اضطرابات كازاخستان: لماذا أرسلت روسيا قواتها إلى هناك؟
[ad_1]
قالت قوات الأمن في كازاخستان إنها قتلت عشرات المتظاهرين في مدينة ألماتي الرئيسية لقمع أعمال شغب حاشدة.
وتم إرسال قوات من دول من بينها روسيا للمساعدة في استقرار البلاد.
فأين تقع كازاخستان وما نوعية هذه الدولة؟
كازاخستان بلد ضخم بحجم أوروبا الغربية وتقع في آسيا الوسطى وعلى الحدود مع روسيا والصين.
وتتكون في الغالب من جبال وسهول قاحلة ويبلغ عدد سكانها 19 مليون نسمة فقط.
وحصلت كازاخستان على استقلالها في عام 1991 بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
وتمتلك هذه الدولة بعضا من أكبر احتياطيات النفط في العالم، وتنتج 1.6 مليون برميل من النفط يوميا واجتذبت استثمارات أجنبية بمليارات الدولارات.
ومع ذلك، فإن تلك الثروة لم تصل إلى السكان الذين يبلغ متوسط دخل الفرد منهم أقل من 2500 جنيه إسترليني في السنة.
وقد حكم الرئيس نور سلطان نزارباييف كازاخستان لمدة 29 عاما، وهو عضو سابق في المكتب السياسي للحزب الشيوعي وله صلات قوية بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتم نصب تماثيل لنزارباييف الذي قام ببناء عاصمة جديدة هي أستانة التي تم تغيير اسمها فيما بعد إلى نور سلطان تكريما له.
وقد استقال نزارباييف في عام 2019 ليفسح المجال للرئيس الحالي قاسم توكاييف.
وتُعد الاحتجاجات العامة في كازاخستان غير قانونية بدون تصريح حكومي، وقد تم التعامل مع الإضرابات والمظاهرات السابقة بقسوة شديدة.
ماذا حدث في كازاخستان؟
بدأت المظاهرات في 2 يناير/ كانون الثاني الجاري في بلدة جانوزين، وهي مركز نفطي وموقع اشتباكات دامية وقعت بين محتجين ورجال الشرطة منذ ما يزيد قليلا عن 10 سنوات.
ثم انتشرت الاحتجاجات في بقية أنحاء البلاد.
وتقول قوات الأمن إنها قتلت مثيري شغب في ألماتي أثناء محاولتها استعادة النظام. كما تقول الشرطة إن المحتجين حاولوا السيطرة على أقسام الشرطة في المدينة.
وقال الرئيس قاسم توكاييف: “إن 20 ألفا من رجال العصابات” هاجموا ألماتي وأنه طلب من قوات الأمن “إطلاق النار دون سابق إنذار”.
وعلى الصعيد الوطني، أفادت الأنباء أن حوالي ألف شخص أصيبوا من بينهم 400 يعالجون في المستشفيات.
وقالت وزارة الداخلية إن أكثر من 3 آلاف شخص اعتقلوا، وقد تم إعلان حظر التجول وحُظرت التجمعات الجماهيرية.
لماذا بدأت الاحتجاجات؟
بدأت الاحتجاجات عندما رفعت الحكومة سقف أسعار غاز البترول المسال.
وقام العديد من الكازاخستانيين بتحويل سياراتهم لاستخدام غاز البترول المسال لأنه أرخص من الوقود الآخر.
ومع ذلك، قالت الحكومة إن سقف الأسعار يؤدي إلى نقص في غاز البترول المسال ولم يعد بإمكانها زيادة الإمدادات. وقد أدى قرارها بإزالة سقف السعر إلى مضاعفة السعر تقريبا.
ويبدو أن المحتجين لديهم شكاوى أخرى حيث ردد البعض اسم نزارباييف، وحاولوا هدم تمثال برونزي له.
وكان نزارباييف قد استمر في شغل منصب قوي في الحكومة كرئيس لمجلس الأمن في كازاخستان بعد تنحيه عن منصبه كرئيس، كما بدا أنه يعُد ابنته داريغا لتكون زعيمة في المستقبل.
وقد تم عزل نزارباييف من منصبه لتهدئة المحتجين.
كيف تدخلت روسيا؟
تم إرسال مظليين روس إلى كازاخستان بناء على طلب من رئيسها للمساعدة في تحقيق “استقرار” البلاد.
وقد تم إرسال هذه القوة تحت سلطة منظمة معاهدة الأمن الجماعي (سي إس تي أو).
يذكر أنه هذه المنظمة تضم مجموعة من الدول هي روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا وطاجيكستان وقرغيزستان وأرمينيا، وقد تم تشكيلها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق.
وألقت منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التي تترأسها أرمينيا حاليا، باللوم في المشاكل التي تشهدها مدينة ألماتي على “غزو تشكيلات رجال العصابات المدربين من الخارج”.
ويُعتقد أنه تم إرسال 2500 جندي إلى كازاخستان، من دول أخرى في منظمة معاهدة الأمن الجماعي، ولكن معظم هذه القوات من روسيا.
وتقول منظمة معاهدة الأمن الجماعي إن تلك القوات هي قوة لحفظ السلام ستحمي المنشآت الحكومية والعسكرية مثل خطوط أنابيب الغاز والقواعد العسكرية الروسية ومحطة الفضاء الروسية في بايكونور.
ماذا حدث بعد ذلك؟
قدمت حكومة كازاخستان تنازلات.
فقد أجلت رفع سقف أسعار غاز البترول المسال، وحددت أسعار جميع وقود المركبات لمدة 6 أشهر.
كما تم إقالة وزراء. وقال الرئيس قاسم توكاييف إن الحكومة فشلت في تنفيذ “إحدى مهامها الرئيسية وهي إبقاء التضخم تحت السيطرة”.
و قول بن غودوين، رئيس قسم التحليلات في بريسم بوليتيكال ريسك مانيجمنت، إنه حتى إذا سحقت قوات الأمن الاحتجاجات في ألماتي فقد تستمر لفترة أطول في جانوزين حيث أن لهذه المدينة تاريخ في الإضرابات والمظاهرات المناهضة للحكومة.
وفي غضون ذلك، تساءلت الولايات المتحدة عما إذا كانت قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي مدعوة بشكل شرعي إلى البلاد.
وقال البيت الأبيض إنه سيراقب أي انتهاكات لحقوق الإنسان وأي أعمال يمكن أن تؤدي إلى “الاستيلاء على المؤسسات الكازاخستانية”.
[ad_2]
Source link