أخبار عاجلةمقالات

التسامح … بقلم الدكتورة هلا السعيد

إيساكو: التسامح … بقلم الدكتورة هلا السعيد

 

التسامح مع الاخرين:

يعتبر التسامح أحد المبادئ الإنسانية والأخلاقية التي حث عليها الإسلام، يقول تعالى: (خُذْ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ) (الأعراف/ 199).
إن المصطلح القرآني العفو والتسامح والمسامحة كلها مفردات ذات دلالات كبيرة، يصل مداها ليلامس القلوب، فيزرع فيها المحبة والاحترام، والود والوئام. والتسامح أيضاً هو الشعور بالرحمة، والتعاطف، والحنان، أن تفتح قلبك، وأن لا يكون هناك شعور بالغضب ولا لوجود المشاعر السلبية لأي شخص أمامك.
التسامح في اللغة معناه أيضاً التساهل فبالتسامح تكون لك نصف السعادة، وبالتسامح تطلب من الخالق أن يسامحك ويغفر لك.
إن مفهوم التسامح أو العفو، من المفاهيم التي تدعو إلى بناء المجتمع الفاضل، وزرع روح المحبة والتعاون في نفوس الأفراد، فكلمة العفو كلمة مقدسة، وعندما يريد الإنسان أن يصورها لنفسه يشعر بخروج نورٍ يسطع منها، يلامس قلوب العارفين وبناءً على ذلك فمن رأى من أهل داره إساءة ينبغي له أن يعفو ويصفح كي تعم المحبة والود في هذا الوسط.

اذا مفهوم التسامح :
هو تحرير الطاقة السلبية ( مشاعر الكره أو الحقد أو الغضب أو الندم أو الحزن …. ) المخزنة في الوعي واللاوعي وعدم تحرير هذه الطاقة يشكل حاجزاً أمام سريان الطاقة الطبيعي فيك ويبقيك حبيس هذه المشاعر ويعرضك للأمراض ويحجز عنك طاقه جذب اهدافك يجب عليك أن تعلم أن إضمار الضغينة يضر بصحتك، ومجرد التفكير في مسامحة الاشخاص الذين ظلموك قد يجعلك أفضل حالاً، وهناك دليل مثبت حول أفضل السبل للشروع في عملية مسامحتهم، حتى لو كنتَ لا تنوي التحدث معهم مرة أخرى، وحتى لو كان لديك فقط ساعة أو ساعتان لتقضيهما في التفكير بهم.
لذلك نقي قلبك وأفرغ المساحة التي تشغلها هذه الطاقة داخلك لتستقبل الجديد !
حررها لتتحرر!
ولتعلم أن :
* التسامح لا يعني النسيان
* التسامح لا يعني الحب 
* التسامح لا يعني بالضرورة المصالحة
* التسامح يعنى نزع ما بداخلك من الرغبه في الانتقام ونزع الغل والحقد!

أهمية التسامح :
اولا: يخلص التسامح الفرد من أخطائه التي قام بها وشعوره بالذنب والإحراج، وذلك من خلال مسامحته لنفسه وتصحيح أخطائه.
ثانيا: يرفع من رقي الشخص الذي يبادل الإساءة بالتسامح، وتجعله إنساناً مليئاً بالخير، ويمتلك نفسية سوية، بعيدة عن الحقد والكره والأمراض النفسية.
ثالثا: يجنب التسامح حدوث المشاكل بين الأصدقاء والمحبين بسبب سوء ظنهم ببعضهم البعض وعدم تلمس الأعذار لهم.
رابعا: سينال الشخص المتسامح الثواب من الله تعالى، وسيعفو عنه بالمقابل.
خامسا: يحقق المقدرة على التعايش بين الأفراد والشعوب، من خلال المحافظة على حقوق الغير وتقبل الاختلاف بشتى مجالاته، دون اللجوء للعنف والصراع ومشاعر الحقد والكراهية والعنصرية.
سادسا:!تحقيق المصلحة العامة كأولوية مع المحافظة على مصالح الأفراد، من خلال عدم التعدي عليها والسماح بتحقيقها بالطرق القانونية والسليمة.
سابعا: يرفع قيمة العلم والتثقيف والحوارات الفعالة والبناءة، حيث يجعل الأفراد يهتمون بالأساليب وبتحقيق مراتب عليا من الثقافة والتعليم حتى يصل لأهدافه بالطرق السليمة، دون أن يعتدي على حقوق غيره.

