قمة بايدن- بوتين: المحادثات بين الرئيسين استهدفت نزع فتيل التوتر في أوكرانيا
[ad_1]
عقد الرئيس الأمريكي جو بايدن و الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قمة نادرة الثلاثاء عبر دائرة فيديو وسط توتر على الجبهة الشرقية لأوكرانيا.
وسعى الطرفان خلال القمة التي استمرت ساعتين إلى نزع فتيل التوتر في أوروبا وسط مخاوف غربية من أن تكون موسكو تعتزم غزو جارتها الجنوبية، وهو ما تنفيه روسيا.
وتوقع قلة من المحللين فقط أن تسفر القمة عن انفراجة في الأزمة الأوكرانية، لكن موسكو قالت إن المحادثات كانت ضرورية لأن التوتر في أوروبا “خرج عن نطاقه” على حد وصفها.
وقد حركت روسيا آلاف الجنود إلى الحدود مع أوكرانيا، لكنها تصر على انها لا تنوي مهاجمتها.
وتريد موسكو الحصول على ضمانات بأن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكن القوى الغربية تقول إن سيادة أوكرانيا يجب أن تُحترم.
وقال البيت الأبيض إن المحادثات بدأت عند الساعة الثالثة وسبع دقائق بتوقيت غرينتش.
وقالت وكالة “تاس” الروسية للأنباء إن المحادثات عقدت عبر دائرة فيديوية آمنة كانت قد أنشئت في عهد الإدارات السابقة لكن لم تستخدم من قبل أبداً.
وأظهرت لقطات مصورة للحظات الافتتاح عبارات ترحيب ودية بين الرئيسين الأمريكي والروسي. ثم تواصلت المحادثات وراء أبواب مغلقة واستمرت أكثر من ساعتين.
وبحسب وكالة “تاس” فإن بوتين أجرى المحادثات من مقر إقامته في منتجع سوشي جنوبي البلاد.
وحذر بايدن نظيره الروسي من عقوبات مؤلمة ومن زيادة الدعم العسكري الأمريكي لدول أوروبا الشرقية إذا ما أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا.
وقال مسؤولون أمريكيون إن العقوبات، التي قال أحد المصادر إنها قد تستهدف أكبر البنوك في روسيا وقدرة موسكو على تحويل الروبل إلى الدولار والعملات الأخرى، ترمي إلى ثني بوتين عن استخدام عشرات الآلاف من الجنود الذين حُشدوا بالقرب من الحدود الأوكرانية لمهاجمة جارة روسيا الجنوبية.
ونفى الكرملين وجود أي نوايا كهذه وقال إن الوضع الذي تتخذه القوات الروسية على الحدود هو وضع دفاعي.
وكانت القوى الغربية قد دعت روسيا إلى خفض التوتر مع أوكرانيا، وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس بايدن اتفق مع قادة كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا على استخدام “كافة الأدوات المتاحة تحت تصرفهم”، رداً على المخاوف من قيام روسيا بغزو أوكرانيا.
وقال البيت الأبيض إن خمسة قادة غربيين وضعوا، خلال مكالمة جماعية، استراتيجية مشتركة “لفرض إجراءات هامة وقاسية تضر بالاقتصاد الروسي” في حال حدوث الغزو.
وقال مكتب رئيس الوزراء البريطاني في داوننغ ستريت إنهم “أعادوا التأكيد على دعمهم القوي لسلامة أراضي أوكرانيا”.
وأدان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الحديث عن توغل روسي باعتباره “ضحلاً ولا أساس له من الصحة”.
وتقول سارة رينسفورد، مراسلة بي بي سي في موسكو، إن موسكو تصر على أن الحديث عن غزو روسي لأوكرانيا هو من قبيل الهستيريا “المعادية لروسيا”.
وتضيف بأن معظم المحللين الروس يتفقون على عدم وجود أساس منطقي لهذا الحديث عن أن تدخل روسيا في الصراع بشكل صريح وأن تعمل على تصعيده بشكل كبير، فهي تدعم القوى الانفصالية ولكنها تنفي دائماً أي دور مباشر لها في الصراع.
وتريد روسيا ضمانات بأن أوكرانيا لن تحاول الاستيلاء على المناطق التي استولى عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا في 2014 وقد حذرت الغرب من عدم تجاوز “الخطوط الحمر” من خلال ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو العسكري.
ويُعتقدُ بأن أكثر من 90,000 جندي روسي تم حشدهم بالقرب من الحدود مع أوكرانيا.
ويتمركز الجزء الأكبر من الحشد العسكري الروسي الأخير في القرم، التي استولت عليها روسيا من أوكرانيا ثم ضمتها إلى أراضيها في 2014.
