روسيا وأوكرانيا: واشنطن تقول إن موسكو اعدت “قائمة اغتيالات” لتنفيذها عند غزو أوكرانيا
[ad_1]
- غوردون كوريرا
- مراسل الشؤون الدبلوماسية، بي بي سي نيوز
تقول الولايات المتحدة إن لديها “معلومات موثوقة” تفيد بأن القوات الروسية تُعد قوائم بأسماء الأوكرانيين المطلوب تصفيتهم أو إرسالهم إلى معسكرات في حال احتلالها للبلاد.
ويعد ذلك أحدث ادعاء حول خطط روسيا المزعومة التي تنشرها القوى الغربية.
ونفى الكرملين وجود أي “قائمة اغتيالات” لشخصيات أوكرانية.
ويقر بعض المسؤولين الغربيين بأن الخطط المزعومة تخمينية ووربما لن توضع موضع التنفيذ.
بيد أنه يعتقد أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي ضالع في تحضير الأرضية السياسية لأي عملية احتلال في حال صدور الأوامر ببدئها.
ومن المرجح أن تلعب الشعبة (الوحدة) الخامسة، غير المعروفة على نطاق واسع، في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي دورا رئيسيا عند حدوث تصعيد كبير في أوكرانيا.
اذ تدير الشعبة الخامسة وإدارة المعلومات التشغيلية التابعة لها، عمليات سرية في العديد من الدول المجاورة لروسيا وتولت زمام المبادرة في أوكرانيا.
وتقول مصادر مخابراتية غربية إن الشعبة الاستخبارية أنشأت شبكات من العملاء داخل أوكرانيا وتستعد لتفعيلها في حال نشوب صراع. وسيكون الهدف منها هو الحد من نسبة المقاومة وضمان السيطرة.
كما يُزعم أيضا، أنه في حال وقوع محاولة للإطاحة بالحكومة في كييف، فإنها قد تشمل مشاركة شخصيات بارزة تعمل في مؤسسات وصناعات رئيسية في البلاد جرى الاتصال بها وتوجيهها للعمل مع روسيا، أو تهديدها بمواجهة العواقب في حال رفضها.
ومن جهتها، أنكرت روسيا وجود خطط للغزو لديها، ولا يزال بعض المحللين الغربيين يشككون في أن روسيا لديها القوات أو النية لشن احتلال واسع النطاق مع كل المخاطر التي قد ينطوي عليها ذلك.
وجاء الادعاء بشأن قائمة الأهداف التي سيتم اعتقالها أو حتى قتلها، في رسالة من سفير الولايات المتحدة لدى وكالات منظمة الأمم المتحدة في جنيف، إلى المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان.
وقالت الولايات المتحدة إن الأهداف “المحتملة” هم أولئك الذين يعارضون الإجراءات الروسية، بما في ذلك المنشقون الروس والبيلاروسيون في المنفى في أوكرانيا، والصحفيون ونشطاء مكافحة الفساد، فضلاً عن الأقليات الدينية والعرقية وأفراد مجتمع الميم.
وتقول الرسالة إن لدى الولايات المتحدة أيضا معلومات تفيد بأن روسيا تخطط لاستخدام وسائل وإجراءات قاتلة لتفريق الاحتجاجات إذا نفذت عملية الاحتلال.
وتعد هذه الرسالة الأحدث في سيل محاولات واشنطن لفضح ما تقول أنها خطط موسكو بشأن أوكرانيا. ولم تقدم الولايات المتحدة مزيدا من التفاصيل كما لم تذكر مصدر معلوماتها.
وليس من الواضح إلى أي مدى يمكن أن تكون مثل هذه الخطط قد أحرزت تقدما، أو ما هي السيناريوهات التي ستؤدي إلى وضعها موضع التنفيذ. أما الغرض من فضح مثل هذه المعلومات فهو جزئيا العمل كرادع للسلوك الروسي. ويقر بعض المسؤولين بأنهم لا يستطيعون أن يكونوا واثقين تماما مما سيحدث.
ورد الكرملين بالقول إن الحديث عن “قائمة اغتيالات” هو “خيال مطلق”.
وقال المتحدث دميتري بيسكوف: “لا توجد مثل هكذا قائمة. إنها مزورة”.
ولا تحدد الرسالة الأمريكية أي جزء من المخابرات الروسية أو الوحدات العسكرية سيتول تنفيذ مثل هذا النشاط، لكن من المرجح أن تعد الشعبة الخامسة في جهاز الأمن الفيدرالي خططا سياسية لأي محاولة للاستيلاء بدلا من فرض السيطرة بشكل مباشر من خلال الاعتقالات.
وأوضح أندريه سولداتوف، الخبير في أجهزة الاستخبارات الروسية: “الشعبة الخامسة هي الوحدة في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي التي ستُكلف بتقديم خطط وسيناريوهات للمستقبل السياسي لتغيير النظام في أوكرانيا بعد ذلك”.
وعلى الرغم من أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يعد وكالة محلية في المقام الأول، إلا أنه كان له الدور القيادي بين وكالات المخابرات الروسية في أوكرانيا.
وفي عام 1992، وقع جهاز المخابرات الخارجية الروسي، سي في آر، اتفاقا مع أوكرانيا والدول المجاورة يقضي بعدم التجسس عليها. وقد ترك ذلك الطريق مفتوحا أمام جهاز الأمن الفيدرالي الذي توسعت سلطاته، خاصة بعد أن أصبح رئيسه في أواخر التسعينيات، فلاديمير بوتين، زعيما لروسيا.
ولا يزال كل من جهاز المخابرات الخارجية الروسي ومديرية المخابرات الرئيسية، يعملان في أوكرانيا، إلا أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يقود عمليات الاستخبارات وخلق التأثير.
وكان الرئيس الحالي للشعبة الخامسة، سيرغي بيسيدا، قد سافر شخصيا إلى أوكرانيا في عام 2014 خلال الأحداث التي رافقت انتفاضة الميدان التي أدت إلى إزاحة الحكومة الموالية لروسيا.
ومنذ عام 2014، كانت هناك حرب منخفضة المستوى بين أوكرانيا وخدمات التجسس الروسية. واتهم جهاز الأمن الأوكراني، جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بتنفيذ عمليات تخريب واغتيالات. ففي عام 2017، قتل مسؤول كبير في المخابرات الأوكرانية في انفجار سيارة مفخخة. كما اتُهم مكتب الأمن الفيدرالي الروسي بزرع جاسوس رفيع المستوى داخل أجهزة الأمن الأوكرانية، يُزعم أنه متورط أيضا في خطة اغتيال.
وقال تقرير حديث لمركز أبحاث “روسي” أعده جاك واتلينغ ونيل رينولدز إنه في يوليو/تموز 2021، وُسع فريق الشعبة الخامسة الأوكراني لتشكيل المديرية التاسعة التي تضم نحو 200 ضابط.
ويمكن أن تضم الشبكة الحالية لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي عملاء آخرين داخل مؤسسة الأمن والدفاع الأوكرانية، على استعداد لتغيير ولائهم خلال تصاعد الأزمة، بينما يمكن لوكلاء آخرين السيطرة على المؤسسات في المناطق المحلية في جميع أنحاء البلاد.
لكن إلى أي مدى ستُنفذ مثل هذه الخطط للتغيير السياسي أو حتى تنفيذ الاعتقالات؟ الإجابة عن ذلك ستعتمد على القرارات النهائية ضمن الاستراتيجية الشاملة للقيادة الروسية.
[ad_2]
Source link