كأس الأمم الأفريقية: قصة مولد البطولة وكيف أسستها مصر والسودان وإثيوبيا
[ad_1]
- إسماعيل كوشكوش
- صحفي
تتميز بطولة كأس الأمم الأفريقية هذا العام بالحيوية خارج الملعب ولكن معدل التهديف مازال منخفضا حتى الآن، مما يوفر فرصة لتسليط الضوء على بدايات البطولة.
شاركت مصر وإثيوبيا والسودان في أول كأس أمم على الإطلاق في عام 1957، وهذه هي المرة الأولى منذ 52 عاما التي يتواجد فيها المؤسسون الثلاثة للبطولة في نفس الدورة.
وقال الصحفي الرياضي بدر الدين بخيت: “إن عودة الفرق الثلاثة في دورة واحدة تعطي شعورا بالفخر، وتعكس التقاليد الراسخة لهذه البطولة”.
لقد رفعت الدول الثلاث الكأس المرموقة، لكن في حين أن مصر، أول من فازت بالبطولة، حققت الرقم القياسي بالفوز 7 مرات، فإن إثيوبيا والسودان لديهما لقب واحد فقط لكل منهما.
فبعد التوهج في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، تخلف السودان وإثيوبيا في هذا المجال على الرغم من الشعبية الهائلة لهذه الرياضة في البلدين، وربما وفرة من المواهب.
وهناك أوجه تشابه في تاريخ اللعبة في كل من إثيوبيا والسودان، الجارتين اللتين تمثلان الفريقين الوحيدين من شرق أفريقيا اللذين فازا بكأس الأمم.
وعلى الرغم من كونهما دولتين رائدتين في الفوز بهذه البطولة، إلا أن هذين الانتصارين كانا على أرض الوطن، وقد غابت إثيوبيا عن كأس الأمم الأفريقية لمدة 31 عاما قبل أن تعود في عام 2013، كما عاد السودان في عام 2008 بعد غياب 32 عاما.
ويوضح البروفيسور بيتر أليغي من جامعة ولاية ميتشيغان، وهو مؤلف كتاب “كرة القدم الأفريقية: كيف غيرت قارة اللعبة العالمية” قائلا: “إن التحديات السياسية والاقتصادية لعبت دورا في كبح جهود السودان وإثيوبيا في هذا المجال”.
وأضاف البروفيسور أليغي قائلا: “لكن يبدو في الآونة الأخيرة أن السودان وإثيوبيا يخطوان خطوات إيجابية، وهما يفعلان ذلك في وقت مناسب مع توسع كأس الأمم الأفريقية ونهائيات كأس العالم اعتبارا من عام 2026”.
لقد أثرت في نهاية المطاف نتائج الحروب الأهلية الطويلة وعدم الاستقرار السياسي والانكماش الاقتصادي والكوارث الطبيعية في كلا البلدين على تطور اللعبة وتقدمها.
ومع ذلك، كان الفخر الكبير بالإنجازات الماضية بمثابة تذكير مزعج وحافز للإمكانيات في كلا البلدين عبر الأجيال.
لقد تعرضت فرص إثيوبيا في بلوغ أدوار خروج المغلوب في الكاميرون إلى انتكاسة بالهزيمة في أول مباراتين، فيما تعادل السودان مع غينيا بيساو في المباراة الافتتاحية قبل الهزيمة من نيجيريا، أما مصر فقد فازت على غينيا بيساو بعد الخسارة من نيجيريا.
تاريخ كأس الأمم
التقى مسؤولون من مصر وإثيوبيا والسودان، إلى جانب ممثل من جنوب أفريقيا، في عام 1956 خلال المؤتمر العام للاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” في البرتغال لإقامة مسابقة قارية أفريقية.
وأُقيمت كأس الأمم الأولى في فبراير/شباط من عام 1957 في العاصمة السودانية الخرطوم. وبعد أن رفض اتحاد جنوب أفريقيا إرسال فريق متعدد الأعراق تم استبعاده. وفازت مصر التي أطاحت بالسودان في نصف النهائي على إثيوبيا 2-1 في النهائي الافتتاحي.
لكن إثيوبيا ثأرت لخسارتها في كأس الأمم الأفريقية الثالثة عام 1962 بفوزها على مصر “المعروفة آنذاك باسم الجمهورية العربية المتحدة” 4-2 في النهائي الذي أُقيم في إثيوبيا.
وتلقى الكابتن لوتشيانو فاسالو، وهو من بين عدد من اللاعبين أصولهم من إريتريا المستقلة حاليا، الكأس من الإمبراطور هيلا سيلاسي، في أول فعالية من ثلاث فعاليات استضافت فيها إثيوبيا البطولة.
وقال سيد كيار المحلل في سوبر سبورتس في أديس أبابا : “إن إثيوبيا تشتهر بألعاب القوى، لكن الرياضة المحبوبة في إثيوبيا هي كرة القدم”.
وكانت أول بطولتين عبارة عن فعاليتين من 3 فرق قبل زيادة المشاركين تدريجيا بمرور الوقت، ويعتقد كيار أنه من المهم التفكير بشكل نقدي في المجد الماضي.
