متلازمة هافانا: تقرير استخباراتي أمريكي جديد حول أسباب المرض الغامض
[ad_1]
رجح تقرير استخباراتي أمريكي أن تكون نبضات من الطاقة الكهرومغناطيسية وراء إصابة أشخاص بما يعرف بـ”متلازمة هافانا”.
ويوجد جدل منذ فترة طويلة بشأن أعراض غامضة عانى منها موظفون أمريكيون في دول عدة، وما إذا كانت ناجمة عن نوع من الأجهزة، أو أنها بسبب عوامل نفسية.
وجاء أحدث تقرير صادر عن لجنة خبراء، تمثل هيئات استخباراتية أمريكية، ليشير إلى أن تلك الأعراض “حقيقية ومقنعة”، وقد تكون ناجمة عن مصدر خارجي.
لكن اللجنة لم تنظر في الطرف المسؤول عن ذلك.
وظهرت أعراض “متلازمة هافانا” للمرة الأولى في عاصمة كوبا في عام 2016، حين اشتكى موظفون في الاستخبارات الأمريكية ودبلوماسيون من أعراض مرضية غير عادية.
وفي البداية تم رفض مزاعم حول الإصابات على نطاق واسع داخل الحكومة الأمريكية.
لكن الظاهرة حظيت بجدية أكبر العام الماضي، مع تشجيع المسؤولين الأمريكيين على الإبلاغ عن أعراض مماثلة. وأدى ذلك إلى سيل من الحالات، وصل عددها إلى ما لا يقل عن ألف حالة لموظفين أمريكيين من جميع أنحاء العالم.
ولم تعثر دراسة أجرتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مؤخرا على أية أدلة على حملة كبيرة تديرها دولة أجنبية ضد الموظفين الأمريكيين.
وأفادت أنّ معظم الحالات قد تكون ناجمة عن أسباب طبيعية أو ضغط عصبي. لكنها أقرّت أن عددا من الإصابات غير مبرر بالفعل.
ولكن الدراسة الجديدة شملت التدقيق في أكثر من ألف وثيقة سرية ومقابلات مع شهود، للتركيز على مجموعة من الأشخاص يعانون من أعراض معينة (لن يكشف المسؤولون الأمريكيون عن العدد الدقيق للحالات).
وخلص القائمون على الدراسة إلى أنّ هذه المجموعة من الحالات، لا يمكن تفسيرها بظروف بيئية أو طبية، وربما نجمت عن نوع معين من الأجهزة أو عن مصدر خارجي.
وعلق مسؤول استخباراتي مطلع على عمل اللجنة: “لقد تعلمنا الكثير”.
ووجدت اللجنة أربع “خصائص أساسية” تمثل الأعراض، من ضمنها ذلك الشعور بضغط من اتجاه أو موقع معيّن.
وفحصت إمكانية وجود خمسة أسباب محتملة: الإشارات الصوتية، والعوامل الكيميائية والبيولوجية، والإشعاع المؤين والعوامل الطبيعية والبيئية، وترددات الراديو، وغيرها من الطاقة الكهرومغناطيسية.
ودرست اللجنة ما إذا كان هناك نوع من الأجهزة الخفية، يمكن أن يسبب الأعراض المبلغ عنها.
ووجدت أن العوامل النفسية أو الاجتماعية لا يمكنها وحدها تفسير الأعراض، على الرغم من أنها قد تضاعف من بعض المشاكل لدى المصابين.
كما وجدت أنه لا يمكن تفسيرها بالظروف البيئية أو الطبية.
وقالت اللجنة إنّ “العديد من جوانب هذه المتلازمة الحسّية العصبية الفريدة، تجعل من غير المحتمل أن تكون ناجمة عن اضطراب عصبي وظيفي”، وأنّ ذلك يشير إلى “محفز خارجي” أو مصدر ما.
ووجدت الدراسة أن نبضات من الطاقة الكهرومغناطيسية “تفسر بشكل معقول” السمات الأساسية في هذه الأعراض، على الرغم من إقرارها بوجود فجوات في المعلومات.
وأشارت إلى أن هوائيات غير مطابقة للمواصفات اللازمة يمكن أن تؤثر على جسم الإنسان.
وحقّق تقرير وفيلم وثائقي صادر عن بي بي سي، عام 2021، في الدور المحتمل لموجات الميكروويف في التسبب في أعراض متلازمة هافانا.
ولا توجد تفاصيل في التقرير الاستخباراتي الجديد حول ماهية مثل هذا الجهاز، ولا ما إذا كان القصد من استخدامه التسبب في ضرر أو إجراء نوع من المراقبة. ولم تبحث اللجنة في الجهة التي تقف وراء مثل هذا النشاط.
ويعتقد عدد من الأشخاص داخل الحكومة الأمريكية أن روسيا قد تكون مسؤولة عن ذلك، وقد أثيرت هذه القضية في الاجتماعات على الرغم من عدم اكتشاف دليل قاطع لدعم هذا الاعتقاد.
وتقول اللجنة إن التفسير المعقول الآخر للأعراض هو نوع من الموجات فوق الصوتية، وبما أنها لا تنتقل بسهولة عبر المباني فهذا يعني أن المصدر سيحتاج إلى أن يكون قريبا من الهدف.
وتقدم اللجنة سلسلة من التوصيات، تتضمن ضرورة جمع المزيد من البيانات المترابطة، لكن بعضها المتعلق بتقنية الرصد يظل سريا.
وتعهد بيان مشترك لاثنين من كبار المسؤولين في مجتمع الاستخبارات الأمريكي بمواصلة السعي وراء الحقيقة، مع الاهتمام بالمتضررين.
وقالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية أفريل دي هينز، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز: “سوف نظل نعمل على هذا، سوف نواصل بصرامة، مهما طال الوقت”.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض لبي بي سي إنهم يرحبون بنتائج التقرير.
ما مدى أهمية التقرير الجديد؟
يعد هذا التقرير بمثابة تطور رئيسي آخر في لغز متلازمة هافانا الذي طال أمده.
ويظل الجدل حول الأسباب قائما. فقد جعلت الدراسة التي أجرتها وكالة الاستخبارات المركزية الكثيرين يستبعدون وجود نشاط عدائي، إذ رجحت أسبابا مرتبطة بحالات طبية أو نفسية.
وقد لا يزال هذا صحيحا في العدد الأكبر من الحالات.
لكن هذه اللجنة تعيد احتمال وجود نوع من النشاط الضار إلى دائرة الاهتمام.
وسيؤدي ذلك إلى التساؤل عما إذا كان ذلك بسبب نوع من المراقبة التي تسبب ضررا أو استخدام سلاح معين. وإذا كان الأمر كذلك، فما هي الجهة المسؤولة عن ذلك.
[ad_2]
Source link