روسيا وأوكرانيا: هل تشكل الأزمة بين الغرب وموسكو بداية “نظام عالمي جديد” – صحف عربية
[ad_1]
- قسم المتابعة الإعلامية
- بي بي سي
علقت صحف عربية على التوتر الحالي بين الدول الغربية وحلف شمال الأطلنطي (ناتو) من جهة ورسيا من جهة أخرى بشأن الأزمة في أوكرانيا، في وقت تلوح فيه نُذر التصعيد العسكري في المنطقة.
ويرى عدد من الكتاب أن الأزمة تشير إلى بداية تشكّل نظام عالمي جديد، ومحور صيني روسي في مواجهة تحالف غربي بقيادة الولايات المتحدة وحلف الناتو.
ويرى آخرون أن روسيا وأوروبا تريدان ضمانات أمنية متبادلة، فموسكو تخشى أن يتوسع حلف الأطلنطي باتجاهها، وأوروبا تخشى من ويلات الحرب على القارة.
وقد نشرت موسكو عشرات الآلاف من قواتها على حدودها مع أوكرانيا وبدأت تدريبات عسكرية مع بيلاروسيا، في حين حذر البنتاغون من أن الرئيس بوتين يزيد من زعزعة استقرار المنطقة.
وتتزامن تلك التحركات مع تواصل الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة.
“مستقبل أوشك على البزوغ”
يقول جميل مطر في “الشروق” المصرية إن الأزمة حول أوكرانيا “تبنت على الفور وظيفة المفجّر المنتظر، من وجهة نظر طرفين على الأقل هما روسيا والولايات المتحدة، وتردُّد إن لم يكن تريُّث الصين كطرف ثالث”.
ويتوقف الكاتب طويلا أمام البيان الذي صدر في بكين، عقب اجتماع رئيسي روسيا والصين بمناسبة الاحتفال بتدشين أوليمبياد بكين للألعاب الشتوية، ويرى فيه بداية تشكل نظام دولي جديد.
ويرى أن البيان “حمل دلالات عن واقع غير عادى ومستقبل أوشك على البزوغ. البيان فى صلبه ودلالاته خريطة طريق صريحة وجريئة”.
ويقول “كنا فى انتظار حدث أو تطور يقوم بدور المفجر، الذى يرتب بدوره عملية الانتقال المتسارعة نحو شكل جديد للنظام الدولى”.
وبالمثل، يرى بكر صدقي في “القدس العربي” اللندنية أن الأزمة الأوكرانية أبانت عن محور صيني- روسي في مواجهة تحالف غربي.
ويقول “مضى اليوم نحو ثلاثة عقود على النظام العالمي الذي تلا انتهاء الحرب الباردة، وقام على ‘الأحادية القطبية’ بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، ويرى المتضررون من هذا التفرد الأمريكي أنه آن الأوان لإعادة النظر بهذا النظام وإقامة نظام متعدد الأقطاب”.
ويضيف “أما اليوم فيبدو أن المسألة الأوكرانية ستشكل نقطة فصل في تحديد ملامح النظام الجديد. فقد تبلورت التحالفات على جانبي جبهة النزاع بوضوح: الولايات المتحدة وحلفاؤها من جهة، وروسيا والصين وحلفاؤهما من جهة أخرى. روسيا عززت قواتها على حدود أوكرانيا وطرحت شروطها على الولايات المتحدة لعدم غزو أوكرانيا، في حين رفضت واشنطن تلك الشروط وأرسلت قوات إلى أوكرانيا في نوع من التحدي”.
ويؤكد الكاتب أن “هناك ما يشبه الإجماع حول كون المرحلة التي نمر بها في العلاقات الدولية مرحلة انتقالية، تعاد فيها صياغة أوزان القوى الدولية والعلاقات فيما بينها وتوزيع الحصص في المصالح والثروات”.
“ضمانات أمنية متبادلة”
وترى صحيفة “الخليج” الإماراتية في افتتاحيتها أن كلا من روسيا وأوروبا تريدان “ضمانات” من الجانبين.
وتقول إنه تم تجاوز أزمة الصواريخ الروسية في كوبا عام 1962 بإعطاء كوبا “ضمانات أمنية أمريكية بعدم غزوها كما حصل في السابق، كما سحبت الولايات المتحدة صواريخ نووية من تركيا مقابل سحب الصواريخ الروسية من الجزيرة”.
وتقول إنه “عندما تطالب روسيا اليوم بضمانات أمنية موثقة، لأنها تشعر بأن أمنها بات مهددا جراء توسع حلف الأطلسي باتجاه حدودها الغربية، ومحاولات ضم أوكرانيا إلى حلف الأطلسي ونشر قوات أطلسية في دول أوروبا الشرقية التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفييتي السابق، إنما هي تمارس حقها الطبيعي في حماية أمنها، لشعورها بأن الدول الغربية وخصوصا الولايات المتحدة تسعى لمحاصرتها، تمهيدا للانقضاض عليها من الداخل في الوقت المناسب”.
وترى أن “الموقف الأوروبي واضح وهو العمل على حماية القارة وتجنيبها ويلات الحرب، وهي تدرك تماما أن ذلك لن يتحقق إلا من خلال ضمانات أمنية متبادلة بينها وبين روسيا، وهو ما يجري العمل عليه.. وذلك يحتاج إلى جهد وثقة متبادلة”.
وفي مقال له في “الشرق الأوسط” اللندنية، يرى سمير عطا الله تشابها بين الأزمة الأوكرانية وبين أزمة المحادثات النووية مع إيران.
ويرى أن بوتين “نشر 127 ألف جندي روسي على حدود أوكرانيا، كي يعيد الإمبراطورية السوفياتية إلى ما كانت عليه، لكنه سوف يعيد إلى روسيا موقع الدولة العظمى”، وأن إيران تسعى إلى أن “يقر لها الغرب بمكانة الدولة الكبرى؛ الباقي تفاصيل”.
ويقول: “كما يخوض بوتين حروب الجوار مباشرة كإحدى وسائل الضغط، تشن إيران حروب جوارها العربي للهدف نفسه. ومن يقرأ بعض ‘أدبيات’ الصحف الإيرانية الآن، سوف يذهله مدى الاستعارات والعبارات الإمبراطورية والتشديد على العبارات والمصطلحات الفارسية، والإصرار عمدا على ذلك”.
ويضيف: “المكسب الأهم لبوتين ولإيران، ليس خارجيا بل هو داخلي. كلما تأزمت في الخارج أمكن قمع المعارضة في الداخل، وإثارة المشاعر القومية. لذلك، تستخدم الصحف الروسية المؤيدة لبوتين أشد التعابير عنفا. فالحلف الأطلسي سرطان يجب استئصاله”.
ويشير إلى أنه رغم أن أوكرانيا أصبحت خارج الاتحاد السوفيتي منذ ثلاثين عاما، “لكن من الصعب على بوتين أن يتقبل ذلك. إنه يجد روسيا محاصرة بالأطلسيين من كل جانب، وهذا أفضل شعار يمكن أن يرفعه أمام مواطنيه: روسيا ليست مجرد دولة عادية، كانت وستظل ‘دولة عظمى'”.
[ad_2]
Source link