الصراع في إثيوبيا: كيف قاوم أبي أحمد تقدم مقاتلي تيغراي؟
[ad_1]
- فاروق تشوسيا
- بي بي سي نيوز
أحيا رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد تقاليد ملوك وأباطرة إثيوبيا من خلال انضمامه إلى الخطوط الأمامية لقيادة المعارك ضد متمردي جبهة تحرير شعب تيغراي، الذين هددوا حكمه.
في مشاهد غير عادية لرجل حصل على جائزة نوبل للسلام في عام 2019 ، ظهر أبي في مقاطع مصورة وهو يرتدي الزي العسكري ويسير عبر التضاريس الوعرة والجبلية، ويراقب الأفق بمنظار ويخاطب الجنود تحت ظلال الأشجار.
وقال ” إن من يريد يذكره التاريخ ويشاد به ويريد أن يكون الابن البار لإثوبيا عليه أن ينهض ويكون في خط الجبهة الأمامي للمعارك”.
وقال كجيتيل ترونفول، الأستاذ في دراسات الصراع في كلية أوسلو الجامعية الجديدة في النرويج، إنه لا يوجد شك في أن قرار أبي ساعد في وقف تقدم مقاتلي جبهة تحرير شعب تيغراي وتراجعهم.
“على الرغم من أن الصور تشير إلى أنه كان قريباً من الخطوط الأمامية وليس في ساحة المعركة الفعلية، إلا أن قراره حقق نتائج ملموسة”.
“لقد أدى ذلك إلى رفع الروح المعنوية لجنرالاته، وأدى إلى تقوية الروح القومية الإثيوبية، وإعلان أبطال قوميين مثل هايلي جبريسيلاسي عن إنضمامهم للمجهود الحربي، وانضمام الآلاف إلى الجيش وميليشيات الأمهرة”.
هجمات بالطائرات المسيّرة
كانت الانتكاسات التي منيت بها جبهة تحرير شعب تيغراي ضخمة. وكان مقاتلوها يتواجدون حول بلدة ديبري بيرهان ، على بعد حوالي 130 كيلومترا، من العاصمة أديس أبابا ، قبل أن يجبروا على التراجع لمسافة 400 كيلومتر إلى ويلديا. وهذا يعني أن المتمردين فقدوا بلدات رئيسية على الطريق السريع A2 الذي يربط معقلهم في تيغراي بمقر الحكومة الفيدرالية.
وقال البروفيسور ترونفول إنه بينما حشد أبي قواته على الأرض، لعبت الطائرات المسيرة التي حصل عليها من الصين وتركيا وإيران، دوراً أكبر بكثير في إجبار مقاتلي تيغراي على التراجع.
“ويقال إن الطائرات الصينية المسيّرة ” Wing Loong II ” أثبتت كفاءتها وقدرتها العسكرية الكبيرة في إعطاب الدبابات والمدفعية الثقيلة وإلقاء القنابل على المشاة في الأراضي السهلية المفتوحة”.
في الوقت نفسه، قاومت الحكومة ضغوط الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي للتفاوض على وقف إطلاق النار، وصورت القوى الغربية على أنها حليفة لجبهة تحرير تيغراي، وهي نفس وجهة نظر أسطورة إثيوبيا، الجنرال جبريسيلاسي.
وقال الأخير لوسائل إعلام رسمية “لقد رأينا كيف تم تدمير أو تفكيك العراق وسوريا واليمن وليبيا. لكن إثيوبيا بلد يزيد عدد سكانه عن 120 مليون نسمة. لذا فإن أي محاولة لزعزعة استقرار هذا البلد قد تأتي بنتائج عكسية عليهم”.
“أعلم أن إخوتنا الأفارقة يدعموننا وأننا نحارب الاستعمار معاً منذ قرون”.
وقال البروفيسور ترونفول، إن أبي استعمل هذه المقولة في خطابه لكسب دعم الحكومات الأفريقية، وكذلك الدول الأخرى التي كانت منافسة للغرب: “في بداية الحرب، وصف أبي جبهة تحرير شعب تيغراي بأنها طغمة عسكرية يشن ضدها عملية لإنفاذ القانون”.
“لكنه تبنى بعد ذلك مقولة أن إثيوبيا تقاتل نيابة افريقيا عبر وصف الجبهة بأنها وكيل للقوى الإمبريالية، وأنه يقاتل من أجل مجد إثيوبيا، تماماً مثل أباطرة الماضي”.
تعزيز الشعبية
في تشرين الثاني/نوفمبر، شَبّه أبي أحمد محاولة جبهة تحرير شعب تيغراي الإطاحة بحكمه بمحاولة الغزاة الإيطاليين الذين هُزموا في معركة “عدوة” الشهيرة في عام 1896 على يد جيش الإمبراطور مينليك الثاني، مؤسس إثيوبيا الحديثة الذي ينحدر من عرقية الأمهرة.