وقال كيار: “نحن فخورون ونحترم اللاعبين والمدربين وصناع التاريخ، لكن العديد من البلدان الأفريقية كانت لا تزال مستعمرة، مثل كوت ديفوار ونيجيريا وتونس حيث لم تكن لها منتخبات وطنية”.
السياسات المحلية أعاقت السودان
فاز السودان بلقب كأس الأمم الأفريقية الوحيد عام 1970 بالخرطوم بجيل ذهبي ضم أمثال علي غاغارين ونصر الدين عباس، المعروف باسم غاكسا، بفوزه على غانا 1-0 في النهائي.
وقد اقترب السودان من التأهل لكأس العالم في ذلك العام في المكسيك وبعد عامين وصل الفريق إلى أولمبياد ميونيخ عام 1972 حيث كان أداء الفريق جيدا نسبيا، لكن السنوات التي تلت ذلك شهدت تراجعا.
وقال غاكسا، البالغ من العمر 77 عاما: “في ذلك الوقت كان هناك استقرار ساعد الدولة على تطوير كرة القدم لكن عدم الاستقرار السياسي والصعوبات الاقتصادية جعلت الدولة تهتم بقضايا أخرى”.
وقد تركت العديد من السياسات الحكومية بصماتها بما في ذلك سياسة “الرياضة للجماهير” للديكتاتور السابق جعفر النميري التي أطلقها في 1976 وعلق من خلال تلك السياسة الدوري الوطني وقلص كرة القدم إلى مستوى المسابقات المحلية.
وردا على ذلك، غادر كبار اللاعبين السودانيين البلاد للعب في مسابقات الدوري بدول مجاورة، خاصة في الخليج العربي. وقد تم التخلي عن هذه السياسة بعد عام تقريبا، لكن الضرر كان قد وقع.
وقال بخيت من موقع كورة.كوم: “كان هناك انفصال بين الأجيال لم يتعاف السودان منه قط”.
وهناك عوامل أخرى يجب مراعاتها أيضا، مثل فشل اللاعبين والمدربين من شرق أفريقيا في التكيف عندما أصبحت اللعبة تقوم أكثر على اللياقة البدنية والتكتيك، مما يجعل من الصعب التنافس مع فرق غرب وشمال أفريقيا.
وقال كيار: “إذا استطعنا تغيير أسلوبنا من البدني إلى الذهني، فنحن جيدون في الاستحواذ والتمريرات القصيرة والمهارة الفنية”.
مطلوب هياكل أفضل
يُمثل تحسين إدارة اللعبة والاستراتيجيات طويلة المدى، مثل تطبيق إسبانيا لأسلوب التمرير أو إعادة هيكلة ألمانيا لبرامج كرة القدم للشباب بعد النتائج السيئة في بطولة أوروبا عام 2000، نموذجا يحتذى به.
وقال حسن المستكاوي من مودرن سبورت: “الأمر لا يتعلق فقط بالحصول على الموارد أو الحصول على لاعبين جيدين، ولكن الإدارة والتخطيط بشكل صحيح”.
ومازال الصحفي الرياضي المخضرم يعتقد أن مصر لديها مجال للتحسين بالنظر إلى أنها تأهلت لثلاث من بطولات كأس العالم فقط على الرغم من سجلها في كأس الأمم الأفريقية وثلاثة انتصارات متتالية في تلك المسابقة من 2006 إلى 2010.
ويشير البخيت إلى عامل آخر وهو سيطرة الأندية الكبرى في السودان، مما يؤثر على تطور الأندية الأخرى حيث يؤدي الهلال والمريخ بشكل جيد نسبيا في المنافسة القارية لكن دعمهما من الأثرياء يعيق المنافسة.
وتستفيد فرق غرب وشمال أفريقيا أيضا من تعامل لاعبيها مع الأندية والبطولات الأوروبية الكبرى فيما يُعد فريقا إثيوبيا والسودان في الكاميرون محليين إلى حد كبير.
وقال المستكاوي: “اللاعبون ينقلون خبراتهم إلى منتخباتهم الوطنية”.
ويُعد السودان وإثيوبيا بعيدين جدا عن المنافسة على كأس الأمم، لكن جماهيرهما تأمل في أن يتمكن الفريقان من التأثير على الرغم من التحديات السياسية مع استمرار الصراع في إثيوبيا والانقلاب العسكري في السودان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ويعتقد كيار أن الإثيوبيين حريصون على تقديم أداء جيد في الذكرى الستين لانتصارهم القاري، بينما الأمر بالنسبة للبخيت يتعلق بإعادة بناء فريق السودان بعد أداء مخيب للآمال في كأس العرب والذي جعلهم يقيلون المدرب أوبير فيلود ويعملون على إصلاح الفريق.
وإذا كان الفريقان سيواصلان مسارهما ويظهران في كوت ديفوار في غضون 18 شهرا، فيجب وضع هياكل أفضل للمساعدة في الاستفادة من التأهل للكاميرون.
[ad_2]
Source link