ريتشارد روجرز: وفاة المهندس المعماري البريطاني مصمم مركز بومبيدو وقبة الألفية

وُلد روجرز في 1933 لعائلة من أصول أنجلو- إيطالية في فلورنسا، وتدرب في مدرسة الهندسة المعمارية التابعة للجمعية المعمارية في لندن قبل أن يتخرج بدرجة الماجستير من جامعة ييل الأمريكية.

وأصبح معروفاً على نطاق واسع في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي بتصاميمه الخاصة بمبنيين أثارا الجدل في حينه لوجود مرافق مثل المصاعد وأنابيب تكييف الهواء خارج المبنى- وهما مركز بومبيدو، الذي صممه بالتعاون مع رينزو بيانو، ومبنى لويدز في لندن.

وضمت قائمة إبداعاته المعمارية الأخرى مبنى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ ومبنى برلمان ويلز في كارديف ومبنى المسافرين رقم 5 في مطار هيثرو ومبنى المسافرين رقم 4 في مطار “باراخاس” في العاصمة الإسبانية مدريد.

وكان لروجرز منتقدون خلال مسيرته المهنية أبرزهم الأمير تشارلز، الذي تحدث في مناسبات عدة عن كرهه لتصاميم اللورد روجرز.

لكن ذلك لم يمنع المصمم المعماري من الانتقال من نجاح إلى آخر حول العالم.

وكان أحدث إنجازاته العالمية بناء مركز التجارة العالمي رقم 3 في نيويورك، وهو عبارة عن برج يتألف من 80 طابقاً، شُيد في الموقع الذي كان يضم البرجين السابقين الذين تم تدميرهما في هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001.

لكنه قال إن مشروعه المفضل كان واحداً من أوائل المشروعات التي صممها وأكثرها حملاً للطابع الشخصي- وهو المنزل العصري الذي صممه لوالديه في ويمبلدون أواخر ستينيات القرن الماضي.

وتعتبر الساحة أو الفناء المفتوح، باعتبارها مكاناً عاماً لالتقاء الناس، مركزية في أفكاره في أغلب الأحيان. وقال في لقاء مع الخدمة العالمية من بي بي سي في 2013: “إن فكرة أن المدن تضم أماكن تتيح للناس تبادل الأفكار والالتقاء ببعضهم البعض هي أكثر الأفكار إثارة للاهتمام”.

وكان روجرز من بين عدد قليل من المهندسين المعماريين الذين يعود لهم الفضل في تشكيل المدن العصرية.

كما أنه قدم المشورة حول التخطيط الحضري في مدن من بينها لندن وبرشلونة. وترأس فرقة العمل الحضرية حول حالة المدن في المملكة المتحدة خلال الفترة من 1998 إلى 2001.

وتقاعد روجرز في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي من منصبه في شركة “روجرز ستيرك هاربر أند بارتنرز” التي أسسها تحت اسم “ريتشارد روجرز بارتنرشيب” في العام 1977.

وبحسب مجلة “بيلدنغ ديزاين”، فإن الشركة ستدار الآن من قبل الشريكين إيفان هابر وغراهام ستيرك، وسيتم إسقاط إسم روجرز بموجب دستور الشركة خلال عامين من تاريخ تقاعده.

يُذكر أن الشركة تقدم 20 في المائة من أرباحها للأعمال الخيرية- وهو ما يصل إلى حوالي 500 ألف جنيه استرليني في السنة، وذلك بحسب موقع الشركة على الإنترنت.