100 امرأة: عارضة الأزياء التي أسست “ماشي عزية” لمحاربة العنصرية في المغرب
[ad_1]
في طفولتها، تعرضت هدى فونو للتنمر وسمعت كلمات مؤذية بسبب لون بشرتها الداكن وشعرها الإفريقي الأجعد. استمر الأمر خلال سنوات المراهقة.
لكنها كانت تعرف أن آخرين كثر يشاركونها هذه المعاناة في المغرب ودول عربية أخرى. وهذا ما دفعها العام الماضي إلى إنشاء منصة رقمية خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، تهدف إلى الحد من العنصرية والتمييز القائمين على اللون، وتقديم الدعم للفتيات والنساء السمراوات والسوداوات وتعزيز ثقتهن بأنفسهن.
تحمل هذه المنصة اسم “ماشي عزية”، وهي تعني “لست عزية”، أما كلمة “عزّيّة” أو “عزي” فتستعمل بالمغربية الدارجة للدلالة على لون “أسود” أو “داكن”، وتتضمن سخرية وانتقاصا.
وتنطلق الرسالة التي أرادت هدى إيصالها باختيار هذا الاسم من فكرة أن لكل شخص اسمه الخاص به، فلماذا ينادى بلقب عنصري يصف لونه؟ كما تقول.
وهدى، عارضة أزياء في الخامسة والعشرين من عمرها، وهي أيضا مدربة للعارضات المبتدئات من صاحبات البشرة السوداء في إحدى وكالات عرض الأزياء في المغرب.
العنصرية تبدأ من كلمة
من خلال “ماشي عزية” تسعى هدى إلى دفع المجتمع للتوقف عن استعمال الكلمات العنصرية المسيئة، والقضاء على التنمر ضد النساء السوداوات و”تكسير الصورة النمطية لمعايير الجمال”، والتي تقول إنها وضعت “من قبل المستعمر” وتبناها المجتمع المغربي، في حين أنها تسجن النساء ضمن قوالب جاهزة ومجحفة.
تعتمد هدى لتحقيق ذلك على وسائل فنية وتعبيرية، مستغلة حبها للموضة والأزياء ومواهبها في الرسم إلى جانب استخدام فن التصوير والأغاني وشرائط الفيديو المخرجة بطريقة إبداعية، فضلا عن نشر مقتطفات من يومياتها وتجاربها الشخصية، وعبارات تحتفي بالجمال الأسود وبأهمية التنوع كمعنى جمالي في حد ذاته.
كما تقدم المنصة الدعم النفسي للفتيات السوداوات، وتساعدهن على مواجهة العنصرية والإساءات والتنمر، وكذلك التصالح مع النفس وتعزيز الثقة بجمالهن الخاص المختلف، وتتيح لهن مشاركة تجاربهن وخبراتهن والحديث عما يعانونه، فضلا عن تسليط الضوء على فاعليتهن في المجتمع المغربي، ومساعدة الراغبات منهن في دخول مجال عرض الأزياء.
وبرأي هدى، فإن أول شرط للنجاح في مكافحة العنصرية هو الاعتراف بوجودها، وبكونها تمارس بالفعل تجاه النساء في المغرب وشمال إفريقيا، وبشكل كبير.
الأذى الذي لا ينسى
تقول هدى إن الكلمات العنصرية تترك إحساسا عميقا بالأذى، حتى حين تقال من غير قصد. وتضيف أن بعض السمر أو السود قد يقولون إنهم لا يعبأون بها، لكن هناك تجارب كثيرة تثبت أن الناس يشعرون بالفعل بأذى حقيقي بسبب هذه الكلمات، ويعانون طويلا جراء ذلك.
وتشدد على أنها فخورة بكونها امرأة سوداء، لكنها تشير إلى أن هناك كلمات مزعجة، تقول إنه “لا داعي لذكرها”، يستخدمها البعض معتبرين أنها مجرد وصف ولا يعرفون أنها مؤذية. وتضيف أن أشخاصا سود قالوا لها إنهم “كانوا يشعرون بالقهر بينهم وبين أنفسهم، لكنهم لا يتحدثون عن شعورهم”.
