أفغانستان تحت حكم طالبان: ما القيود التي فرضتها الحركة على الطالبات الجامعيات؟
[ad_1]
- لارا أوين
- بي بي سي – 100 إمرأة
كانت الطالبة الجامعية رنا تشعر بتوتر وقلق يوم الأربعاء، وهي تستعد للذهاب إلى الجامعة بعد انتظار طال نحو ستة أشهر. فقد أعيد فتح بعض الجامعات الحكومية في أفغانستان أمام الطالبات، للمرة الأولى منذ استيلاء طالبان على السلطة في البلاد.
وتقول رنا التي التحقت بإحدى الجامعات في مدينة قندهار جنوبي البلاد “في الواقع كثير من الأشياء بدت طبيعية كما كانت من قبل”.
وتضيف “كان الطلاب والطالبات في قاعة دراسة واحدة لأن جامعتنا صغيرة، وكان الشبان يجلسون في المقدمة، وكنا نجلس في الخلف”.
وتقول رنا لب بي سي 100 إمرأة “شعرت بقلق شديد هذا الصباح. كان عناصر طالبان يحرسون المبنى عندما وصلنا، لكنهم لم يزعجوننا”، كما تقول لبي بي سي 100 امرأة.
وكان مسؤولون في طالبان أعلنوا أن الدراسة استؤنفت في الجامعات الحكومية في ست من الولايات الدافئة في البلاد، وهي لغمان وننغرهار وقندهار ونمروز وفرح وهلمند، ومن المتوقع أن تفتح مؤسسات التعليم العالي في الولايات الباردة، بما في ذلك كابل، أبوابها للطلاب الذكور والإناث في أواخر فبراير/شباط الحالي.
وكانت جميع الجامعات أغلقت أمام الطلاب والطالبات على حد سواء منذ بسطت طالبان سلطتها على أفغانستان في أغسطس/ آب الماضي.
وتقول هدى، وهي طالبة من كابل وتأمل في استئناف دراستها في كلية الهندسة المدنية “بعد أشهر عديدة من الجلوس في المنزل، هذه أخبار سارة حقا”. وتضيف “لكنني أعلم أن العديد من الأساتذة غادروا أفغانستان”.
وكانت خدمة بي بي سي بشتو، أكدت أن 229 أستاذا من ثلاث جامعات كبرى في البلاد، وهي كابل وهيرات وبلخ، غادروا البلاد منذ استيلاء طالبان على السلطة.
وقد سبق لحركة طالبان أن أكدت أنه ليس لديها اعتراض على حق المرأة في التعليم، إلا أنها لم تعلن رسميا عن خطة خاصة للطالبات الجامعيات.
لكن مسؤولين في التعليم قالوا إنهم يريدون الفصل بين الجنسين في قاعات الدراسة، ومراجعة المناهج وتعديلها لتتوافق مع الشريعة، مع جعل الحجاب إلزاميا للطالبات.
وقال وزير التعليم العالي في طالبان عبد الباقي حقاني في مؤتمر صحفي في سبتمبر/ أيلول عام 2021 إن “التعليم المختلط يتعارض مع مبادئ الإسلام والقيم والعادات والتقاليد الأفغانية”.
ومنذ استيلاء طالبان على السلطة، فرضت قيودا صارمة على الحياة اليومية في البلاد، وخصوصاً على النساء.
ومنعت الفتيات من تلقي التعليم في المرحلة الثانوية، وتم حل وزارة شؤون المرأة، كما لم يسمح للنساء بالعمل في كثير من الحالات.
وكانت طالبان خلال فترة حكمها الأولى لأفغاتنستان ما بين عامي 1996 و2001، قد منعت الإناث من التعليم. ولا يزال حصول المرأة على حقوقها وخصوصا حقها في التعليم من القضايا التي تثير قلق المجتمع الدولي ومخاوف النساء الأفغانيات، لا سيما بعد المكاسب التي تحققت للمرأة خلال الفترة التي كانت فيها البلاد خارج سلطة الحركة المتشددة.
وفي حين أن بعض الجامعات فتحت الآن أبوابها أمام الطالبات اللواتي كنت التحقن بالدراسة قبل عودة طالبان، فإن إمكانية متابعة التعليم العالي، لا تزال غير مؤكدة بالنسبة للكثيرات.
وتقول مهفاش، وهي طالبة في الصف الحادي عشر من ولاية تخار شمال شرقي البلاد “كان حلمي أن التحق بالجامعة وأصبح طبيبة. الآن بعد أن سمعت أن طالبان سمحت للنساء بالذهاب إلى الجامعة، فكلي أمل بأن يسمحوا لنا بمواصلة تعليمنا الثانوي ثم الجامعي”.
قيود مفروضة
وأعربت بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان، الثلاثاء، عن ترحيبها بخطوة إعادة فتح الجامعات الحكومية.
وقالت البعثة في تغريدة على تويتر “إن حصول كل الجيل الشاب على فرص متساوية في التعليم أمر بالغ الأهمية”.
وتقول طالبة طب في السنة الثالثة من هيرات لبي بي سي إنه بينما سُمح للطالبات بالعودة إلى الدراسة، فإن متابعتهن التعليم تترافق مع فرض الكثير من القيود.
فقد قيل لهذه الطالبة، إن بإمكانها البقاء ضمن الحرم الجامعي أربع ساعات فقط، في حين أن ما تبقى من الوقت مخصص للطلاب الذكور فقط.
وهناك مخاوف أيضا من أن يقتصر سماح طالبان للإناث بالدراسة الجامعية على عدد قليل فقط من الفروع.
