محمد صلاح: هل هناك فجوة بين توقعات الجمهور العربي، وحياة نجوم الكرة العرب المحترفين في أوروبا ؟
[ad_1]
أقام اللاعب الدولي، ونجم ليفربول الإنجليزي محمد صلاح، الدنيا ولم يقعدها في المنطقة العربية، بعد تصريحاته التي وردت في لقاء أجرته معه، محطة تليفزيون (إم بي سي مصر)، المملوكة للسعودية والتي تحدث فيها، عن كيف يتصرف بشأن دعوات قد توجه له بشرب الخمر، ضمن مشاركاته في تجمعات، للطبقة المشهورة في مجتمع غربي.
وكان صلاح قد قال مبتسما، ضمن ما ورد في إعلان ترويجي، للمقابلة التي ستبث يومي الأربعاء والخميس، الثامن والتاسع من ديسمبر : “معرفش.. بحس إنو نفسي ما راحتش لإني أشرب حاجة”.
عاصفة من الجدل
ورغم تأكيد محمد صلاح، على أنه لم يشرب الخمور، ولا يشعر أنه يريد أن يجربها، إلا أن حديثه أثار عاصفة من الجدل، بين مؤيد ومعارض، إذ اتهمه جمهور كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، بأنه يحاول إمساك العصا من المنتصف، إرضاء للغرب بينما دافع عنه كثيرون أيضا، قائلين إنه لم يخطئ وأن الرجل ليس داعية دينيا، كي يقول في مقابلة إن الخمر حرام.
أما الغاضبون الذين ساءتهم إجابة صلاح، فيقولون إنه كان الأولى به، أن يجهر برأي الدين الإسلامى في الخمر، حيث التحريم المطلق، وأما مؤيدو صلاح ومحبوه، فيرون أن هناك نوعا من التربص به في كل صغيرة وكبيرة،وأن الرجل عبر ببساطة عن سلوكه، وأنه ليس مطالبا بتقديم درس ديني، في حين أن الأهم هو أن يعكس بتصرفه التزامه بالدين.
فجوة التوقعات
وتعكس عاصفة الجدل، التي فجرتها تصريحات اللاعب المصري الدولي، تلك الفجوة في التوقعات، من قبل جماهير عريضة في المنطقة العربية، تبدو أسيرة لتصوراتها الخاصة، عن حياة نجوم كرة القدم ذوي الأصول العربية، والمحترفين في مجال كرة القدم في أوروبا ، إذ أن معظم تلك الجماهير، تحمل الأمور أكثر مما تحتمل، فهي لا تضع في حسبانها، أن هؤلاء النجوم يعملون ضمن إطار وضوابط معينة ، وأنهم لديهم مصالح، بحكم ما حققوه من نجاح وبحكم ثرواتهم واستثماراتهم، التي يبدو من المنطقي الحفاظ عليها.
ويتصور قطاع كبير من جماهير الكرة العربية، أن اللاعب حر بشكل كامل، في تصريحاته وما يقول، ولا يدركون حجم القيود التي ربما تكون مفروضه عليه، من قبل ناديه ومن قبل هيئات الكرة، كما أن الجماهير تخلط بين دور اللاعب العربي، المحترف في نادي أوروبي والذي يعيش ضمن ثقافة مختلفة، وبين رجل الدين والسياسي، ويتوقعون منه أن يقدم وعظا في حديثه، بينما الأفضل كما يرى البعض هو أن يكون هو في سلوكه وتصرفاته، نموذجا لإنسان صاحب خلق.
وضمن الحديث عن ظاهرة محمد صلاح، وغيره من النجوم العربية التي سطعت في سماء الغرب، وحازت على شعبية هائلة في المنطقة العربية من محيطها إلى خليجها، أشار كتاب في مناسبات عدة إلى أن هناك خلطا لدى الجمهور العربي، بين محمد صلاح اللاعب وصلاح الدين الأيوبي القائد التاريخي، وبأن هذا الجمهور يعلق مهام صلاح الدين الأيوبي، في رقبة محمد صلاح، وهو أمر يحوي كثيرا من الخلط وعدم العدالة في نفس الوقت.
ورأى بعض المحللين في مناسبات عدة، أن مرد تلك الظاهرة، يعود إلى حالة الإحباط الواسع، الذي تعانيه الجماهير العربية في كل مكان، وعجزها عن تحقيق أي إنجاز، سواء على المستوى الشخصي، أوعلى المستوى العام، وهو ما يدفعها إلى التعلق بالبطل المخلص، الذي ترى أنه قادر على صنع المستحيل، وفي هذا المجال فهي تحمل الأمور ما لا تحتمل، وتطالب الرياضي بأن يكون واعظا ومصلحا، ومدافعا عن قضايا الأمة، بينما هو لايعدو أن يكون رياضيا، له مجاله الذي يبدع فيه، والذي يمكن أن يكون من خلاله، نموذجا يحتذى في اجتهاده وأخلاقه.
كيف ترون ذلك الجدل الواسع بشأن تصريحات صلاح في مقابلته مع إم بي سي مصر؟
ولماذا أثارت المقابلة كل ذلك الجدل من الأساس؟
إلى أي جانب تميلون في تقييم ماقاله صلاح من قالوا بأنه كان عليه أن يقول إن الخمر حرام أم إلى من قالو إنه لم يخطئ وعبر بتلقائية عن رأيه؟
لماذا برأيكم يحمل الرياضي كل هذه الأعباء بينما هو يسعى فقط للنجاح في مهمته الأساسية؟
هل تتفقون مع من يقولون بأن تحميل محمد صلاح وغيره من النماذج الناجحة عالميا كل مسؤوليات الأمة يعود أساسا إلى إحساس بالعجز لدى الجماهير العربية؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 8 كانون الأول/ديسمبر
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link