بوليوود: من هي لاتا مانغيشكار “عندليب” الهند التي توفيت عن عمر ناهز 92 عاما؟
[ad_1]
كانت لاتا مانغيشكار، التي توفيت في مومباي (الأحد) عن عمر ناهز 92 عاما واحدة من الرموز الثقافية والثروات القومية للهند. وقد سطع نجمها في سينما بوليوود، رغم أنها لم تظهر على الشاشة سوى بضع مرات.
حظيت مانغيشكار التي درست الموسيقى الهندية الكلاسيكية بشهرة كبيرة في صناعة السينما الهندية المزدهرة من خلال قيامها بتأدية الأغاني نيابة عن العديد من نجمات بوليوود اللاتي كن يحركن شفاههن ويتظاهرن بالغناء في الأفلام. وقد استمر مشوارها الفني لأكثر من نصف قرن.
ولعقود طويلة، ظلت “عندليب بوليوود” أكثر مغنية ترغب كافة نجمات السينما في أن تنشد أغانيهن. وفي الوقت ذاته، كانت تبيع عشرات الآلاف من الألبومات، وبلغ عدد أغنياتها 30 ألف أغنية شملت العديد من الألوان الفنية وعددا من اللغات بلغ 36 لغة.
‘الكثير من التقدير‘
ولدت لاتا ماغنيشكار في مدينة إندور الواقعة في وسط الهند في 28 سبتمبر/أيلول عام 1929. كان ولدها مغنيا وممثلا مسرحيا ومنتجا للمسرحيات الغنائية باللغة الماراثية.
كانت هي الابنة الكبرى بين خمسة أطفال، وقد سار أخوتها على خطاها وأصبحوا أيضا مغنين مشهورين في الهند.
في إحدى المقابلات التي أجريت معها، قالت مانغيشكار إن أسرتها كانت مولعة بالموسيقى الكلاسيكية الهندية، وإن موسيقى الأفلام لم تكن تحظى “بالكثير من التقدير”.
لم تتلق تعليما رسميا مطلقا. فقد قامت عاملة منزلية بتلقينها الحروف الأبجدية للغة الماراثية، وتعلمت اللغة السنسكريتية على يد رجل دين محلي، في حين كان بعض الأقارب والمدرسين الخاصين يعلمونها مواد دراسية أخرى في المنزل.
تعرضت الأسرة لضائقة مالية عندما فقد والدها أمواله واضطر إلى إغلاق شركة الإنتاج السينمائي والمسرحي التي كان يمتلكها. انتقلت الأسرة إلى مدينة بونا (بيون حاليا) الواقعة في غرب البلاد، بعد أن تم عرض منزلها في سانغالي بولاية ماهاراشترا للبيع في المزاد. بعد وفاة والدها، انتقلت الأسرة للعيش في بومباي (التي سميت مومباي فيما بعد).
ولأنه لم يكن هناك الكثير من الغناء في الأفلام في بداية أربعينيات القرن الماضي، اتجهت الشابة الصغيرة لاتا إلى التمثيل لكسب رزقها.
مثلت ماغنيشكار في ثمانية أفلام باللغتين الماراثية والهندية، وبدأت مشوارها الغنائي في عام 1943 من خلال فيلم “غاجابهاو”. كانت مشاركة متواضعة، “بضع جمل، وبضع كلمات”.
بحلول عام 1947، كانت تحصل على دخل معقول من التمثيل في الأفلام، ولكنها لم تكن سعيدة.
وقالت ماغنيشكار في حوار أجرته معها الإعلامية ناسيرن موني كبير لاحقا: “لم أحب (التمثيل) على الإطلاق – مساحيق التجميل، والأضواء… وشعرت بأنني أتلقى الأوامر طوال الوقت: قولي هذا الحوار، قولي ذاك الحوار”.
شعرت بالصدمة عندما طلب منها أحد المخرجين تهذيب حاجبيها لأنهما كانا “عريضين أكثر من اللازم”، ولكنها أذعنت.
ثم سنحت لها الفرصة التي كانت تنتظرها في عام 1949، حيث غنت مانغيشكار أول أغنية كاملة لها في فيلم “ماهال”، والتي لفتت الانتباه لها على الفور.
‘ لا أعرف الخوف‘
كان العصر الذهبي لبوليوود قد بدأ لتوه، وكانت ماغنيشكار في المكان المناسب في الوقت المناسب. وعلى مدى العقود الأربعة التي تلت، غنت الكثير من الأغنيات الناجحة في أفلام مثل “باكيزة”، و”مجبور”، و”أوارا” و”أرادانا”، وكذلك فيلم “ديلوالي دولهانيا ليجايينغي” – وهو فيلم كوميدي عاطفي حطم الأرقام القياسية بفترة عرض استمرت 20 عاما.
عندما غنت أغنية “يميري وطن كيلوغون” (يا أبناء وطني)، وهي أغنية حزينة مؤثرة وجهت من خلالها التحية لأرواح الجنود الهنود الذين قتلوا في الحرب الكارثية بين الهند والصين عام 1962، تأثر الزعيم جواهر لال نهرو لدرجة البكاء.