أما هي، فلا تزال تذكر ما تعرضت له عندما كانت طفلة في المدرسة الابتدائية. وتقول “الأطفال كان يرونني مختلفة عنهم، وشكلي لا يوافق معايير الجمال التي ألفوها، كانوا يضحكون على شعري. وفي الاستراحة يلعبون معي بالتظاهر بأنهم يخافون من شعري الحرش (المجعد) وقد رسخ هذا في ذاكرتي”.
في ذلك الوقت، لم تكن الطفلات والمراهقات يحصلن على الدعم النفسي والتفهم المطلوبين من عائلاتهن كما تقول، أما الآن فيمكن للتكنولوجيا أن تكون وسيلة دعم فعالة إن هي أُحسن استخدامها.
مشاركة التجارب
لاقت منصة “ماشي عزية” رواجا، وأصبح لديها الكثير من المتابعات من أعمار مختلفة، من المراهقات إلى نساء في الثلاثين والأربعين من العمر، يحكين قصصهن ويشاركن تجاربهن المختلفة، من فتاة رفض سائق تاكسي أن يقلها بسيارته بسبب لون بشرتها إلى أخرى رفضتها عائلة زوجها لأنه أبيض وهي سوداء، كما تقول هدى.
كما أصبح الشعر الإفريقي المجعد يترك على طبيعته، وبعد أن كانت الفتيات والنساء يحاولن سابقا تطويعه، ليتماشى مع معايير الجمال السائدة في المجتمع المغربي، أصبح تسريحة رائجة لدى كثيرات، كما تضيف.
وقد حظيت المنصة باهتمام وسائل الإعلام، وهو أمر مهم برأي هدى، و”كانت التعليقات عليها إيجابية، والتفاعل إيجابي مع الفكرة، وإن وجدت تعليقات سلبية، لكن الإيجابية هي الأكثر”.
وتشير هدى إلى أن مشاريعها القادمة تتضمن استضافة نساء سوداوات من المجتمع المغربي في “توك شو” على منصتها، ليشاركن قصصهن والإنجازات التي حققنها لكي يلهمن الأخريات، وخصوصا الفتيات في مقتبل العمر. ذلك إلى جانب طموحها الخاص بمجال الأزياء وتقديم منظور إبداعي جديد.
وهي رغم تفاؤلها تعتقد أنه “من الصعب القضاء على التمييز بشتى أنواعه وأشكاله مئة في المئة، لكن من الممكن توعية المجتمع، وتحسين أدوات الفتيات وتطويرها لكي يتمكنّ من الرد والتعامل مع الموضوع، وكذلك تعزيز ثقتهن بالنفس ليتمكنّ من المواجهة”.
مسؤولية الفن والإعلام
وتشدد هدى على مسؤولية الفن ووسائل الإعلام في المساهمة بتغيير الصور النمطية، وتشير مثلا إلى أفلام أمريكية ضد العنصرية أنتجت في الفترة الأخيرة و”تقدم تجارب أشخاص عانوا من العنف والتنمر والعنصرية”.
وتقول إن على الإعلام والفن في المغرب أن يغيرا هذه الصورة النمطية، “فحتى الآن لا نرى بطلات أفلام سوداوات، ولا رائدات أعمال سوداوات في الأفلام، ولا نساء مؤثرات سوداوات فعلا في المجتمع. وعلى الفن والإعلام ان يغيرا ذلك”.
وبينما تقول هدى إن المصطلحات والكلمات قد تختلف من بلد إلى آخر، وأن الكلمة التي تعتبر نابية في المغرب قد لا تكون كذلك في بلد عربي آخر، تؤكد أن طريقة قول الكلمة تشير ما إذا كان المقصود منها الإساءة “يمكنني أن أشعر بمعناها من طريقة النطق”.
وتختم حديثها قائلة “بالنسبة لي كلمة عزية مزعجة، أرجوكم كفوا عن قولها”!
[ad_2]
Source link