فوائد التسامح علي الجوانب العقلية والجسدية والنفسية:
ان أهم أمر لفهم التسامح هو أن تعلم أن التسامح لا يتعلق بنشر الود في العالم بقدر ما يتعلق بمساعدة نفسك في المقام الأول، ولا تحتاج أيضاً إلى الاعتقاد بأن شخصاً ما يستحق مسامحتك حتى تسامحه
تشير مجموعة جديدة من الأدلة إلى ان الغضب المزمن قد يكون له تأثير يومي في صحة القلب والأوعية الدموية والجهاز المناعي ، فقد يؤدي التحرر من الألم الذي تشعر به تجاه شخص آخر إلى تخفيف شعورك بالتوتر ، مما يؤثر مباشرةً في صحتك العقليه والجسدية والنفسية ، فالشعور بالضيق يضر بصحتك، خاصةً إذا كانت تلك المشاعر ناتجة عن ذكريات مريرة أو مؤلمة تراودك باستمرار.
الجميع يعلم ان هناك آثاراً سلبية كبيرة لكثرة التفكير في الصدمة، واضطراب ما بعد الصدمة هو في جزءٍ منه نوعٌ من اجترار الأفكار المزعجة حيث تستمر الإساءات أو الصدمات في التطفل على تفكيرك وتجعلك في حالة مفرطة من اليقظة والانتباه.
هناك العديد من الطرائق التي يمكن للناس من خلالها تقليل تأثير إساءات الماضي، والعلاج دائماً هو بداية جيدة عندما يكون ذلك ممكناً، وتدور العديد من التقنيات حول مساعدة الناس على إعادة النظر في طريقة تفكيرهم في تلك الذكريات المؤلمة ومحاولة التخلص من بعض مشاعر الألم أو اللوم غير المفيدة، وفي الواقع، لن تساعدك محاولة التوقف عن تذكر الوقت الذي قام فيه شخص ما بإهانتك أمام الأصدقاء في وضع حد للتفكير في الأمر، ولكن يمكنك التحقق من السبب الذي يجعل هذه الذكرى تسبب لك الكثير من القلق ، والعمل على التخفيف من حدتها، وهناك دليل على أن المسامحة قد تكون طريقةً رائعة للقيام بذلك.
إذ من السهل قبول فكرة مسامحة أخيك على كسر لعبتك المفضلة في أيام المدرسة الابتدائية، ولكن إذا تسبب لك شخص ما في ضرر حقيقي، فقد تتساءل كيف لمسامحته أن تكون أمراً صحياً، اذا يمكنك أن تسامح شخصاً مع علمك أنَّه لا يمكنك الوثوق به”، وفي الواقع
وإذا أساء لك شخص ما وأراد الاستمرار بالتواصل معك، فيجب أن تثق بغرائزك ونصائح الأصدقاء الموثوق بهم والأسرة والمتخصصين في الصحة العقلية لكي تحدد ما إذا كانت هذه فكرةً جيدة أم لا.

