الذكاء الاصطناعي: هل يستطيع أن يكشف السر الذي يحاول البقر إخفاءه؟
[ad_1]
- كريس بارانيوك
- مراسل شؤون تكنولوجيا الأعمال
عندما تخرج البقرة رقم 2073 من حظيرة الحلب، يتعرف عليها جهاز الكمبيوتر ويراقب كل خطوة تخطوها.
تظهر على الشاشة لفترة قصيرة جدا، ولكن هناك عدم اتزان بسيط في مشيتها تحاول أن تخفيه.
قد لا يلاحظ البشر أن ثمة مشكلة، ولكن الحاسوب يكتشفها.
يقول تيري كانينغ المؤسس المشترك والمدير التنفيذي لشركة “كاتل آي” ( CattleEye): “ما نحاول إنجازه في واقع الأمر هو استبدال مراقبة البشر للأبقار عندما تنام أو تأكل”.
التقنية التي طورتها شركته تستطيع أن ترصد بشكل تلقائي الإشارات الأولية على إصابة الماشية بالعرج. وتقتصر تلك التقنية على حظائر الحلب، في الوقت الحالي، ولكن بدأ استخدامها في العديد من مزارع الألبان التي توجد غالبيتها في الولايات المتحدة وبريطانيا. وتراقب هذه التقنية حوالي 20000 بقرة في الوقت الراهن.
وتلجأ المزارع بشكل متزايد إلى التشغيل الآلي لأسباب عديدة، من بينها سد العجز في الأيدي العاملة. ولكن التقنيات الحديثة، بحسب كانينغ، توفر أيضا فرصا لتحسين حياة الحيوانات وصحتها، وكذلك تقليل الانبعاثات الضارة بالبيئة.
ويمضي قائلا : “وفقا لتقديراتنا، إذا تمكنا من تخفيض مستويات العرج بنسبة 10 في المئة في مزرعة واحدة، سيترجم ذلك إلى تقليص قدره نصف طن لانبعاثات الكربون لكل بقرة في العام الواحد”.
يحدث العرج نتيجة لإصابات أو عدوى مرضية، ومن الممكن أن يكون مؤلما للغاية. والأبقار المصابة بالعرج تنتج كمية أقل من الحليب. وإذا لم تعالج، ربما ينتهي الأمر إلى إعدامها.
وقد أجرى باحثون بجامعة ليفربول دراسة على نظام كاتل آي في ثلاث مزارع لتحديد مدى دقته.
وخلال ذلك البحث، الذي مولته الشركة (والتي لم تتم مراجعته بعد من قبل باحثين آخرين)، عكف البروفيسور جورج أويكونومو وفريقه على مقارنة نقاط القدرة على الحركة التي أعطاها خبيران بشريان للماشية، مع تلك التي توصلت إليها نظم كاتل آي. ووجد الباحثون أن التقنية كانت متسقة بنسبة 80-90 في المئة مع رأي الخبيرين حول أي الأبقار كانت مصابة بالعرج.
وعندما فحصت 84 بقرة لمعرفة ما إذا كانت تعاني من مشكلة في أقدامها، تبين أن نظام الذكاء الاصطناعي كان أدق قليلا من التقييم البشري، فيما يتعلق باكتشاف الأبقار التي كانت تعاني من تلف في أنسجة حوافرها من بين تلك التي تم توصيفها بأنها مصابة بالعرج.
وفي دراسة أخرى، أشرف عليها أيضا البروفيسور أويكونومو ومولتها حكومة ويلز، تبين أن نسبة البقر الذي يعاني من مشكلات في الحركة في مزرعة ألبان بالمقاطعة تضم 300 حيوان، انخفضت من 25.4 في المئة إلى 13.5 في المئة في غضون ستة أشهر.
وكاتل آي هو نظام واحد فقط من بين الكثير من أنظمة المراقبة الإلكترونية في المزارع. ومن الأجهزة التي تراقب صحة الحيوانات مجسات يطلق عليها اسم”موكول” ( Moocall).
توصَل تلك المجسات بذيول الأبقار لتحديد الوقت الذي ستضع فيها صغارها، حيث تقوم بتسجيل بعض حركات الذيل التي تحدث عندما تقترب البقرة من الوضع.
