التبليغ والدعوة: من هم “الأحباب” ولماذا يحذر خطباء الجوامع في السعودية منهم؟
[ad_1]
انتشر في المملكة العربية السعودية منذ أيام اسم “جماعة الدعوة والتبليغ” ودارت نقاشات بشـأن الجماعة التي يعرف أفرادها “بالأحباب” في وسائل الإعلام ومواقع التواصل بين مؤيد لنداء السلطات الدينية ومدافع عن الجماعة الإسلامية. فما هي هذه الجماعة ولماذا تحذر منها السعودية وتحظر الانتماء إليها؟
خصص خطباء الجوامع، والمساجد في السعودية خطبة الجمعة 10 ديسمبر/ كانون الأول للتحذير مما يعرف بجماعة “التبليغ والدعوة” المعروفة أيضا بـ”الأحباب”، بناء على توجيه من وزارة الشؤون الدينية.
وكانت الوزارة قد وجّهت خطباء الجوامع والمساجد بتخصيص الخطبة لـ”بيان ضلال هذه الجماعة وانحرافها وخطرها، وأنها بوابة من بوابات الإرهاب، وإن زعموا أنهم خلاف ذلك” حسب ما جاء في سلسة تغريدات على الحساب الرسمي للوزارة على تويتر.
وجاء في التوجيهات أيضا التأكيد على أن الانتماء “للجماعات الحزبية ومنها جماعة التبليغ والدعوة” محظور في المملكة العربية السعودية.
ما هي جماعة “التبليغ والدعوة”؟
هي جماعة إسلامية أسسها الهندي محمد إلياس الكاندهلوي، في عشرينات القرن الماضي وكان أميرها حتى وفاته عام 1944.
انطلقت الجماعة من الهند إلى البلدان المجاورة لها ثم انتشرت في البلدان العربية وأصبح لها أتباع في مختلف بقاع الأرض يطلقون على أنفسهم “أمة الدعوة والتبليغ”.
وكما يبدو من الاسم، تهدف الجماعة إلى تبليغ الإسلام والدعوة إليه.
ويخرج أتباع الجماعة إلى بقاع نائية في إفريقيا وآسيا غالبا “لنشر الإسلام” و”الدعوة إلى التوحيد” وتنتشر على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تصور ما يقولون إنه “دخول قرى بأكملها دين الإسلام” ويطلقون عليها “قرى المهتدين” ويؤسسون فيها مراكز لهم.
لكنهم يخرجون أيضا إلى أوروبا لـ”نشر الدعوة”. وقال راشد الجدوع، أحد رموز الجماعة في السعودية في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط قبل سنوات إن أعضاء الجماعة لا يتوانون حتى عن دخول الحانات لنشر الدعوة.
وعن وجودهم وخروجهم في البلاد الإسلامية يقولون إنه لـ”وعظ المتساهلين” و”نقل الناس من الغفلة إلى البيئة الإيمانية” وتشجيع الناس أيضا على الخروج معهم لنشر الدعوة.
والخروج عندهم هو السفر لنشر الدعوة في رحلة تتسم بالتزهد وتحدد مدد الخروج للمتطوعين بثلاثة أيام في الشهر وأربعين يوماً في السنة وأربعة أشهر في العمر على الأقل، حسب “الحالة الإيمانية” للمنتسب وقدرته.
ويعرف عن “التبليغيين” الذين يلقبون أنفسهم بالأحباب تجنبهم لما يثير الخلاف والعداء ضدهم، فيركزون في دعوتهم على الأمر بالمعروف، ويعيب عليهم الرافضون لهم تركهم للنهي عن المنكر.
ويبتعدون أيضا عن الخوض في السياسة والأمور الجدلية.