كما تتجمع القوات الروسية أيضاً بالقرب من منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، وهو الاسم الذي يُطلق على الأجزاء من منطقتي لوهانسك ودونتسك الخاضعتين لسيطرة الانفصاليين المدعومين من روسيا.
وقال المسؤولون الأوكرانيون إن موسكو ربما تخطط لهجوم عسكري في نهاية يناير/كانون الثاني المقبل. وقالت وزارة الدفاع الثلاثاء إن المدرعات الثقيلة جرى تعزيزها في المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين، بدبابات ومدفعية وقناصين من بين أشياء أخرى.
ما هي رسالة موسكو للغرب؟
وجدت روسيا أن عملية نشر القوات الاستعراضية التي جرت في أبريل/ نيسان الماضي نجحت وبالتالي فإنها تكرر خدعتها هذه المرة.
فقد قال الرئيس بوتين لدبلوماسيين روس قبل أكثر من أسبوعين: “تحذيراتنا الأخيرة وجدت آذاناً صاغية بالفعل وتأثيرها ملحوظ: فالتوترات تصاعدت”. وذهب إلى القول إن التوتر المطلوب يستهدف إجبار الغرب على أن يحسب حساب روسيا، لا أن يتجاهلها.
وقال أندريه كورتونوف، رئيس المجلس الروسي للشؤون الدولية، وهو مؤسسة فكرية مقرها موسكو، لبي بي سي: “إذا كانت التحركات العسكرية (بالقرب من أوكرانيا)واضحة ومكشوفة، فإن الأمر لا يتعلق بعمل عسكري مباشر- وإنما يتعلق برسالة يريد بوتين أن يرسلها”.
وبحسب سارة رينسفورد، فإن هناك دلائل أخرى على أن ما تريد موسكو تحقيقه مرة أخرى من خلال دباباتها هو المزيد من المحادثات مع الولايات المتحدة، أي قمة أخرى بين رئيسي البلدين.
وكان الرئيسان التقيا شخصياً آخر مرة في يونيو/ حزيران الماضي في جنيف، لكنهما لم يحققا تقدماً كبيراً باستثناء الاتفاق على إعادة السفراء والبدء بحوار حول الحد من الأسلحة النووية.
وقال بيسكوف إن الرئيس الروسي”سيستمع باهتمام بالغ” لاقتراحات بايدن حول أوكرانيا.
وأضاف “هنالك طريقة واحدة فقط لنزع فتيل التوترات، وهي فهم كيفية ضمان إبطال النوايا المحتملة لكييف بحل مشكلة دونباس من خلال استخدام القوة”.
أما المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس فقال إن الكيفية التي سترد بها واشنطن تعتمد على أفعال موسكو.
وأضاف قائلاً: “إذا اختارت روسيا عدم نزع فتيل التصعيد، وإذا اختارت المضي قدماً بأي خطط قد تكون لديها لمواصلة عدوانها العسكري أو لشن هجوم عسكري على أوكرانيا، أو لانتهاك سيادة أوكرانيا واستقلالها وسلامة أراضيها، فإننا وحلفاءنا سنكون جاهزين للرد، وسنكون جاهزين للرد بكل حزم.”
“قطعة قماش حمراء للثور”
وقالت المحللة السياسية تاتيانا ستانوفايا من مؤسسة “آر بوليتيك” لبي بي سي: “أعتقد أن الأمر (حشد القوات بالقرب من أوكرانيا) بالنسبة لبوتين مهم حقاً. فهو يعتقد أن الغرب بدأ يعطي النخبة الأوكرانية أملاً بالانضمام إلى الناتو”.
وأضافت “إن التدريب والأسلحة وما إلى ذلك هي مثل التلويح بقطعة القماش الأحمر للثور بالنسبة لبوتين، وهو يعتقد أنه إذا لم يتحرك اليوم، فإنه سيكون هناك غداً قواعد للناتو في أوكرانيا. وهو يريد أن يضع حداً لذلك”.
إن رغبة أوكرانيا بالانضمام إلى الحلف الأمني ليست جديدة، كما أنه ليس جديداً إصرار روسيا على رفض هذا الطموح في مكان تعتبره “فناءها الخلفي”.
لكن موسكو فقدت أعصابها مؤخراً مع استخدام الجيش الأوكراني لطائرات تركية بلا طيار ضد القوات المدعومة من روسيا في شرقي أوكرانيا. وكان تحليق قادفتين أمريكيتين بقدرات نووية مؤخراً قرب شبه جزيرة القرم عامل إزعاج إضافي.
يُذكر أن أكثر من 14,000 شخص فقدوا حياتهم خلال سبع سنوات من الصراع منذ أن سيطرت القوات المدعومة من روسيا على مساحات واسعة من شرقي أوكرانيا.
[ad_2]
Source link