كيف تقرر ما اذا كنت بحاجه لمسامحة من اساء لك؟ وماهو الوقت المناسب لذلك؟:
لا أعتقد أنه يجب علي مسامحة الشخص الذي أساء معاملتي في الأسابيع والاشهر التي قررت تركه، فقد كان غضبي وحزني والمرارة التي كنت أشعر بها هي آليات وقائية هامة منعَتني من السماح له بإيذائي أكثر من ذلك، فلقد مرَّت أكثر من ثلاث سنوات مذ قررتُ المسامحة والتخلص من تلك المشاعر، وهذا أمر صحي للغاية.
من الهام أن تمنح الناس الوقت والحق بالشعور بالغضب والأسى والمعاناة، ولكن عليهم التمييز بين التسامح والتخلي عن الحدود.
بالنسبة إلى الإساءات البسيطة، من الهام أن تتذكر أنَّه ليس عليك أن تسامح، وقد لا تكون الطريقة الصحيحة للتعامل مع مشاعرك، فالخطوة الأولى هي أن تطرح على نفسك هذا السؤال: “ما مقدار الألم الذي تشعر به عندما تفكر في هذا الشخص وما فعله؟”، ثمَّ قيم الإجابة، وامنحها درجة بين 1 و10، إذا كانت درجة ألمك 8 أو 9 أو 10، فإن السؤال التالي هو: “ما الذي فعلته لتخفيف ألمك؟”، فلا يحتاج الشخص بالضرورة إلى المسامحة إذا شعر بالراحة من خلال التحدث إلى صديق حول هذا الموضوع أو من خلال ممارسة الرياضه ، ولكن إذا كنتَ تُضمر ألماً ومعاناة، فيصبح السؤال: “هل تريد تجربة شيء آخر؟”.
كثيراً ما أقارن شفائي من اضطراب ما بعد الصدمة بالعناية بجرح عميق ومؤلم جرح يتعافى ولكن مع وجود القيح بداخله فالشفاء ليس عملية مستقرة؛ إذ قد يتمزق الجرح عن قصد أو بغير قصد، وكلما حفرتَ أكثر لإزالة القيح، اقتربت أكثر من الشفاء

