فيروس كورونا: لماذا يكفي عام واحد للتعرف على الآثار الجانبية للقاحات؟
[ad_1]
- راشيل شراير
- مراسلة الشؤون الصحية
لايزال البعض يردد على الإنترنت، مقولة مفادها “أننا لانعرف حتى الآن الأعراض الجانبية طويلة الأمد للقاحات فيروس كورونا”، لكن عاما كاملا يعد فترة طويلة الأمد بالفعل للتعرف على آثر اللقاحات.
يوافق هذا الأسبوع الذكرى السنوية الأولى لأول دفعة من لقاحات فيروس كورونا، تبعا لنظام كوفاكس للتلقيح، بينما مر 14 شهرا على أول جرعة للقاح.
ويقول العلماء إن هذه الفترة، تعد أكثر من كافية لظهور أي أعراض جانبية للقاحات، حتى لوكانت بعيدة الأمد.
ماذا يحدث في أجسادنا بعد أخذ اللقاح؟
رغم أن اللقاحات ليست أمرا جديدا، إلا أن ما تفعله في أجسادنا لا يعتبر كذلك، والتعرف على ألية قيام اللقاحات، بتحفيز جهاز المناعة في الجسم البشري، يعطينا فكرة عن المدة التي يمكن خلالها توقع ظهور الأعراض الجانبية.
ستبدأ خلال هذه الدقائق، بعض الأعراض في الظهور لدى بعض الأشخاص، مثل حساسية جلدية، وشعور بالحكة، بسبب بعض المكونات غير النشطة في اللقاح.
وبالنسبة لمختلف الناس فسوف تكون الأعراض الجانبية نتيجة تفاعل الجسم مع واحد من اثنين، إما أحد مكونات اللقاح نفسه، أو الأجسام المضادة التي يحفز اللقاح جسدك على إنتاجها.
المرحلة الأساسية التي يتفاعل جسدك فيها مع اللقاح نفسه، تبدأ بشكل فوري، حيث سيبدأ جسدك في التعرف على وجود جسم غريب، ويهاجمه باستخدام الخلايا، المناعية، التي يستخدمها في مهاجمة أي فيروس، أو بكتريا تدخل الجسم.
ونحن ندرك أن أي عرض ضمن هذه الفئة، سيحدث خلال ساعات أو يومين على حد أكثر، وبينها الأعراض الأكثر شيوعا، مثل تورم الذراع، وأعراض مشابهة للانفلونزا.
وهناك عرض آخر مرتبط بلقاحات تقنية (إم أر إن إيه) مثل لقاح فايزر، ومودرنا، فقد تسبب هذه اللقاحات التهابا في عضلة القلب، خلال نفس الفترة الزمنية.
ورغم أننا لا نعرف بشكل كامل حتى الأن سبب حدوث التهاب القلب في هذه الحالات، إلا أن الالتهاب، يحدث عادة بسبب عدوى، أو إصابة.
والالتهابات المرتبطة بلقاحات فيروس كورونا، تعتبر طفيفة، وتشفى تدريجيا إما بشكل طبيعي، أو بمساعدة أدوية معالجة الالتهابات، مثل عقار (إيبوبروفين).
بعد ذلك تبدأ المرحلة اللاحقة حيث يقوم جهازك المناعي، بتصنيع خلايا مصممة خصيصا لمهاجمة الفيروس، ويحتاج ذلك إلى 10 أيام، وهو السبب في أنها المدة ذاتها التي يحتاجها اللقاح ليبدأ في توفير الحماية لك من الفيروس.
ويبدأ الجسم في الوصول إلى إنتاج الأجسام المناعية الجديدة، في مرحلة تستغرق تقريبا، أسبوعين، وتستمر بحد أقصى إلى 28 يوما، وخلال تلك الفترة قد يقع عرض جانبي آخر مرتبط بلقاح (أسترازينيكا)، وهو تشكل جلطات، بسبب الخلايا المناعية الجديدة التي يكونها نظامك المناعي، لذلك يقع هذا العرض النادر خلال 4 أسابيع، من تلقي اللقاح.
