روسيا وأوكرانيا: خطاب فلاديمير بوتين الغاضب “يعيد كتابة تاريخ أوكرانيا”
[ad_1]
بعد ساعات معدودة من أحاديث عن انعقاد قمة، خرج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على العالم ليل الاثنين في خطاب متلفز من الكرملين، وألقى خطابا مليئا بالغضب والمظلوميات التاريخية والتحدي للغرب.
لعبة “حافة الهاوية”
سارة رينسفورد، مراسلة أوروبا الشرقية
هذا الخطاب أبرز صورة بوتين الغاضب، نافد الصبر، المتوعّد وبشكل مباشر. وقد بدا الرئيس الروسي وكأنه ينفض عن صدره ثِقل 20 عاما من الإساءة ويردّها لأصحابها.
يقول بوتين للغرب: “لم ترغبوا في أن نكون أصدقاء. لكنكم في الوقت ذاته لم تضطروا إلى معاداتنا”.
وتضمّن خطاب بوتين الكثير مما سمعناه من قبل، لكنه استعاد أطراف الحديث وأدلى به جُملة واحدة عالِمًا بأن العالم كله يصغي إليه.
وتأكد من خطاب بوتين اعتزامه عدم التنازل عن أيّ من مطالبه الأمنية المتمثلة في وجوب إعادة النظر في توسّع حلف شمال الأطلسي الناتو، وأن عضوية أوكرانيا في الحلف خط أحمر.
ويرى بوتين أن مطالب روسيا تمّ تجاهلها على مدى سنوات، مُتهمًا الغرب بمحاولة “حبْس” روسيا كقوة عالمية منبعثة.
وطفح حديث بوتين المكثّف عن أوكرانيا بهوس الاستحواذ؛ فبدا الزعيم الروسي كمن يتحدث عن شيء صغير. وفي ثنايا الحديث، بدا بوتين كمن يقدّم عرضا للهرب للرئيس الأوكراني، وبشيء من التفصيل.
وطرح بوتين في خطابه كتابةً جديدة من بنات أفكاره لتاريخ أوكرانيا، زاعمًا أنها لم تكن يومًا دولة بالمعنى الحقيقي. وهو ما يلوح في هذا السياق نذيرا بسوء شديد.
وفي الاعتراف بالمنطقتين التي يسيطر عليهما الانفصاليون في أوكرانيا، ما قد يعني دخول القوات الروسية بشكل صريح وعاجل – دخول المدعوّين كـ “صنّاع سلام”. أو ربما يتمهّل بوتين ليرى أوّلاً كيف سيكون ردّ خصومه.
ومهما يكن من ردّ فِعل، فإن أوكرانيا هي ساحة المعركة. لكننا أيضا إزاء لعبة “حافة الهاوية” بين روسيا والغرب – لعبة تتجه أحداثها بسرعة صوب المواجهة.
مشهد مسرحي حيث لكل دوره المخصوص
في وقت سابق، انعقد مجلس الأمن الروسي، وكان كمشهد مسرحي حيث لكل دوره المخصوص.
وجلس أبرز المسؤولين الروس على هيئة نصف دائرة أمام الرئيس بوتين، وجعل المسؤولون يتقدّمون واحدا تلو الآخر من الميكروفون ويتحدثون للزعيم بما يودّ سماعه.
وفي رواياتهم للأحداث، بدت روسيا مضطرة إلى التدخل لحماية شعب دونباس -الذي يحمل معظمه الآن الجنسية الروسية- من التهديد المحدق به من جهة كييف، وذلك عبر الاعتراف الرسمي بالمنطقتين المنفصلتين.
أخبرونا تجاربكم
هل أنتم من المقيمين في أوكرانيا؟ ترغب بي بي سي في معرفة تجاربكم في ضوء التوتر الحالي. كيف تأثرت حياتكم؟ وما هي خططكم في حال اندلاع نزاع مسلح؟
إذا كنتم ترغبون بمشاركة قصصكم معنا، استخدموا النموذج أدناه لإطلاعنا عليها بإيجاز. وقد نتواصل معكم لنشرها على موقعنا.
أوكرانيا في رؤيا محمومة
تحليل بول آدامز – مراسل دبلوماسي
خطاب فلاديمير بوتين عن أوكرانيا بدا في معظمه كرؤيا شخص محموم. رؤيا كابوسية لدولة مشلولة اقتصاديا، ينخرها الفساد، عازمة على تطوير سلاح نووي وغيره من أسلحة الدمار الشامل. دولة جاحدة، تنكر منذ استقلالها ما أغدقته عليه روسيا من كرم وعناية.
على أن الخطاب لم يحمل في طياته شيئا جديدا؛ وكان بوتين قد كتب مقالة مسهبة الصيف الماضي، طارحا فيها الأفكار ذاتها.
لكن، رغم تكرار الخطاب لا يزال وقْعه صادما على الأُذن، ففيه تأكيد لكل مَن لا تزال تخامره الشكوك بأن بوتين يتحدث اليوم من مركز مختلف تمام الاختلاف.
لم يطرح بوتين في خطابه مجرد وجهة نظر مغايرة للتاريخ، وإنما بدا أحيانا كمن يقدّم عالما موازيا بالكامل.
لكن هل ثمة رسائل وجّهها بوتين للغرب؟ لماذا إذن تساءل: “هل يعادي الناتو روسيا؟”.
بكل تأكيد، لم يشرع الحلف الغربي في عمل كهذا. لكنّ خطاب الزعيم الروسي يؤكد مجددًا أن الكرملين لا يزال حانقًا على الطريقة التي وفّق بها التاريخ الأوضاع، إن مكاسب الناتو، في تقويم بوتين الصِفري للعالم، تُعدّ خسارة لروسيا.
وإثر لقاءٍ مع بوتين قبل أسبوعين، تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن “تدارُك أخطاء الماضي”، مما يعطي انطباعا بأن الغرب يتحمّل بعض المسؤولية في إضفاء مزيد من المرارة على هذه العلاقة.
والسؤال هنا: ماذا بعد أوكرانيا؟ أقصد بعد حلّ مشكلة أوكرانيا. كيف يمكن للعلاقة بين الناتو وروسيا أن تتوفق مجددا؟.
وفي لقطة النهاية، قال بوتين إنه سيفكّر فيما سمع قبل أن يجري اتصالاته- فيما بدا تحديًا للولايات المتحدة لكي تحاول إيقافه.
[ad_2]
Source link