خطوات التسامح:
1. اتخاذ قرار بعدم إيذاء أحد:
أول ما نطلبه من الناس هو عدم التفكير بإلحاق الأذى بمن ألحق بهم الأذى، فنحن لا نطلب منهم أن يعانقوا ذلك الشخص، أو ألا يلاحقوه قضائياً إذا لزم الأمر؛ بل يتعلق الأمر باتخاذ قرار بعدم محاولة الانتقام منه بطريقة ما، أو تحقيره، أو تشويه سمعته، فعندما تعلم أنَّ هذا عمل بطولي في مواجهة الأذى الذي تعرَّضتَ له، فسوف تختار عكس ما فعله بك وهنا يأتي قرار التسامح، وهو أسهل بكثير من إجراء تغيير عاطفي، ولكنَّه يمثل خطوةً أولى حاسمة، فقرِّر أنَّك شخص قوي بما يكفي حتى لا تؤذي الشخص الذي آذاك؛ وذلك لأنَّك قوي بالفعل.
2. العمل على تغيير وجهة نظرك بالحادثة:
يتضمن أحد التمرينات في أحد كتيبات “ورثينجتون” تدوين الإساءة التي عانيتَ منها (ملحوظة: لقد أخطأتَ وكتبتَ “علاقة مؤذية لمدة ثلاث سنوات”، لكن من المفترض أن تختار إساءة محددة تمثل هدفاً أكثر واقعيةً من التعامل مع ثلاث سنوات من الإساءات التي لا تُحصى)، ثمَّ بعد بضعة تمرينات تأملية أخرى، دوِّنها مرة أخرى دون الإمعان في سوء المعتدي أو الأذى الذي تعرَّضتَ له أو تبعاته، وقد تساعدك المقارنة بينهما على فهم جوانب ذاكرتك التي تسبب لك الألم، ومن الناحية المثالية، هذه هي الجوانب التي يجب أن تكف عن التفكير فيها، فالتعرُّف إليها أمر بالغ الأهمية لطردها من ذاكرتك.
3. تحمل الألم:
إنَّ الجلوس والتفكير في الذكريات المؤلمة التي تحاول التصالح معها أمر ضروري قبل أن تتمكن من طردها من ذاكرتك.
يقول “إنرايت”: “أستخدم تشبيه الإسفنجة المبللة بالماء، إنَّها ثقيلة، ولكن إذا تركتُها بالخارج، فسوف يتبخر الماء في النهاية ويغادرها”، فالأشخاص الذين لا يفكرون بعمق بآلامهم العاطفية، قد لا يعالجونها أبداً، أو قد ينقلونها إلى الآخرين عن غير قصد.
تحتوي كتب التمرينات التي كتبها “ورثينجتون” على تمرين وجدتُه مفيداً جداً في أثناء التأمل في معاناتي؛ حيث يقترح تشبيك يديك ومدهما أمامك لأطول فترة ممكنة حتى تشعر بالتعب ، مع التركيز على كل المشاعر السلبية التي تشعر بها تجاه الشخص الذي تحاول مسامحته، ستشعر براحة جسدية عميقة عندما تفك يديك المتشابكتين وتتركهما يسقطان إلى الأسفل، وهو شعور يمكنك تذكُّره عندما تفكر في تلك المشاعر السلبية، فذكِّر عقلك أنَّ هذه العملية مفيدة لجسمك بالكامل.
4. تغيير وجهة نظرك تجاه المعتدي:
جزء كبير من المسامحة هو محاولة رؤية الشخص الذي ألحق بك الأذى كشخص تعرض للأذى أيضاً، تقول ومن الملاحظ ان الناس الذين تعرضوا للأذى، يُلحقون الأذى بالآخرين، وقد يساعدنا إدراك أنَّ الناس فوضويون في تبرئتهم قليلاً دون إزالة الحواجز التي تحمينا منهم.
فمثلا إذا كان شخص ما ينضح بالكراهية، فلا يمكنك أن تطلب منه الكف عن ذلك، ولكن يمكننا أن نبدأ برؤية الشخص الذي أساء إلينا بصفته إنساناً بغض النظر عن الأذى الذي ألحقه بنا
المرور بمرحلتين من التعاطف:
أولاً : ضع في حسبانك تاريخ الشخص الذي ظلمك وحاول أن تنظر إليه على أنَّه شخص ضعيف وجريح وغير معصوم، ثمَّ انتقل إلى منظور أوسع، مع الأخذ بالحسبان الإنسانية المشتركة، وحاول أن تصدق أنَّه مثل جميع رفاقك البشر، يمتلك قيمةً نابعةً ببساطةٍ من طبيعته وجوده.
وبذلك يبدأ التعاطف مع الآخر بالنمو تلقائياً في القلب من خلال الاستعداد للمعاناة معه بسبب كل عيوبه.
يقترح “ورثينجتون” أن تضع كرسيين فارغين، وأن تؤدي دور الضحية تارةً ودور الجاني تارة أخرى حتى تتمكن من فهم دوافعه ومشاعره المحتملة، فهل تشعر بالأسى الذي يعاني منه؟ ولكن اعلم أن هذا لا يعني أن تفهم سبب تصرف الشخص بالطريقة التي تصرف بها، ولا يعني مطلقاً أنك بحاجة إلى تبرير أفعاله.
5. تقديم الهدايا:
يبدو أمراً صادماً أن تقدم هدية إلى الشخص الذي ألحق بك الأذى، ولكن هذه هي المسامحة فإذا كانت هذه العلاقة ليست خطيرةً أو ضارة بطبيعتها، فقد يكون الرد بابتسامه أو مكالمة هاتفية كافياً، وممكن التبرع بالمال لجمعية خيرية باسم المعتدي، إذا لم تستطع أو إذا لم يكن ينبغي أن تراه مرة أخرى.
6. تكرار عملية المسامحة:
التسامح ليست عمليةً ثابتة؛ بل متغيرة ومتقلبة.
إذا كان لديك الكثير لتسامحه، فما عليك سوى مواصلة العمل على إعادة صياغة أجزاء صغيرة من العملية، فكلما زاد الوقت الذي تقضيه في التعافي والتحرر من الألم، تحسن شعورك أكثر؛ لذا تحقق بانتظام لمعرفة مقدار الألم الذي سامحت مسببيه.

ماذا تفعل إذا كنت الشخص الذي يحتاج إلى المسامحة؟
التسامح صعب جداً عندما يتعلق الأمر بانتهاك الثقة؛ إذ غالباً ما يكون المعتدي مستعداً للمسامحة، ولكن تستغرق عملية إقناع المعتدى عليه وقتاً أطول بكثير، وأقول للمعتدي: مهمتك الكبرى، فضلاً عن الصراحة وتحمل المسؤولية هي معرفة احتياجات شريكك، ومنحه الوقت الكافي للتعافي؛ إذ يؤدي دفع شخص ما للمضي قدماً ومسامحتك قبل أن يكون مستعداً إلى نجاح العلاقة على الأمد القصير؛ وذلك لأن المعتدى عليه سيحاول عادة استيعابك، لكنه سينسى عملية إعادة بناء الثقة مما يؤدي إلى انتكاس العلاقة مرة أخرى.
ماذا تفعل بعد أن تسامح الشخص الذي أساء إليك؟
للأسف، لا يعني إحراز تقدم في عملية التسامح أنك لن تشعر بألم الصدمة مرة أخرى؛ فإن رأيتَ الشخص الذي ألحق بك الأذى وراودَتك المشاعر السلبية ، كالغضب والخوف والحزن فاعلم أن هذه المشاعر لا تعني أنك لم تسامح، وإنما هي ردة فعل جسدك لحمايتك وتنبيهك حتى لا ترتكب الأخطاء نفسها التي ارتكبتها في المرة السابقة.
قد تحتاج إلى الابتعاد عن مواقف معينة، أو على الأقل إيجاد أشياء تصرف انتباهك عن اجترار الافكار  التي تذكرك بالشخص الذي أساء إليك، ولكن هذا لا يعني أنَّك لا تحرز تقدماً.

