السعودية وإيران: طهران تدعو الرياض إلى تبني “الدبلوماسية” و”الجدية” لمواصلة المحادثات بينهما
[ad_1]
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن إجراء مزيد من المحادثات مع السعودية يعتمد على “جدية” الرياض.
وأضاف خطيب زاده في تصريحات صحفية: “ندعو الرياض إلى اتخاذ نهج دبلوماسي وسياسي، واحترام مبدأ عدم التدخل في الدول الأخرى، وهو السبيل الوحيد للمضي قدما”.
وكانت السعودية وإيران بدأتا محادثات مباشرة بينهما هذا العام بينما تحاول القوى العالمية إنقاذ الاتفاق النووي مع طهران، وفي الوقت الذي تتعثر فيه الجهود التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب في اليمن.
ووصفت السعودية، التي قطعت علاقاتها مع طهران في 2016، المحادثات بأنها ودية لكنها مازالت استكشافية، بينما قال مسؤول إيراني في أكتوبر/تشرين الأول إن المحادثات قطعت “مسافة جيدة”.
وساطات بين الرياض وطهران
كان مصدر حكومي عراقي وآخر دبلوماسي غربي قالا إن لقاء جمع مطلع نيسان/أبريل في بغداد وفدين رفيعي المستوى من السعودية وإيران. وبقيت هذه المناقشات سرية إلى أن كشفت عنها صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية.
وبينما نفت الرياض ذلك عبر وسائل إعلام رسمية، لم تعلق طهران على الأمر واكتفت بالتأكيد أن الحوار مع السعودية كان “دائما موضع ترحيب”.
وكانت وزارة الخارجية الإيرانية قد أكدت في يناير/كانون الثاني أن طهران منفتحة على الحوار مع السعودية، إذا ابتعدت الرياض عن العنف وإهمال الأمن الإقليمي والتعاون مع القوى خارج المنطقة.
كما عرضت قطر أن تكون وسيطة بين البلدين للتوصل إلى مصالحة بينهما.
وتتهم السعودية إيران بدعم الحوثيين في اليمن، ويشن الحوثيون هجمات ضد أهداف في المملكة باستخدام طائرات مسيّرة، وصواريخ باليستية.
ويعارض الحوثيون وجود تحالف عسكري تقوده الرياض ضدهم في الحرب في اليمن.
وكان ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قال في أبريل/نيسان الماضي إن بلاده ترغب في إقامة علاقات “طيبة ومميزة” مع جارتها إيران.
وجاءت هذه التصريحات بعد ست سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، واتهامه طهران بزعزعة استقرار المنطقة.
وأضاف ولي العهد السعودي: “لا نريد أن يكون وضع إيران صعبا، بالعكس، نريد لإيران أن تنمو وأن يكون لدينا مصالح فيها ولديها مصالح في المملكة العربية السعودية لدفع المنطقة والعالم للنمو والازدهار”.
احتدام القتال في اليمن
وتأتي تصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية تلك في الوقت الذي قالت فيه وسائل إعلام سعودية إن التحالف الذي تقوده المملكة في اليمن دمر طائرة مسيرة فوق جنوب السعودية في ساعة مبكرة من صباح يوم الاثنين، كما أصابت غارات جوية للتحالف أجزاء من العاصمة اليمنية صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون.
وأفادت وسائل إعلام سعودية بأن الطائرة المسيرة انطلقت من مطار صنعاء الدولي، واستهدفت مدنيين في مطار الملك عبد الله في جيزان.
لكن قناة المسيرة، التي تديرها جماعة الحوثيين الذين يسيطرون على شمال اليمن منذ الإطاحة بالحكومة المعترف بها دوليا في صنعاء أواخر 2014، قالت إن طائرات التحالف أصابت ورشة لصيانة السيارات في منطقة بني الحارث بشمال صنعاء، وألحقت أضرارا بالمنازل.
وكان التحالف أعلن في وقت سابق أنه سيجري عملية عسكرية في العاصمة اليمنية لتدمير ورش ومستودعات لطائرات مسيرة ولغيرها من الأسلحة، وحث المدنيين على تجنب المنطقة.
وقد استخدم المقاتلون الحوثيون خلال الصراع المتواصل منذ سبع سنوات طائرات بدون طيار، وأطلقوا عددا من الصواريخ على السعودية، ورد التحالف على ذلك بغارات جوية داخل اليمن.
هل هناك شرخ بين الحوثيين وإيران؟
على صعيد آخر نفى إبراهيم الديلمي، مبعوث حركة الحوثي اليمنية في إيران، ما تردد عن رحيل مبعوث إيران إلى صنعاء من البلاد بسبب خلافات بين إيران والحوثيين على وجوده هناك.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في 17 ديسمبر/كانون الأول أن سفير إيران في صنعاء، حسن إيرلو، غادر العاصمة اليمنية القديمة.
وأكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده ذلك في اليوم التالي، موضحا أن إيرلو عاد إلى طهران لتلقي العلاج لكوفيد-19.
لكن مسؤولين سعوديين ادعوا، بحسب ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، أن إيرلو كان مصدر توتر بين إيران والحوثيين وأنه كان مسؤول الاتصال في حرس الثورة الإسلامية في اليمن.
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” التي تمولها السعودية، أن إيران والحوثيين كانوا يخشون هجوم السكان المحليين الساخطين على إيرلو.
وأوضحت الصحيفة أن الحوثيين يواجهون صعوبات مع السكان المدنيين المحليين بعد تكبدهم خسائر فادحة في القتال حول محافظة مأرب اليمنية.
وقال الديلمي، في مقابلة حصرية مع وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، إن “القوات المعتدية” للتحالف الذي تقوده السعودية ويقاتل الحوثيين، تحاول تشويه صوة عمل إنساني بحت من خلال نشر الإشاعات.
وأضاف: “لا ينبغي لنا أن نرد دائما على هذا الهراء، الذي اعتادت وسائل الإعلام الأمريكية بثه بين الحين والآخر من أجل الاستفادة من الفوضى وتسميم الأجواء”.
وقال الديلمي إن العلاقات “تتطور بسرعة”.
لكن يبدو أن رواية وول ستريت عن خروج إيرلو من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون تتوافق مع رواية قناة العربية الممولة سعوديا، التي ذكرت أن السفير الإيراني غادر المنطقة على متن طائرة عراقية، وأن السعودية سمحت لها بالهبوط والإقلاع.
وقال الديلمي “ساعد العراق في التفاوض مع قوات التحالف لنقل حسن إيرلو بطائرة نقل عسكرية عراقية، ثم طلب مسؤولون عراقيون تصاريح إقلاع وهبوط من هيئة مطار صنعاء، ومن المسؤولين في الجمهورية اليمنية”.
وذكر المبعوث الحوثي أيضا أن سلطنة عمان ساعدت في خروج إيرلو من اليمن، قائلا: “نشكر العمانيين، فلولا مساعدتهم، لما سمحت تصرفات الجانب السعودي غير المهذبة بالعملية”.
[ad_2]
Source link