غنت مانغيشكار لكل نجمات السينما الهندية الكبيرات، من النجمة مادهو بالا في الأربعينيات، إلى النجمة كاجول في التسعينيات. كما غنت إلى جانب كبار المغنيين الرجال، من أمثال محمد رافي وكيشوري كومار. كما عملت مع جميع المخرجين المشهورين، من راج كابور وغورو دوت إلى ماني راتنام وكاران جوهار.
وكانت تغني مع شقيقتها آشا بهوسلي – وهي مغنية سينمائية شهيرة أيضا، بين الحين والآخر، ما أدى إلى تفادي أي حديث عن وجود تنافس بين الأختين رغم اشتراكهما في مجال العمل.
كانت مانغيشكار قوية الشخصية، ولم تتردد في تحدي المغنين الرجال الكبار من أمثال محمد رافي الذي كان يزعم أنه متفوق عليها في التصنيف الغنائي بالأرقام، وكانت أول مغنية تطالب برفع عائدات حقوق الملكية الفكرية.
وقالت مانغيشكار ذات مرة: “أنا سيدة عصامية. تعلمت كيف أكافح. لم أخش أحدا على الإطلاق، فأنا لا أعرف الخوف. ولكنني لم أكن أتصور أبدا أن أصل إلى ما وصلت إليه”.
وفي وصف صوت مانغيشكار الشجي، قال جافيد أختار، أحد كبار المؤلفين الغنائيين والسينمائيين: إنه “يشبه في نقائه وصفائه أجود أنواع الكريستال”.
وعندما سُئلت لاتا مانغيشكار ذات مرة عن الأغاني الأكثر شعبية في بوليوود، قالت: “أغاني الحب هي الأكثر شعبية. البطلة تركض، ويركض البطل خلفها”.
لكن بعيدا عن أغاني الأفلام، كانت ذائقة مانغيشكار الموسيقية مذهلة.
سيدة متعددة الهوايات
كانت تحب الاستما ع إلى موسيقى بيتهوفين وموتزارت وشوبان ونات كينغ كول والبيتلز وباربرا سترايسند وهاري بيلافونتي. ذهبت في الماضي لمشاهدة مارلين ديتريش تغني على المسرح، كما كانت تعشق مسرحيات إنغريد بيرغمان.
كانت تهوى الذهاب إلى السينما – وكان فيلمها الأمريكي المفضل هو “أنا والملك” ( The King and I)، الذي قالت إنها شاهدته 15 مرة، وكانت تحب كذلك فيلم “الغناء في المطر” ( Singing in the Rain). كما كانت سلسلة أفلام جيمز بوند – أو على الأقل تلك التي لعب بطولتها شون كونري أو روجر مور، من بين أفلامها المفضلة. لكن بوند لم يكن البطل البريطاني الوحيد الذي لفت انتباهها، إذ كانت تقتني كافة روايات شيرلوك هولمز.
وكانت مانغيشكار مولعة بالسيارات، وفي مراحل مختلفة من حياتها كانت تمتلك سيارات من طراز هيلمان وشيفروليه وكرايزلر ومرسيديس. كما كانت تربي تسعة كلاب في بيتها.
وكانت مانغيشكار تشجع لعبة الكريكيت بحماس، وعادة ما كانت تأخذ استراحات من تسجيل الأغاني لمشاهدة مبارايات الكريكيت، وكانت تفتخر باقتنائها صورة للاعب دون برادمان تحمل توقيعه.
كان من هوايتها أيضا الطبخ والتصوير، كما كانت تحب اللعب على ماكينات القمار خلال زياراتها لمدينة لاس فيغاس الأمريكية.
وقد اعترفت بذلك خلال إحدى المقابلات التي أجريت معها، حيث قالت: “أعرف أن ذلك قد يبدو غريبا، ولكن عندما كنت أقضي عطلات في أمريكا، كنت أحب قضاء بعض الوقت في لاس فيغاس”.
“إنها مدينة مفعمة بالإثارة. وكنت استمتع كثيرا باللعب على ماكينات القمار. لم أشارك مطلقا في لعبة الروليت ولم ألعب بالأوراق، لكنني كنت أقضي الليل بأكلمله عند ماكينات القمار. كنت محظوظة جدا وربحت في مرات عديدة”.
كما كانت تزور استوديو المايسترو رافي شانكار الذي اشتهر بموسيقاه الهندية الكلاسيكية، والتقت هناك ذات مرة بالفنان الإنجليزي جورج هاريسون. وفي عام 1979، أصبحت أول شخص من الهند يغني في قاعدة ألبرت الملكية الشهيرة ( Royal Albert Hall) في لندن.
من أقوال مانغيشكار: “أرى أن السعادة شيء يجب أن نتقاسمه مع العالم، في حين ينبغي أن نحتفظ بالحزن لأنفسنا”.
وكما تقول الإعلامية الهندية ناسرين موني كبير، فإن “موسيقاها الخالدة بكل تأكيد أسعدت الملايين من الهنود، وأصبحت لحن حياتهم”.
[ad_2]
Source link