بعد انتهاء المرحلة الثانية بمرور 28 يوما، تموت الخلايا المناعية الجديدة، ويبقى في الجسم ما يسمى بخلايا الذاكرة المناعية، التي تكفل لجسدك الحماية، لمدة أشهر أو سنوات، ولا توجد أي أعراض جديدة بعد ذلك حسب ما تقول، فيكتوريا مايل، أستاذة المناعة، في لندن.
لهذا تعتقد فيكتوريا أنه لو لم يحدث لك عرض جانبي خلال شهرين، بعد تلقي اللقاح، فإنه وبشكل شبه مؤكد، لن تتعرض لشيء في وقت لاحق، بسبب اللقاح.
لكن في مجال العقاقير، ليس هناك شيء مضمون بنسبة 100بالمئة، لذا لا يمكن ضمان عدم ظهور أي أعراض أخرى في المستقبل.
رغم ذلك، العلماء لا يتذكرون في تاريخ الطب الحديث وقوع أي عرض جانبي لأي لقاح، بعد مرور ستة أشهر، من تلقيه.
ويقول جيفري مفاليلي، الباحث البارز في هيئة مكافحة الأمراض، في جنوب أفريقيا “التاريخ المعروف، يؤكد أن أغلب الأعراض الجانبية تحدث خلال ساعات، من تلقي اللقاح، والقليل منها خلال أيام، أو أسابيع”.
هل ستظهر أعراض جديدة؟
بعد كل ما ذكرناه يبقى السؤال، هل يمكن أن نشخص أعراضا جديدة، على المدى البعيد، أو تظهر أعراض مرت في السابق، دون ملاحظة؟
تقوم الدول في مختلف أنحاء العالم بمشاركة البيانات عبر أنظمة ناجعة لكل الأعراض التي تقع فيها، وهي الأنظمة التي نجحت في تشخيص عرضي الجلطات الدموية، والتهاب القلب، ورغم أنهما عرضان نادران بنسبة لا تتعدى، بضعة أشخاص في كل مليون شخص، إلا أننا ذكرناهما فيما سبق.
وتقول الدكتوره فيكتوريا “بينما يمكن أن تمر الأعراض البسيطة مثل تورم الذراع، أو ارتفاع درجة الحرارة، دون تسجيل، إلا أن الأعراض الأكثر قوة، يتم تسجيلها بشكل أكثر دقة”.
وهناك دراسات أخرى حول الأعراض الجانبية للقاحات، والتي لا تعتمد على تسجيل المصابين للأعراض التي يعانون منها، مثل (داتا لينك) للحماية من مخاطر اللقاحات في الولايات المتحدة.
ويقول دكتور شاندراكانت لاهاريا، أستاذ الأمراض المعدية في دلهي، “لأننا نتوقع أن تظهر الأعراض الجانبية، بشكل سريع بعد تلقي اللقاح، ربما ينبغي علينا بشكل أكثر إلحاحا أن ندقق في عدد الجرعات التي يتم تقديمها”.
ويضيف “بعد تلقيح مليارات البشر، يمكن الآن أن نقول، إن احتمال ظهور أعراض جديدة، يبقى أقل بقليل من واحد لكل مليار شخص”.
ويؤكد لاهاريا أنه بالرغم من ذلك فإن أنظمة المراقبة في مختلف دول العالم، لازالت تراقب ظهور أي أعراض جديدة.
ورغم أن اللقاحات قد أكملت المراحل الثلاث، التي يتوجب على أي لقاح آخر أن يمر خلالها قبل أن يتم تقديمه للناس، إلا أن لقاحات فيروس كورونا، لازالت قيد المتابعة، بشكل دقيق، وسيستمر ذلك حتى نهاية 2023 على أقل تقدير، للتأكد من أنه تم تسجيل حتى أقل الأعراض الجانبية ظهورا.
ويجب أن نتذكر جميعا أن الأمان في مجال الأدوية، هو موازنة دقيقة بين المنافع، والمخاطر. وتبقى كل الأدلة تؤكد أن احتمالات وقوع المخاطر التي قد تنجم عن الإصابة بفيروس كورونا، تزيد بعدة أضعاف، على مخاطر اللقاح.
[ad_2]
Source link