تمرين التسامح او الغفران :
هو من اقوى التمارين التي سوف تغير طريقة تفكيرك تماماً هذا لأن ورائها فوائد عظيمة،
فكرة هذا التمرين هو ان تسامح جميع الاشخاص الذين مروا في حياتك دون استثناء

خطوات تمرين التسامح :
اختر مكاناً هادئاً اجلس بوضعية مريحة تنفس بهدوء وعندما تشعر أن جسدك بدأ يسترخي ابدأ الرحلة داخل نفسك و هي رحلة ستذهب بها بثلاث اتجاهات :
الاتجاه الأول .. سأطلب مسامحه الآخرين لي :
قد كان هناك أوقات كثيرة قد آذيت فيها الاخرين بوعي مني أو بدون وعي. ربما أكون قد خدعتهم أو سببت ألماً لأحدهم يوماً ما أو كنت سبباً في معاناة احدهم. 
فاذا كان صعب عليك ان تتصل بهم وتعتذر لهم او كانو اختفو فأفعل التالي :
استشعروا كل المشاعر التي ترافق ما قد يحضر بعقلكم الان من مواقف او اشخاص انتبهوا الى أي مشاعر ما زلتم تحملونها تجاه هذه الاحداث او الاشخاص، قد يكون هناك شعور بالحزن او الندم ربما الغضب او الخوف ..
استشعروا هذه المشاعر ودعوها تطفوا الى السطح لتستطيعوا تحريرها والتحرر منها الى الابد، استعيدوا صورة كل شخص ظهر لكم وقولوا لكل من حضر :
أرجوك سامحني!
هل أستطيع أن احصل على مسامحتك الان! 
وانتم تطلبون المسامحه اشعروا بقلبكم يستقبل طاقة التسامح الان .. اسمحوا باستقبال هذه الطاقة!
اسمحوا بتواجد اي دموع او اي مشاعر قد تحضركم!
الاتجاه الثاني الان.. أسامح نفسي :
مثلما قد تسببت باذى أو ألم او معاناة لاحدهم، أنا ايضاً قد تسببت بالمعاناة لنفسي ولقلبي ..ربما خدعت نفسي.. أهملت نفسي .. حكمت على نفسي حكماً قاسياً.. أجبرت نفسي على أشياء لم تكن تريدها.. أنكرت نفسي وحقها.. اسمحوا لانفسكم باستعادة كل هذه الاوقات الان ومثلما قد تسببتم بالحزن للاخرين قد تسببتم بالحزن لانفسكم !!
استرجعوا كل هذا الان واستشعروا حزنكم وربما دموعكم !!
تنفسوا بعمق وفي هذه اللحظة قولوا لانفسكم : 
أنا أسامح نفسي الان!
احتضنوا انفسكم بكل حب وحنان ورحمة ورفق!
أنا اختار أن أكون مع الغفران!
انا اسامح نفسي الان!
الإتجاه الثالث.. أسامح الاخرين وأعفو عنهم :
قد يكون الأصعب ولكنه ممكن وسيكون على قدر استعدادنا. 
كلنا تعرضنا للاذية .. كلنا قد عانينا وتألمنا.. كل واحد فينا قد تأذى بطريقة ما من أحدٍ ما. 
استعيدوا هذه المواقف واشعروا بكل ما مازلتم تحملونه من مشاعر.. اسمحوا لانفسكم ان تستشعروا هذه المشاعر مهما كانت.. حزناً او غضباً او استياءً او ندماً .. 
كل الاوقات التي خُدعتم فيها .. تأذيتم فيها.. عانيتم منها.. استرجعوها الان في عقلكم وقولوا لكل من حضر الان..
بقدر ما أنا مستعد، انا اختار ان اقدم لكم غفراني!
انا اسامحكم الان!
انا احرركم واتحرر منكم!
انا اختار ان انقي قلبي من مشاعر الغضب تجاهكم!
انا اختار ان احرر قلبي من مشاعر الكره التي كنت احملها لكم..  
بقدر ما انا مستعد!
انا اسامحكم!
انا اتحرر منكم !
انا اسامحكم !
انا احرركم !
خذوا نفس عميق واستشعروا النور في قلبكم!

