روسيا وأوكرانيا: مؤيدو بوتين في أمريكا يسعون لتقويض جهود بايدن بشأن الأزمة الأوكرانية
[ad_1]
- تارا مكيلفي
- بي بي سي نيوز، واشنطن
يسعى جزء صغير، ولكنه من النوع الذي يعبر عن أرائه السياسية بصراحة، من الناخبين الأمريكيين الذين يعجبون بسياسات فلاديمير بوتين القوية، إلى تقويض جهود الرئيس الأمريكي جو بايدن للوقوف في وجه الرئيس الروسي.
وهدد بايدن بفرض عقوبات اقتصادية ساحقة على موسكو وسط حشد للقوات الروسية على الحدود الأوكرانية. إذ يقول كثيرون بصوت عالٍ إن بوتين يخطط لغزو.
لكن ناشطين من اليمين المتطرف، وعدد قليل من أتباع اليسار المتشدد، ضمن الطيف السياسي الأمريكي يقولون إن بايدن هو من “يدعو للحرب”.
ويضغط الناخبون المحافظون الذين يتبنون هذا الرأي على أعضاء الكونغرس لاعتماد نبرة تصالحية تجاه روسيا، وتخفيف حدة الخطاب ورفض طلب إرسال قوات إلى المنطقة. كما أنهم يعملون على انتخاب مرشحين جمهوريين صرحوا علانية أنهم لن يتدخلوا في الشؤون الأوكرانية.
ويمكن لمثل هذه الجهود أن تؤدي إلى إحباط خطط بايدن الخاصة بأوكرانيا وإلى إعادة تشكيل وجهة نظر السياسة الخارجية للحزب الجمهوري.
ويتفق معظم الأمريكيين مع بايدن على أن حشد القوات على الحدود الأوكرانية يشكل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، وفقا لاستطلاع للرأي أجراه مركز بيو للأبحاث، على الرغم من أن نسبة مئوية صغيرة نسبيا، 23 في المئة، من أولئك الذين شملهم الاستطلاع قالوا إنهم سمعوا عن الأحداث الأخيرة بما يكفي.
وتحدث بعض الناخبين الأمريكيين المعجبين ببوتين إلى بي بي سي، مشيدين بما يرونه: جرأته، بينما قال آخرون، ممن يؤيدون عزلة أمريكا وابتعادها عن المشكلات الدولية، إن الولايات المتحدة يجب ألا تنشر قوات عسكرية في الخارج.
ويهدد المحافظون المتطرفون في الحزب الجمهوري، بعواقب سياسية على أولئك الذين ينظرون إليهم على أنهم عدوانيون بشكل مفرط ويميلون إلى استخدام القوة العسكرية في الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
ويعارض جوناثان إريكسون، الذي يشغل منصب رئيس اللجنة المحلية للحزب الجمهوري في مقاطعة لودون بولاية فرجينيا، بشدة سياسات بايدن بشأن الأزمة الأوكرانية، وهو يدعم المرشحين الجمهوريين الذين يشاركونه آرائه.
وقال إريكسون: “لا أريد أن أرسل أيا من رجالنا إلى هناك”. مضيفا: “لسنا بحاجة إلى التدخل في كل صراع صغير”.
ووسط حشد الجنود الروس على حدود أوكرانيا، نقلت الولايات المتحدة 3 آلاف جندي إلى بولندا لحماية مصالح الناتو، لكن بايدن أقسم أنه لن تكون هناك قوات أمريكية في أوكرانيا، التي ليست عضوا في الناتو.
ويقول بعض الجمهوريين إنهم لا يثقون في بوتين، لكنهم أكثر تشككا في بايدن وسياساته “التدخلية”.
ويعتقد سهراب أحمري، المحرر المساهم في مجلة “ذي أمريكان كونسيرفاتيف” أي “الأمريكي المحافظ”، أن آراء بوتين بشأن أوكرانيا، التي تربطها علاقات تاريخية عميقة بروسيا وكانت جزءا من الاتحاد السوفيتي السابق، منطقية بالنسبة لموسكو. ويقول إن “أي حكومة روسية لا تود أن ترى الناتو على أعتاب روسيا – في أوكرانيا”.
كما وصف أحمري ردود بايدن على أسئلة الجمهور بشأن الوضع هناك بأنها كانت “مربكة وغير مفيدة”.