غير أن هناك الكثير من المزارع التي لم تستخدم بعد هذه التقنيات. الدكتورة سارة لويد وزوجها وأسرتهما يمتلكون مزرعة في ريف ولاية ويسكونسن الأمريكية تحتوي على نحو 400 بقرة. وتستخدم كل الألبان التي تنتجها تلك الأبقار في صناعة الجبن.
تقول لويد “أسعار الألبان التي ننتجها لا تستطيع أن تغطي تكلفة تلك التقنية”، وتضيف أن زوجها نيلز نيلسون يفضل العمل “مشمرا عن ساعديه” بدلا من الاعتماد على الآلات. إنه ليس معارضا لاستخدام التكنولوجيا الحديثة، ولكنه لا يرى فائدة في الاستثمار في نظم الذكاء الاصطناعي.
ولكن آخرين لديهم وجهة نظر مختلفة. الدكتور جيفري بيولي عالم في تحليل البيانات والابتكار برابطة هولستاين يو إس إيه لتربية الماشية. وقد نشأ وترعرع في مزرعة ألبان بولاية كنتاكي، ودرس تلك الصناعة “طوال حياته”. كما قام ببعض الأعمال الاستشارية لشركات تقنيات المزارع، ولكن كاتل آي لم تكن واحدة من تلك الشركات.
يقول الدكتور بيولي إن ثمة علامات على إصابة العرج بالماشية باستطاعة المزارعين التعرف عليها، كأن ينحني ظهر البقرة قليلا، أو أن يهتز رأسها أو تصبح خطوتها أطول أو أقصر.
ولكنه يضيف أن الأبقار تحاول إخفاء العرج بشكل غريزي لأنها تطورت. ومن ثم فإن التقنيات التي تساعد أصحاب المزارع على رصد العلامات الأولية غير الملحوظة التي تشير إلى إصابة البقر بالعرج من الممكن أن تكون مفيدة.
تقول منظمة آر إس بي سي إيه الخيرية المعنية بحماية الحيوانات إنها ترحب بالتقنيات الحديثة لمراقبة الماشية، لأن دقة اكتشاف العرج من الممكن أن تتفاوت من شخص لآخر، وبإمكان هذه النظم التكنولوجية أن تعطي تقييمات أفضل.
ولكن المنظمة تنبه إلى أنه نظرا لأن تلك التقنيات مستجدة ولا تزال في مرحلة التطوير، “فإنها لا يمكن أن تحل محل تقييمات قدرة الماشية على الحركة بشكل منتظم باستخدام طريقة دقيقة وفعالة”.
من الواضح أن الذكاء الاصطناعي سيلعب تدريجيا دورا أكبر في مزارعنا، ولكن ليس واضحا إلى أي مدى، وما إذا كان حقا سيفضي إلى تحسين أوضاع الحيوانات.
يقول جاك بريت البروفيسور الفخري بجامعة ولاية نورث كارولينا، الذي عمل مستشارا للعديد من شركات تقنيات المزارع: “لقد زرت عدة حظائر ضخمة ومزارع ألبان بدأت تستخدم الذكاء الاصطناعي، ولاحظت أن الأبقار أليفة بشكل أكبر مقارنة بغيرها. تستطيع أن تمشي وسطها بدون أن تتسبب في إثارتها على الإطلاق”.
وسائل تحسين أوضاع الأبقار لا ينبغي أن تكون كلها عالية التقنية. يقول بريت إن مجرد إضافة بعض الأخاديد والتجويفات للأرضية الخرسانية التي تمشي عليها الأبقار في طريقها من وإلى حظائر الحلب، من الممكن أن يحسن توازنها ويقلل احتمال إصابتها بالعرج.
ولكنه يتنبأ بأنه في غضون 50 عاما، سوف تستبدل الآلات 90 في المئة من الأيدي العاملة البشرية في المزارع.
بيد أن الدكتورة لويد لا تتفق معه في ذلك. فرغم أنها تعترف بأنه من الصعب أحيانا العثور على أشخاص يعملون في المزارع، فإنها تفضل أن تواصل المحاولة بدلا من اللجوء إلى الآلات. “أفضل أن يكون هناك المزيد من البشر الذين يعملون في المزارع ويكسبون رزقهم”.
“إنه لأمر مهم للحياة الاجتماعية والاقتصادية لمجتمعنا”.
[ad_2]
Source link