لماذا تحارب السعودية وجودهم؟
تتهم السلطات الدينية الرسمية في السعودية “جماعة التبليغ والدعوة” بـ”التصوّف”، وإن لم يكن للتصوف تعريف واحد محدد متفق عليه، إذ يرى المحرضون على رفضه واستنكاره أنه ابتعاد عن “الثابت في الدين” وحَيدا عن الطريق الذي يتفقون على أنه “المستقيم”.
وذلك أن التصوف في أصله يعتمد على التأمل والعزلة إلى النفس لمعرفة “الطريق إلى الله” وله بعد فلسفي معرفي وصبغة روحانية يكون فيها التواصل مع المعبود روحيا.
طرق الصوفية كثيرة جدا ومنتشرة والتصوف لا يقتصر على المسلمين وإنما له في ديانات أخرى تنويعات وتسميات مختلفة.
وفي السعودية يعتبر التصوف “مخالفا لشرع الله”.
فيقول ابن باز إن الصوفيين “ابتلوا بطرق أحدثوها أحدثها لهم مشايخهم تخالف شرع الله”. ويقول أيضا “غلبت على المتصوفة البدع”.
ووصف المفتي العام للمملكة العربية السعودية عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في بيان نشر على صفحة الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء على تويتر الجماعة “بقلة العلم وضعف الفقه بدين الله” وقال إن سلوكهم “سلوك تصوفي ليس له صلة بالعلم النافع والعمل الصالح”.
وقال المفتي إنهم “يتمسكون فقط” بكتاب “رياض الصالحين” و”حياة الصحابة” التي “فيها ما يقبل وفيها ما يرد” حسب قوله.
وذهب المفتي في حديثه عن الجماعة إلى القول بأن مرجعيتهم “تكاد تكون وثنية”.
وفي فتوى أجاب بها على مستفت قال إنه خرج مع “التبليغيين” استجابة لحديث حث فيه المفتي نفسه سابقا على الخروج مع “جماعة التبليغ والدعوة”، وإنه لم تعجبه بعض ممارسات الجماعة، قال المفتي إن في أقوال وأفعال واعتقادات الجماعة “بدع” و”لا تجوز مشاركتهم حتى يلتزمو بمنهج الكتاب والسنة”.
تناولت وسائل الإعلام المحلية السعودية في الأيام الماضية موضوع “جماعة التبليغ والدعوة” وخصصت مساحات للحديث عنها وعن “خطورة متبعيها على البلاد”.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تفاعل كثيرون مع ما قاله المفتي وما خطب به الخطباء يوم الجمعة ورحبوا به وتناقلوه.
وأثنى بعضهم على ما اعتبره جزءا من “محاربة التطرف” في السعودية.
من جهة أخرى دافع البعض عن “الأحباب” ووصفهم الكاتب مهنا أحمد المهنا وقال إنهم “من أشرف وأنقى وأطهر وأخلص الجماعات الإسلامية”.
وجماعة التبليغ والدعوة ليست الجماعة الأولى التي تخصص المساجد والجوامع في السعودية خطباً لها وتحظر اتباعها.
ففي نهاية شهر أكتوبر تشرين الأول من هذا العام صدر توجيه للخطباء بالتحذير مما يعرف بـ”تنظيم السرورية” الذي أسسه محمد سرور زين العابدين في سوريا وانتشر منها إلى بعض دول العالم؟
وفي نوفمبر تشرين الثاني العام الماضي دعا وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، عبد اللطيف آل الشيخ، إلى تخصيص خطبة الجمعة في المملكة لقراءة بيان صدر قبلها بأيام عن هيئة كبار العلماء السعودية، صنف جماعة الإخوان المسلمين “منظمة إرهابية”.
ويمضي المشهد الديني في السعودية في التغير بما يلائم الصورة الجديدة التي تسعى قيادة البلاد إلى رسمها في أعين المجتمع الدولي في ما يراه بعضه “بداية تغيير حقيقي” وما يقول آخرون إنه “تبييض لصورة المملكة وسجلها في حقوق الإنسان”.
[ad_2]
Source link