فيروس كورونا: 76 في المئة من العاملين عن بعد في الشرق الأوسط لا يريدون العودة إلى المكاتب
[ad_1]
- حسام فازولا
- بي بي سي نيوز عربي
تبدو نهاية عام 2021 مختلفة بشكل كبير عن أول أيامه، فقد بدأ العام بكثير من الأمل، وتوقعات من رؤساء الشركات وأصحاب الأعمال حول العالم أن يكون “عام العودة إلى المكاتب” وتوديع الاجتماعات الرقمية.
والآن ينتهي العام بحالة من الترقب والتخوف بعد انتشار متحور كوفيد الجديد أوميكرون، فهل ستعود بيئة العمل أم غير وباء كورونا أساليب عملنا بلا رجعة؟
قيود التباعد الاجتماعي التي فرضها تفشي كورونا على جميع أنحاء العالم تقريبا، كانت دافعا للشركات والمؤسسات الحكومية للبحث عن سبل تضمن استمرار أعمالها، مثل برامج التواصل وإدارة الأعمال عن بعد، ونظام العمل الهجين (hyprid working)، وهو نظام يجمع بين عمل الموظفين لأيام من المكتب وأيام أخرى من المنزل أو تقسيم الموظفين إلى موظفين ضروريي الحضور وأخرين يعملون عن بعد.
تختلف الآراء فيما يتعلق ببيئة العمل، فهناك من يفضل العمل من المنزل ومن يرى أن العمل من المكتب مناسب أكثر. لكن وفقًا لاستبيان قام به موقع “بيت دوت كوم” (bayt.com)، فإن نسبة أكبر من العاملين عن بعد في الشرق الأوسط لا تزال تفضل العمل من المنزل، إذ أن 76 في المئة ممن شاركوا أعربوا عن شعورهم بالرضا عن عملهم عن بعد ولا يريدون العودة إلى العمل من المكتب.
العمل من المقاهي
وحاور فريق بي بي سي مجموعة من المهنيين وأصحاب الأعمال أثناء دوامهم في مكاتبهم التقليدية ومكاتبهم البديلة، والتي أخذت شكل مقاه وأماكن عامة اختاروها لقضاء نهارهم.
قالت سمر جمال من السودان “رب ضارة نافعة”، حيث ترى طبيبة الأسنان ومؤسسة منظمة “مجتمع التعليم المنزلي” أنه على الرغم من الأذى الكبير الذي سببه وباء كورونا، إلا أنها دفعتنا للتعرف على العديد من الأدوات والأنظمة الجديدة للعمل، وترى سمر أن “التحول إلى العمل الرقمي، كان آتيا لا محالة، فقط قربته الجائحة ونقلتنا إلى مواكبة العصر والتطور التكنولوجي”. وهكذا تفضل جمال العمل عن بعد فهو في وجهة نظرها “يقلل من التكلفة، وأكثر إتاحة، حيث يمكنك الولوج من المنزل بكبسة زر، ويقلل من التلوث البيئي بشكل جذري”.
تتفق العديد من الدراسات مع ما طرحته سمر جمال، فوفقا لدراسة قامت بها منظمة تحليلات القوى العاملة العالمية ( (Global Work Analytics، فإن مجرد تقليل المدة التي يمضيها العاملون في وسائل المواصلات إلى أعمالهم للنصف، يمكنه أن يقلل إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون الضارة بـ 54 مليون طن في السنة.
بينما تفضل ميسر المرشد من الأردن العمل وجها لوجه وليس عبر الشاشات ومكالمات الفيديو، فهي ترى أن”التواصل بحركات الجسد وحركات الوجه هو احتياج بشري” وعدم وجود هذا النوع من التواصل في بيئة العمل الرقمي له تأثير سلبي على نفسية الموظف.
وأشارت رندا مشتهى من الإمارات، إلى أهمية توفير إمكانية العمل من المنزل للمرأة في مجال العمل، فهي ترى أن فرصة العمل من المنزل خلال الوباء منحتها مزيدا من “الشعور بالأمان، وراحة البال”.
أفادت نتائج استبيان قامت به منظمة “حقوق النساء” Rights of Women الإنجليزية بأنه بينما تضاءلت فرص تعرض النساء العاملات للتحرش في أماكن عملهن، ظهر نوع جديد من التحرش عبر برامج التواصل عن بعد. فأكد حوالي نصف النساء المشاركات اللواتي تعرضهن للتحرش في مكاتبهن، استمرار معاناتهم من عبر الإنترنت.
بينما تحدث سعد بدير من تونس عن أن وجود بيئة مناسبة للعمل من المنزل رفاهية لا يمتلكها الجميع. وكذلك يتفق أكثر من 89% من المشاركين في استبيان “بيت دوت كوم” مع هذا الرأي، فهم يتوقعون أن الشركات العربية ستبدأ في تفضيل الموظفين الذين لديهم القدرة على العمل من المنزل. ويتخوفون من أن قواعد كورونا قد تسببت في ظهور أسلوب جديد لانتقاء الموظفين يأخذ بعين الاعتبار قدرتهم على العمل من المنزل وربما مهارات تواصلهم عن بعد.
يقول عبدالله الحايك، الرئيس التنفيذي لمجموعة حايك للهندسة بلبنان، في مقابلة مع بي بي سي عربي من مقر شركته في بيروت، -الذي امتلأ بالمقاعد الفارغة- أن قواعد كورونا قد دفعته للتخلي عن بعض الموظفين وكان الأكثر تأثرًا من العاملين هم “من ليس لديه خبرة بالإنترنت وطرق التواصل عن بعد”.
ثم تحدث الحايك عن فرض كورونا لـ”نوع من الحاجة لنخبة من الموظفين” حيث يجد المديرون صعوبة في التعامل مع الموظفين الذين “لا يفهمون المطلوب بسرعة” مما أثر بشكل كبير على الموظفين القدامى وأعطى الفرصة للموظفين الأصغر سنًا وأصحاب المواهب في الظهور”.
وتبنى الرئيس التنفيذي لمجموعة حايك للهندسة مثل كثيرين من أصحاب الشركات نظام “الإسناد “ Outsourcingوهو نظام شاع استخدامه في الآونة الأخيرة، ويقضي بالاستغناء عن موظفي الدوام بشركة ما بالتعاقد مع شركات خارجية لتقوم بأعمالهم، ومثال على ذلك أن تسند شركة إلى أخرى مهمة خدمة العملاء أو أنظمة التشغيل بلا من تعيين موظفين دائمين للقيام بتلك المهام. يرى الحايك أن نظام الإسناد قد أتاح له فرصة الوصول إلى أصحاب مهارات بعيدين جغرافيًا عن شركته.
لازلنا في انتظار الأيام القادمة لتبين إذا كانت ستؤثر المتحورات الجديدة لفيروس كورونا مثل أوميكرون على مسار بيئة العمل الحالية، ولكن ربما فتحت قيود كورونا، الطريق واسعا إلى بيئة عمل جديدة ذات ظروف وحسابات مختلفة تغير من قواعد العمل وأسس اختيار الموظفين.
[ad_2]
Source link