وغرّد أبي قائلاً: “رفاقي الإثيوبيون هنا وفي الشتات دوركم في إخبار العالم بالحقيقة جدير بالثناء. بالوحدة يمكننا التغلب على التهديد الوجودي الذي تواجهه هذه الأمة العريقة من قبل القوى البعيدة والقريبة. وكأبناء العدوة، لن نسمح بهزيمة إثيوبيا وسنرفع رايتها عالياً”.
وكانت جبهة تحرير شعب تيغراي، قد شنت حرب عصابات واستولت على السلطة في إثيوبيا من عام 1991 حتى 2018، حين تولى أبي منصبه بعد مظاهرات ضخمة ضد حكمها القمعي. ثم تراجعت بعد ذلك إلى معقلها في تيغراي، حيث شنت تمردا العام الماضي بعد خلاف كبير مع أبي بشأن إصلاحاته.
ويقول عبد الرحمن سيد، خبير شؤون منطقة القرن الأفريقي والمقيم في المملكة المتحدة، إن أبي حصل على احترام العديد من الإثيوبيين من خلال الذهاب إلى الخطوط الأمامية لقيادة المقاومة حيث كانت شعبيته تتداعى مع تقدم المتمردين.
وقال: “من خلال التخلي عن مقر إقامته الرسمي والانضمام إلى جيشه، أرسل أبي رسالة مفادها أنه مستعد للموت من أجل إثيوبيا، إذا لزم الأمر”.
“إنه مهووس بتاريخ ملوك إثيوبيا، وقد أخبر جمهوره ذات مرة أن والدته توقعت صعوده ليصبح الملك السابع. اعتاد الملوك قيادة جيوشهم في المعركة، وقد فعل شيئاً مشابهاً”.
وقال البروفيسور ترونفول إن تصرفات أبي كانت غير مسبوقة بالنسبة لشخص حائز على جائزة نوبل للسلام وهو تكريم مُنح له في عام 2019 لأنه أنهى الأعمال العدائية مع إريتريا وأدخل إصلاحات سياسية في إثيوبيا بعد عقود من القمع السياسي.
وقال: “فاز باراك أوباما بالجائزة بعد أن أصبح رئيساً للولايات المتحدة، وشن حرباً بطائرات بدون طيار في أفغانستان، لكنه جلس في غرفة الحرب بالبيت الأبيض. أما أبي، فهو أول من اقترب من الخطوط الأمامية”.
معركة من أجل الطريق الرئيسي
في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، ذهب أبي إلى الجبهة الشرقية في بداية الأمر، حيث ألحقت القوات الخاصة والميليشيات إقليم عفر الإثيوبي بالفعل خسائر فادحة بجبهة تحرير تيغراي.
وقال عبد الرحمن: “العفر، هم الجيران التيغراي. ومن المعروف أن العفارنة محاربون، فكل رجل عفري تقريباً يمتلك سلاحاً منذ سن الـ 15 عاماً. لقد خاضوا مقاومة قوية ضد جبهة تحرير تيغراي ، وللمرة الأولى شاركت نساء عفر في القتال”.
وأضاف “لقد أظهر ذلك عمق الغضب تجاه جبهة تحرير شعب تيغراي بسبب الفظائع التي ارتكبها مقاتلوها في إقليم عفر عندما حاولوا لأول مرة الخروج من تيغراي قبل نحو ستة أشهر”.
يرى عبد الرحمن هذا بمثابة نقطة تحول في الحرب، لأنه أحبط محاولات جبهة تحرير شعب تيغري للوصول إلى الحدود مع جيبوتي: “إثيوبيا غير ساحلية، وميناء جيبوتي هو شريان الحياة الاقتصادية لها”.
“لو سيطرت الجبهة على الطريق المؤدي إلى الحدود ، لأصيب الاقتصاد الإثيوبي بالركود، وتوقف وصول البضائع إلى أديس أبابا ، ولكانت فرصة سقوط العاصمة بيد الجبهة أكبر”.
عاد أبي من الخطوط الأمامية بعد حوالي أسبوعين، وأعلن مكتبه هذا الأسبوع أنه عاد لقيادة الجيش للسيطرة على المزيد من الأراضي في منطقة الأمهرة.
من جهتها، قالت الجبهة إنها استعادت السيطرة على مدينة لاليبيلا التي تضم كنائس تاريخية.
بالنسبة للبروفيسور ترونفول، ربما يكون الزعيم الإثيوبي قد تمكن من التمسك بالسلطة، لكنه شوه صورته على الصعيد العالمي: “يجب أن يكون السلام هو الهدف النهائي للفائز بجائزة نوبل للسلام، لكن أبي رفض مراراً دعوات وقف إطلاق النار. ارتكبت قواته فظائع على نطاق واسع”.
لكن عبد الرحمن يقول إنه لم يكن أمام أبي أحمد خيار آخر سوى القتال لأن جبهة تحرير تيغراي كانت مصممة على استعادة السلطة بالقوة.
“لا نعرف إلى متى ستستمر هذه الحرب وكيف ستنتهي، لكن أبي أثبت أنه ليس هدفاً سهل المنال”.
[ad_2]
Source link