بركان تونغا: سحب الرماد والغازات السامة تشكل” خطرا” على الصحة العامة
[ad_1]
- ميشيل روبرتس
- محررة شؤون الصحة- بي بي سي
يحاول خبراء تقدير الآثار الناتجة عن الرماد البركاني والغازات الكبريتية السامة بعد ثوران بركان في جزيرة تونغا السبت الماضي.
وأمطر البركان جزر المحيط الهادي بوابل من الرماد البركاني علاوة على التسونامي الذي تسبب في إثارته.
وبمجرد بداية ثوران البركان، تلقى الناس توصيات باللجوء إلى أماكن مرتفعة عن الأرض للحفاظ على سلامتهم.
وأصبحت الأولوية في الوقت الحالي للوصول إلى ملاذ آمن ومياه نظيفة علاوة على تفادي التعرض للدخان البركاني.
ووصلت الغازات وأعمدة الدخان الناتجة عن البركان إلى ارتفاع 20 كيلومترا في السماء، لكن تبقى المخاوف الصحية الأكبر هي الرماد العالق في الهواء الذي يتنفسه الناس.
وقال وزير نيوزلندي إن هناك مستويات مرتفعة من الكبريت في “الهواء والماء في الوقت الحالي”.
وأضاف أن ذلك يشكل خطرا على مياه الشرب ونشاط صيد الأسماك الذي يعد نشاطا حيويا لسكان تونغا. كما أشار المسؤول النيوزلندي إلى إمكانية ارتفاع درجة حرارة المياه بسبب مستويات الكبريت.
وقد تشك سحب الرماد، والغازات، والعوالق الناتجة عن البركان خطرا على الصحة العامة. فقد يؤدي انتشارها إلى مشكلات في التنفس، كما يمكن أن تؤثر على القلب والأوعية الدموية أيضا.
كما يمكن أن تسبب تلك الأشياء تهيج في الرئتين والعينين والبشرة.
وقالت كارول ستيوارت، الأستاذة في كلية الطب بجامعة ماسي: “الرماد الذي يتساقط على الأرض لا يسبب مشكلات في التنفس، لكن الرماد الدقيق العالق في الهواء يمكن استنشاقه”.
وأضافت أن “الجسيمات الدقيقة جدا قد تتسلل إلى الرئتين، مسببة على المدى القصير ظهور أعراض الربو بينما تسبب الجسيمات الأكبر حجما تهيجا في الأنف والحلق إضافة إلى السعال والتهاب الحلق”.
وعادة ما يكون لحبات الرماد البركاني سطحا حمضيا، لذا يمكن أن تسبب لسعة إذا دخلت العين وقد تؤدي أيضا إلى خدوش في العينين وهياج في البشرة.
وصدرت توصيات للسكان المحليين باستخدام الزجاجات المغلقة في الشرب وارتداء كمامات حين الحاجة إلى الخروج حتى لا يتنفسوا الرماد البركاني.
وانقطعت خطوط الاتصالات بالجزر المتضررة من البركان، كما أن هناك استحالة لوصول المساعدات إلى المناطق الأكثر احتياجا في الوقت الحالي.
وتحاول دول أخرى توصيل مياه نظيفة والإمدادات الضرورية إلى المناطق المتضررة جوا، لكن لم تتمكن أي من الطائرات من الهبوط.
وبينما لم تتأثر بعض الجزر التي طالتها آثار البركان، كشفت جولات المراقبة الجوية وصور التقطتها الأقمار الصناعية دمارا على نطاق واسع في جزر أخرى، والتي بلغت حد اختفاء قرية بأكملها.
وهناك مخاوف من عدم قدرة بعض السكان في المناطق المتضررة على الحصول على مياه شرب آمنة ونظيفة نتيجة لغمر مصادر المياه العذبة بالمياه المالحة بسبب التسونامي وسقوط كميات كبيرة من الرماد البركاني في مياه الشرب المتوافرة في تلك المناطق.
وهناك عمال إغاثة يتبعون منظمة الصليب الأحمر على الأرض في تلك المنطقة، لكنها لا تستطيع التواصل معهم بسبب انقطاع خدمات الاتصالات. ولا يزال الموقف غير معروف في بعض المناطق المتضررة من البركان والتسونامي بسبب محدودية استخدام الإنترنت والاتصالات الهاتفية نظرا لتعطل أغلب الخطوط.
كما لا تعمل هواتف القمر الصناعي بسبب سحب الرماد البركاني علاوة على تعطل خط الاتصالات الموجود تحت الماء في جزيرة تونغا.
الإسعافات الأولية والإمدادات
قال متحدث باسم منظمة الصليب الأحمر: “كانت المرة الأخيرة التي تمكنا فيها من التحدث إلى أحد الزملاء السبت الماضي. وزملاؤنا هناك مدربون على توفير الدعم والمساعدة وهم يقومون بذلك في الوقت الحالي. لكننا لا نعلم مدى حاجة السكان البالغ عددهم حوالي 100 ألف نسمة الذين يعيشون في تونغا”.
وأشار إلى أن فرق الإنقاذ سوف تتولى مهام دعم الإجلاء، وتوفير الإسعافات الأولية، وتوزيع إمدادات الإغاثة الموجودة بالفعل على الجزيرة.
وأضاف: “لدينا إمدادات تكفي لدعم 1200 أسرة في تونغا، لكن قد يكون هناك كثيرون في حاجة إلى الإمدادات الضرورية”.
وتحتوي باقات الإغاثة على إمدادات ضرورية مثل الخيام، والبطاطين، وأدوات المطبخ، والمنتجات الصحية، وأقراص تنقية المياه.
ومن الأولويات أيضا إزالة الأنقاض وإصلاح الأضرار التي لحقت بالمنطقة – لكن ذلك سوف يستغرق وقتا – كما يحتاج المكلفون بهذه المهام إلى حماية.
وقال نائب رئيس بعثة الصليب الأحمر في أستراليا، كيرتس تو إهالانغينغي، لبي بي سي إن صور الأقمار الصناعية تظهر حجم انتشار البركان تحت سطح المحيط، في تصريحات أدلى بها من كانبرا: “ستكون هناك مخاوف صحية حيث يتنفس الناس (الرماد)، خاصة وسط أعمال بعثة التنظيف التي تشهدها تونغا في الوقت الحالي”.
وأضاف: “لدينا حوالي 200 متطوعا، ويتوافد علينا الكثيرون للمشاركة في إزالة الرماد من المهبط الخاص بالمطار. ومع أنه يجب علينا القيام بذلك، تظل هناك مخاوف صحية على المدى الطويل لأن الناس يتنفسون الرماد، وهو ما يُعد خطيرا جدا”.
ورغم أن هناك حاجة ماسة إلى إمدادات الإغاثة، هناك مخاوف لدى سكان الجزيرة من انتقال عدوى الوباء إليها، إذ أنها نجحت في تفادي ظهور فيروس كورونا منذ بداية انتشاره وحتى الآن.
ومن المقرر أن تشارك في عملية التنظيف سفن أسترالية ونيوزلندية لسحب المياه من البرك الراكدة التي قد تمثل بيئة حاضنة لأمراض مثل الكوليرا.
ويعمل أغلب سكان تونغا في الزراعة، مما يزيد من احتمالات أن تُلحق آثار البركان أضرارا بالغة طويلة الأجل بالأرواح وسبل العيش.
[ad_2]
Source link