وتقول طالبة هندسة مدنية من كابل إنها صُدمت عندما سمعت مؤخرا متحدثا باسم وزارة التعليم في طالبان، يقول إنه لا يوجد سبب يجعل النساء يعملن سياسيات أو مهندسات لأن هذه “مهام الرجال”.
وبالمثل، قالت طالبات يرغبن بالالتحاق بكلية الفنون بجامعة كابل لبي بي سي إنهن يشعرن بعدم اليقين بشأن سماح طالبان للفتيات بدراسة الفنون.
أنجيلا غيور، التي أسست مدرسة هيرات على الإنترنت لإتاحة الفرصة للفتيات والنساء بالدراسة عن بعد، لديها أيضا شكوك بخصوص الأنباء عن إعادة فتح الجامعات.
وهي تقول “أعتقد أن طالبان ستدرج المزيد من المواد عن الشريعة والدين الإسلامي في المناهج الدراسية. لم تعد الفتيات قادرات على ممارسة الرياضة، وعليهن ارتداء أزياء تخفي أشكالهن بشكل أكبر. أعتقد أن تعليم طالبان لن يسمح للنساء باتخاذ خيارات حرة، وهذا أكبر مخاوفي. أنا بالفعل خائفة”.
“نظرا لما هي عليه الأوضاع اليوم، حتى لو تخرجت الطالبات من الجامعات، فلن يتمكن من دخول سوق العمل”، كما تقول أنجيلا غيور.
وتحدثت بي بي سي 100 امرأة أيضا إلى ثريا، وهي خريجة جامعية من هيرات، والتي تقول إنها رغم حصولها على شهادة، فإن القيود المفروضة تمنعها من الحصول على وظيفة.
وتضيف “لا يمكنني مغادرة منزلي في ظل القيود التي فرضتها طالبان، فهم يقولون إن النساء يجب أن لا يعملن، أو يعملن في بيئة كلها نساء. لكن هناك القليل جدا من أماكن العمل التي لا يوجد فيها رجال”.
ضغوط دولية
تأتي إعادة فتح بعض الجامعات الحكومية في أفغانستان بعد المحادثات التي أجراها وفد من طالبان مع مسؤولين غربيين في النرويج الأسبوع الماضي، وتأكيد ممثلي الدول الغربية خلالها على ضرورة تحسين طالبان أوضاع حقوق الإنسان، وخصوصا حقوق المرأة، من أجل حصولها على المزيد من المساعدات الخارجية، وتمكين الحركة من الوصول إلى أموالها المجمدة في مصارف أجنبية والتي تبلغ مليارات الدولارات.
وقد أدى وقف المساعدات إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في أفغانستان، التي دمرتها عقود من الحرب. وتقول الأمم المتحدة إن 95 في المئة من الأفغان ليس لديهم ما يكفي من الطعام.
وقالت طالبة في كلية الطب في مزار شريف لبي بي سي إن “العودة إلى الجامعة لم تعد أولوية”.
“نحن نتضور جوعا. كان والدي يعمل لدى الحكومة السابقة، ومنذ عودة طالبان وهو عاطل عن العمل، وليس لدينا طعام نأكله، لذا غني عن القول إن والدي لا يستطيع تحمل نفقات دراستي بعد اليوم. أحتاج إلى شراء الكتب والملابس … ولكن لا نقود لدينا”، كما تقول.
كما كشفت طالبات أخريات ممن تسمح لهن أوضاعهن الاقتصادية بالعودة إلى الدراسة أن لديهن مشاعر مختلطة بخصوص التطور الحقيقي الذي يمكن لهن تحقيقه.
وتقول طالبة من ولاية تخار ستعود إلى الدراسة في 27 فبراير/شباط، “فاتنا الكثير من وقت الدراسة، وبينما يسعدني أنهم يريدون إعادة فتح الجامعات، فهناك قواعد جديدة يتعين علينا الالتزام بها أثناء وجودنا في الجامعة. وهناك أشياء أشعر بعدم ارتياح حيالها، مثل وجوب أن يوصلني ذكر محرم إلى الجامعة”.
باشتانا دوراني من مؤسسة “ليرن أفغانستان” التي فتحت مدارس في البلاد، ودورات تعليمية للنساء والفتيات عبر الإنترنت، اتخذت القرار الصعب بمغادرة أفغانستان إلى الولايات المتحدة بعد استيلاء طالبان على السلطة. وبالنسبة لها، فإن الأخبار حلوة ومرة في آن واحد.
وهي تقول “يبدو هذا وكأنه لفتة لإرساء السلام، وعلينا الترحيب بها، ولكن كفتاة أفغانية اضطرت إلى الفرار من البلاد لأن جامعتي أغلقت أبوابها، فأنا أيضا أشعر أيضا بالأذى”.
وتشير باشتانا إلى إن العديد من صديقاتها اللواتي كن التحقن مثلها بالدراسية الجامعية قد غادرن أفغانستان.
وتقول “حتى لو فتحوا الجامعات، فقد خسرت البلاد الكثير من الأشخاص الجيدين”.
في غضون ذلك، تريد رنا العودة إلى التركيز على دراستها، حتى لو لم تكن متأكدة مما قد يحمل المستقبل لها ولزميلاتها.
وتقول “العديد من زميلاتي في الصف لم يحضرن في اليوم الأول. ولكن هناك أمل في أن المزيد من الفتيات سيشعرن بالأمان في المستقبل القريب للعودة إلى الجامعة”.
*تم تغيير بعض الأسماء حفاظا على خصوصية المشاركات وحماية لهن.
[ad_2]
Source link