ويعتقد يوجين ديلغاوديو، المشرف السابق في مقاطعة لودون بولاية فيرجينيا، أن تهديدات بوتين ليست أكثر من “قعقعة سيوف”. ولكن بغض النظر عما يحدث، يقول إنه “ليس من مصلحة الولايات المتحدة الذهاب إلى هناك والدفاع عن أوكرانيا”.
وقال جاريد تيلور، الذي يحرر موقعا إلكترونيا يتبنى فكرة “تفوق البيض” يحمل عنوان “عصر النهضة الأمريكية”، إنه يرى بوتين على أنه “وطني روسي”. وأرجع موقف أولئك الذين يكرهون موقف بوتين من أوكرانيا ضمن تيار اليسار الرئيسي أو الوسط ، [أنه ناجم عن أن الرئيس الروسي يعارض زواج المثليين.
قال تيلور: “إذا كان (بوتين) من دعاة التعددية الثقافية وحقوق المثليين، فأنا متأكد من أنه سيتم التعامل قدر أكبر من التسامح مع كل ما يتعلق بسياسته الخارجية”.
ويضيف أنه قلق من مزاعم المسؤولين الأمريكيين حول نوايا بوتين وتصرفات الحكومة الروسية. مشددا على القول: “أميل إلى التشكك في بعض تأكيدات وتصريحات المسؤولين الأمريكيين”.
وحذر بايدن من احتمال حدوث غزو روسي، ووصف يوم الثلاثاء ردع مثل هذا العدوان بأنه “قضية توحد الجمهوريين والديمقراطيين”.
لكن الجمهوريين بشكل عام كانوا أكثر ترحيبا بروسيا في السنوات الأخيرة، وهي مفارقة بالنظر إلى مكانة الحزب في السياسة الأمريكية في ذروة الحرب الباردة.
وارتفعت نسبة الجمهوريين الذين وصفوا روسيا بأنها حليفة أو صديقة من 22٪ إلى 40٪ بين عامي 2014 و2018، وفقا لاستبيان معهد غالوب.
وتحدث آخر جمهوري في البيت الأبيض، الرئيس السابق دونالد ترامب، بحرارة عن بوتين، على الرغم من أن مسؤولي المخابرات الأمريكية شجبوا تدخل الكرملين في الانتخابات العامة الأمريكية لعامي 2016 و2020.
واتهم جمهوريون مؤثرون، من أمثال: مقدم البرامج في قناة فوكس نيوز تاكر كارلسون، والمرشح المعروف لعضوية الكونغرس جيه دي فانس، بايدن بتهيئة الأمريكيين لخوض حرب في أوكرانيا.
ويعتقد أحمري أن الرسائل التي يرسلها كارلسون عبر برنامجه تؤثر على الناخبين، إذ يشاهد نحو ثلاثة ملايين مشاهد برنامج كارلسون كل ليلة، وكان لتعليقاته حول أوكرانيا “تأثير عميق على كيفية حديث المرشحين الجمهوريين عن قضية روسيا وأوكرانيا”، وفقا لموقع أكسيوس الإخباري السياسي.
ووجد تحليل أجراه الموقع، تصريحات عامة لما يقرب من عشرة من الجمهوريين في الكونغرس ينتقدون فيها فكرة التدخل في أوكرانيا. وخلص إلى أن المرشحين الجمهوريين “الذين تعهدوا بعدم المساعدة في أي صراع محتمل في أوكرانيا يعكسون ويذكون المشاعر المناهضة للتدخل” داخل الحزب.
وقال أحمري: “هؤلاء الجمهوريون الذين يقولون إننا بحاجة إلى مزيد من ضبط النفس سيؤثرون بشكل جيد. إنهم يعكسون المزاج الشعبي”.
لكن بيتر ديكنسون، الخبير في مركز الأبحاث الدولية المعروف بالمجلس الأطلسي الذي يعيش خارج كييف، حذر من أن مثل هذا التحول في الآراء يمكن أن يكون له تأثير مباشر على السياسة الخارجية، وبالتالي على حياته وحياة الآخرين في أوكرانيا.
وشدد على القول: “ذلك يرسل إشارة مقلقة للغاية”.
[ad_2]
Source link