السعودية: سؤال عن تقاليد ودعوات الزواج يضع السفير الياباني في مرمى الانتقادات
[ad_1]
لم يتوقع فوميو إيواي، السفير الياباني في الرياض، أن تثير دعوته لحفل زفاف سعودي كل هذا السجال والاهتمام الشعبي، كما لم يتوقع أن تحصد تدويناته وتساؤلاته حول غياب اسم العروس في بطاقة الدعوة آلاف التعليقات عبر موقع تويتر.
“لقد حضرت مؤخراً حفل زفاف نجل صديقي السعودي القديم ولاحظت أن اسم العروس غير مذكور في الدعوة. أهذه عادة؟ وهل تختلف من أسرة إلى أخرى؟”.
هذا كان فحوى التغريدة التي نشرها السفير الياباني في السعودية عبر حسابه في تويتر في 3 فبراير/ شباط.
بدت التغريدة بسيطة تعكس فضول السفير الياباني واهتمامه بمجتمع يقيم بين أفراده، ويسعى للحصول على شرح أوضح عن عاداته وتقاليده.
إلا أن التساؤل الذي بدا “عفويا” لبعضهم ، جر أيضا على السفير الياباني موجة من الانتقادات اللاذعة، مما دفعه لنشر تغريدة ثانية يوضح فيها موقفه.
ورأى بعض السعوديين أن تغريدة السفير تشير ضمنا إلى “إقصاء المرأة داخل المجتمع السعودي”.
وفي سياق ردود الفعل في شبكات التواصل الاجتماعي، تحدث معلقون سعوديون عن مشاكل وظواهر قالوا إن “المجتمع الياباني يعاني منها”، داعين السفير إلى احترام عادات مجتمعهم وأعرافه.
“عرف عدم ذكر أسماء النساء”
أحيت تغريدة السفير نقاشا سعوديا قديما حول “عرف عدم كتابة أو ذكر أسماء النساء” حتى في بطاقات الدعوات عند الأفراح أو عند إقامة سرادق العزاء.
وفي بعض المجتمعات العربية، تكتفي عائلات بكتابة عبارة “من كريمة فلان” أو “حرم فلان” بدلا من ذكر أسماء زوجاتهم وبناتهم.
وتعقيبا على تغريدة السفير الياباني، قدم معلقون عدة تفسيرات لهذه العادة.
ثمة من أرجع عدم كتابة أسماء البنات في دعوات زواجهن إلى مفهوم ‘الستر ‘ قائلين إن المجتمع تعارف على عدم ذكر أسماء البنات منذ زمن طويل لحمايتهن وصونهن.
ويكتفى بعضهم بذكر اسم الأب ولقب العائلة دلالة على افتخار العروس باسم أبيها وعائلتها.
في حين أشار آخرون إلى أن بعض العائلات تخصص بطاقات دعوة للرجال لا يذكر فيها اسم البنت.
ويحدث أيضا أن تكسر بعض الأسر تلك العادة بإضافة اسم الزوجة في بطاقة الدعوة بدلا من عبارة “كريمة فلان”.
وثمة أيضا من أشار إلى أن اسم المرأة لم يكن يُذكر قديما من باب “الحرج”.
الأعراف والتغييرات : صدام أم تمازج؟
وفي النقاش الدائر حول تغريدة السفير الياباني طُرحت أيضا أسئلة بشأن مدى تأثير “الإصلاحات” التي سنها ولي العهد محمد بن سلمان، على الممارسات الاجتماعية في المملكة.
ويظهر من ردود الفعل على التغريدة أن بعض المعلقين يرون أن هناك لم يتقبل “بعد التغيرات الجذرية التي شهدتها المملكة مؤخرا”.
ويتفق كثيرون أن “الإصلاحات ستستغرق وقتا حتى تنجح في تصحيح أعراف وتقاليد هي في الأصل مخالفة للدين والمنطق”.
وتضع بعض الممارسات الاجتماعية النساء في قوالب معينة وتفرض عليهن صفات محددة. ولذا يعتقد بعض المشاركين في النقاش، أن المجتمع لن يتقدم إلا بالتخلص من تلك “الألقاب السلطوية” التي تعمل على تنميط المرأة واعتبارها “عورة وعيباً حتى في بطاقات الدعوات لفرحة العمر”.
ومن يطالع ردود الفعل تحت تغريدة السفير الياباني، فسيلاحظ أن بعض الحسابات أنحت باللائمة على “تيار الصحوة” واعتبرته مسؤولا على انتشار عادة “عدم ذكر اسم المرأة” داخل المجتمع السعودي.
“الشعر العربي والأميرة نورة كنموذج”
واستدل بعضهم بمجالس العرب التي ضمت شعراء درجوا التغني بأسماء بأمهاتهن وحبيباتهم.
ودعا آخرون إلى التحرر من تلك الأعراف والاقتداء بالنبي محمد والخلفاء الراشدين، الذين لم يخفوا أسماء زوجاتهن وبناتهن.
كما ذكّر آخرون بقصة الملك عبد العزيز آل سعود وشقيقته الأميرة نورة التي لعبت دورا بارزا في كثير من جوانب الحياة الاجتماعية والسياسية.
وطالما تباهى مؤسس الدولة السعودية بشقيقته حتى بات يُلقب بـ “أخو نورة”. فقد عرف الملك بارتباطه الشديد بشقيقته الكبرى وكـان دائم التغني بقوتها ودورها السياسي خلال معارك تأسيس المملكة السعودية، وفقا ما ذكرته صحف محلية .
وقد عرفت الأميرة نورة برباطة جأشها. كما تفيد صحف سعودية بأن تعلمها القراءة والكتابة في زمن كان يندر فيه وجود نساء متعلمات، كان أحد أسباب شهرتها وبروزها في الساحة السياسية.
ويجد سعوديون في الشعر الجاهلي وقصة الأميرة نورة، ردا مفحما على كل من يتحجج بالأعراف لتبرير عدم ذكر اسم النساء في المناسبات العائلية.
لكن تلك النماذج لم تُقنع آخرين ممن رأوا أن بعضها تعمد خلط الدعاية مع الواقع.
وترفض الكثير من الفتيات استبدال اسمها بعبارة (كريمة) ويعولون على رؤية 2030 في تغيير تلك المفاهيم.
في حين يستبعد مراقبون اختفاء تلك المفاهيم أو تصحيحها في فترة وجيزة، خاصة أن التغييرات المفاجئة التي طرأت على السعودية “جاءت عبر قرارات فوقية وليست نتاج نقاش عام”.
وشهدت السعودية في الآونة الأخيرة عددا من التغييرات النوعية التي لم تشهدها منذ تاريخ إنشائها، لكن التكهنات والآراء بشأن بمآلات هذه التغييرات لا تزال متباينة.
من جهة أخرى، يدعو مدونون إلى عدم تحميل تغريدات السفير الياباني ما لا تتحمله.
[ad_2]
Source link