تقديم الهدايا لأن تقديم هدية هو “طريقة لطيفة لا لبس فيها” لبناء تلك الروابط الاجتماعية.
وتتفق ليو مع هذا الرأي، وتقول إن إظهار اهتمامك لشخص ما هو حافز كبير يجعل الناس يبذلون جهدًا إضافيًا ليكونوا جيدين في تقديم الهدايا. وتشير إلى الدراسات التي تفيد بأن الأشخاص يقدمون هدايا “بدافع البحث عن الابتسامة” – يفضل معظم المتسوقين تقديم الهدايا التي ترسم الابتسامة على وجه شخص ما عند فتحها، على الهدية التي تناسب تفضيلات المستلم.
ويشير ذلك إلى أن الدافع الكبير من وراء تقديم الهدايا هو بناء علاقات شخصية، وليس مجرد شراء هدية وتقديمها.
يقول فاريلي: “إن الشعور الدافئ واللطيف الذي ينتابنا عند تقديم الهدايا وتلقيها هو جزء من طرقنا الاجتماعية، وهو الأمر الذي يحفزنا على تقديم الهدايا”.
فإذا كنت تتمنى أن تكون أفضل في تقديم الهدايا، فإن أفضل طريقة لذلك قد تكون هي اتباع نفس الأشياء التي تحفز أفضل مقدمي الهدايا: تحويلها إلى شيء ممتع تتطلع إليه. حاول إقرانها بشيء ممتع؛ على سبيل المثال كوب من الشوكولاتة الساخنة وأنت تغلف الهدايا، كما تقول ليو.
وتقترح ليو أيضًا أن تطلب من الأشخاص الذين تعرف أنهم يجيدون تقديم الهدايا بعض النصائح التي تساعدك على اختيار أفضل الهدايا، مثل الشوكولاتة أو بطاقات الهدايا، والتي يمكن أن تجعل الأمور أسهل.
لكن ربما يكون أفضل دافع للتحسن في هذا الأمر هو التفكير في تلك الابتسامة التي ستراها على وجه شخص ما عندما يتلقى هديتك، وما تصفه ليو بـ “هذا التوهج الدافئ”. وقبل كل شيء، أليس هذا هو السبب الحقيقي لتقديمنا الهدايا في كل مناسبة؟
يقول فاريلي: “إنه يجعلنا نشعر بالرضا. لذلك نريد أن نفعل ذلك”.
[ad_2]
Source link