“تمرين: التسامح مع الآخر”
1. اكتب قائمة بالأشخاص اللي أذوك في حياتك .. واكتب لكل شخص فيهم كل المواقف اللي أذاك فيها (حتى لو مايقصدوش إنهم يئذوك .. بس هذه المواقف سببتلك أذى أو ألم)
2. ابدا القائمة .. بوالدك ووالدتك واقرب الناس ليك .. إكتب لكل حد فيهم على الاقل 50 موقف أذاك فيهم ..
3. هنشتغل على كل شخص وكل موقف .. موقف موقف ..
4. هنمسك كل يوم موقف .. إختار أكتر موقف فيهم متألم منه دلوقتي .. وهنبدأ نشتغل عليه ..
5. إكتب الموقف في ورقة تانية.. إكتبه بكل تفاصيله..من ألم أو حزن أو حسرة أو غضب .. إكتب كل اللي يجي على بالك .. أي حاجه عايز تقولها له.. حتى لو سلبية .. لو عايز تأنبه أو تشخط فيه أو حتى تشتمه أو أياً كان .. إفتكر تأثير الموقف ده على بقية حياتك .. إستشعر مرارة ده.. أرجوك أهم حاجه ماتحاولش توقف أي مشاعر مؤلمة.. حسها كلها وما ترفضهاش .. (لو حسيت ان في مواقف معينة مؤلمة ..ومش قادر عليها لوحدك .. يا ريت تشاركها مع معالج نفسي) ..
6. قرر إنك تسامح الشخص الذي اساء لك.. وإنك تتحرر من الألم ..وتخلي الألم يخرج من حياتك ..
طريقه التسامح هل هي بإنك تقرر بس .. والتسامح هيحصل مع الوقت من تلقاء نفسه ..ولما تكون استشعرت كل الألم ..
7. قول لنفسك القواعد الجديدة:
⁃ كلنا بشر وكل البشر بيغلطوا .. وهيفضلوا يغلطوا .. ربنا مدينا الطريق للرجوع من الغلط .. إذاً هو مدينا الحق إننا نغلط أصلاً.
⁃ هذه الأخطاء في حياتنا دروس بنتعلم منها .. في دروس بنقدر نتعلمها بشكل مباشر .. وفي دروس مش هنعرف نتعلمها غير بالتجربة..
⁃ إن الألم يخرج من حياتي هذا قراري .. وأنا قررت إني أسمح للألم إنه يخرج منها.
⁃ هسامح هذا الشخص .. مش عشان هو يستحق المسامحة ..لكن لأن أنا أستحق إني أتحرر من الألم .. أنا استحق الحرية .. أنا أستحق السعادة..
⁃ أنا بقبل نفسي وبحترم نفسي وبقدرنفسي وبحب نفسي..
⁃ مش هعيش في الماضي تاني من اليوم..
⁃ اقطع أو احرق الورقة واسمح للألم انه يروح معاها (انطر للورقة).
⁃ كرر التمرين على بقية المواقف.. لو الموقف الواحد ماسمحتش من اول مرة.. كرره تاني .. وخليك عارف ان التسامح عملية مستمرة .. جايز من وقت للتاني تحتاج تعمله ..
⁃ اوعد نفسك إنك هتخلي الألم والأذى والغضب يخرج من حياتك.. وإنك هتعالجه بإنك تعيش في سلام..
⁃ إذا رجعلك الألم ..فكّر قلبك بأنه رحل ..وإنك قررت تكمل في حياتك بسعادة وبدون ألم ..

الدكتورة هلا السعيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى