عشية توجهه الى أبو ظبي، أردوغان يقول إن الوقت قد حان لإطلاق مبادرات سلام وتعاون إقليمي
[ad_1]
- شهدي الكاشف
- بي بي سي – اسطنبول
عشية الزيارة المقررة له إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الوقت قد حان لطرح مبادرات السلام والتعاون الاقليمي، مؤكدا أن أمن دولة الامارات وكل دول الخليج هو جزء من أمن بلاده واستقرارها.
كلام أردوغان، جاء في مقال نشره عبر موقع “خليج تايمز” الإماراتي، قال فيه، إن زيارته لأبوظبي، ستتيح الارتقاء أكثر بعلاقات التعاون بين البلدين، مؤكدا أن التقارب التركي الإماراتي يكتسب زخماً جديداً عبر الزيارات المتبادلة.
وكان أردوغان قد بدد المخاوف التي راجت، عقب إعلانه عبر منصة توتير، بأنه أصيب بفايروس كورونا هو وزوجته السيدة أمينة، قبل عشرة أيام فقط من زيارته المقررة للإمارات العربية المتحدة، إذ عاد وأكد تعافيه، قائلا إنه سيصطحب زوجته في الزيارة التي تأتي بعد أقل من ثلاثة أشهر من الزيارة التي قام بها ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الى العاصمة أنقرة، منهيا بذلك عقدا من القطيعة السياسية بين البلدين.
حيز التنفيذ
وكشف مكتب الإعلام التابع للرئاسة التركية، عن نية أردوغان وبن زايد، حضور مراسم التوقيع على 12 اتفاقية تشمل مجالات الاستثمار والدفاع والنقل والصحة والزراعة، كما سيتم التوقيع أيضا على مذكرة تفاهم بشأن التعاون في مجالات النقل البري والبحري، وعلى بيان مشترك حول بدء المفاوضات بخصوص اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة.
ويسعى أردوغان لوضع الاتفاقيات العشر التي تم التوقيع عليها خلال زيارة بن زايد إلى أنقرة في الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي موضع التنفيذ، حسب ما أكده وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو.
ومن المقرر أن يزور أردوغان إمارة دبي في اليوم الثاني من زيارته، حيث يشهد إطلاق احتفالات اليوم الوطني التركي في معرض إكسبو 2020.
ويشير الكاتب والمحلل التركي علي أوزتورك إلى الإعداد الجيد الذي سبق زيارة أردوغان حيث كان وزير الخارجية التركي قد حل في دبي والتقى حاكمها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قبل أسابيع، ليتبعه رئيس البرلمان التركي مصطفى شنظب الذي وصل إلى الإمارة الخليجية على رأس وفد اقتصادي كبير.
وكان أردوغان قد تسلم في ديسمبر/كانون الأول الماضي، أوراق اعتماد سفير الإمارات الجديد لدى أنقرة سعيد ثاني حارب الظاهري، خلال مراسم أقيمت في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
ملفات إقليمية
وشهدت العلاقات بين تركيا والإمارات توترا بسبب الاضطرابات التي أعقبت مرحلة ما عرف بالربيع العربي، وكان البلدان يقفان على جانبين مختلفين من الصراع في ليبيا.، فيما اتهمت أنقرة اكثر من مرة غريمتها السابقة أبوظبي بمساندة المليشيات الكردية في شمال سوريا ومدها بالمال والسلاح، فضلا عن التنسيق مع خصوم تركيا في شرق المتوسط، من خلال إنشاء تحالفات مع اليونان وقبرص وإسرائيل.
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي التركي فراس رضوان أوغلو أن كل هذه الملفات ستكون حاضرة على طاولة البحث بين أردوغان ومحمد بن زايد في أبوظبي، حيث يرى أن إيجاد أرضية سياسية مشتركة حولها سيشكل حجر الزاوية في حال أراد كل من الزعيمين التوصل إلى تطبيع كامل للعلاقات لا يقتصر على تطوير العلاقات الاقتصادية بينهما.
ويبدو أن أردوغان الذي يواجه أزمات اقتصادية داخلية، باتت تهدد طموحه السياسي بالظفر بولاية رئاسية ثالثة خلال الانتخابات المقررة في العام المقبل، قد قرر طي صفحة الخلاف مع خصوم تركيا في المنطقة، وفتح صفحة جديدة تعتمد على التعاون الاقتصادي وتصفير الخلافات والبحث عن مقاربات تفتح لتركيا أبواب الحضور كلاعب أساسي ومقبول في قضايا المنطقة الإقليمية.
وقبل أسابيع، تحدث أردوغان عن زيارته المزمعة إلى أبوظبي في تصريحات أدلى بها لصحفيين رافقوه على متن طائرته في رحلته إلى جمهورية توركمانستان، حين قال: “ستكون لي زيارة إلى الإمارات قريبا على رأس وفد كبير، وسنقدم على بعض الخطوات بقوة، فقد قدموا خطوة استثمار بـ10 مليارات دولار، حيث سنبني مستقبلا مختلفا عبر تنفيذ هذا، وستكون هناك تطورات إيجابية”.
ورد أردوغان على سؤال حول العلاقات مع القاهرة وتل أبيب بالقول إن “أي خطوات اتُخذت مع الإمارات سنتخذ مثلها مع الآخرين”.
وكان مكتب أردوغان قد أكد أن الرئيس الإسرائيلي سيزور أنقرة خلال الشهر الجاري، فيما من المقرر أن يزور أرودغان المملكة العربية السعودية في وقت لاحق من هذا الشهر أيضا، ما يشير إلى أن حراكا دبلوماسيا كبيرا سيبدأه أردوغان من أبوظبي وقد يشمل دولا أخرى، بحسب مراقبين.
خطوات اقتصادية
وبينما يسارع الإماراتيون والأتراك، لطي صفحة الخلاف، سواء بتخفيف حدة الخطاب الإعلامي بينهما، أو رفع القيود المفروضة على المواقع الإخبارية والتي كان يحظر الوصول إليها عبر شبكات الانترنت، قال بنكا الإمارات وتركيا المركزيان في بيانين منفصلين إنهما أبرما اتفاقا لتبادل العملات تبلغ قيمته قرابة 5 مليارات دولار بالعملتين المحليتين، مما يوفر مصدرا محتملا للدعم في ظل التقلبات الاقتصادية التي تواجهها أنقرة.
وقال البنكان إن الاتفاق سيستمر لثلاثة أعوام مع إمكانية تمديده، مع الإشارة إلى أن قيمته الاسمية تبلغ 64 مليار ليرة (4.71 مليار دولار) أي ما يعادل حوالي 18 مليار درهم.
وفي 25 نوفمبر من العام الماضي وقعت مجموعة موانئ أبوظبي وصندوق الثروة السيادي التركي، اتفاقية شراكة استراتيجية لاستطلاع الفرص الاستثمارية وتطوير وتشغيل الموانئ وتنسيق الجهود المشتركة لدراسة عدد من المشاريع الاستثمارية في القطاع اللوجستي في تركيا. كما أبرم سوق أبوظبي للأوراق المالية، اتفاقية شراكة مع بورصة إسطنبول، بهدف تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الطرفين وتطوير قطاع الخدمات المالية في الإمارات وتركيا.
ويتوقع كثيرون أن تحظى ملفات التعاون في مجالات الصناعات الدفاعية، بأهمية قصوى خلال محادثات أردوغان وبن زايد، حيث تسعى أبوظبي لإبرام شراكات هامة مع أنقرة في هذا الخصوص وفقا لوسائل إعلام تركية.
لكن هذا يأتي بينما لم تعرف بعد طبيعة الثمن السياسي الذي سيقدمه كل طرف للآخر، فالخلافات بينهما كبيرة فيما يتعلق برؤية كل منهما لقضايا المنطقة الإقليمية، سواء في سوريا أو ليبيا أو اليمن أو إيران أو في شرق المتوسط، لكن حديث أردوغان عن مبادرات سلام وتعاون ورؤية مشتركة وانطلاقة قوية يوحي بأن الزيارة ستؤسس لصفحة جديدة من التعاون، في حال حققت بالفعل ما يصبو إليه كل من أردوغان ومحمد بن زايد.
[ad_2]
Source link