السينما السعودية تخرج إلى الضوء من خلال أول مهرجان للفن السابع في جدة
[ad_1]
افتتح في مدينة جدة السعودية، الاثنين، أول مهرجان سينمائي من نوعه في المملكة، بعد أربع سنوات من رفع السلطات الحظر عن دور السينما.
ويستمر مهرجان البحر الأحمر السينمائي حتى السادس عشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ويعرض 138 فيلماً روائياً وقصيراً من جميع أنحاء العالم.
ووصف مدير المهرجان، محمد التركي، لوكالة فرانس برس الحدث بأّنه “يوم تاريخي في المملكة”.
وكانت السعودية قد أعادت فتح دور السينما في نيسان/ أبريل من عام 2018، بعد إغلاق استمر عقوداً، وذلك في إطار سلسلة من الإصلاحات بدأت مع تسلّم الأمير محمد بن سلمان منصبه كولي عهد في عام 2017.
هيفاء المنصور: “صفحة جديدة من الحضارة”
وشهد المهرجان تكريم الممثلة المصرية ليلى علوي والمخرجة السعودية هيفاء المنصور مخرجة فيلم “وجدة”، وهو أول فيلم روائي طويل صوّر داخل المملكة عام 2012.
وفي حديث لبي بي سي، وصفت المنصور مشاعرها حول المهرجان بالقول: “سأتحدث بصفتي امرأة سعودية، (من قبل) كانت مشاهدة فيلم على جهاز فيديو منزلي بمثابة حلم، لذا تخيل كيف يكون شعورنا حين نكون في هذا الحدث السينمائي. بالطبع السينما تمنحنا صوتاً وتجعل العالم أقرب إلينا وتجعلنا أقرب إلى العالم. ويسعدني أننا نفتح صفحة جديدة من الحضارة”.
وتعد المنصور، وهي من مواليد 1973، أول مخرجة سعودية تقوم بإخراج فيلم روائي طويل. وقد حصدت العديد من الجوائز خلال مسيرتها المهنية.
كما قامت عام 2018 بإخراج الفيلم الروائي الإنجليزي ماري شيلي، الذي يحكي قصة حياة الكاتبة الإنجليزية الشاهرة التي ألفت رواية فرانكتشاين في القرن التاسع عشر.
وتركز المنصور في أفلامها على حياة النساء والتحديات التي تواجههن، وتقول إن ما يجمع أفلامها هو الاحتفاء بـ”النساء القويات، اللواتي يرفضن أن يكن ضحايا”.
ويهدف المهرجان إلى تعزيز صناعة السينما المتنامية في السعودية، سواء في صناعة الأفلام أو في استهلاكها في مجموعة كبيرة من دور السينما التي افتتحت عام 2018.
ويبلغ عدد دور العرض الآن أكثر من 39 داراً بعدد شاشات تجاوز 385 تشغّلها خمس شركات. ورغم الإنتاج السعودي الكبير، تحظى الأفلام المصرية والأجنبية بإقبال واسع.
وانطلق مهرجان البحر الأحمر السينمائي غداة تنظيم أول سباق “فورمولا وان” في المملكة، وهي فعالية أخرى تسعى لإظهار صورة مختلفة للبلد الخليجي الذي عرف لعقود أنه محافظ للغاية.
وسيكون المهرجان الذي من المفترض أن يشارك فيه ممثلون عالميون وعرب من بين الأكبر في الشرق الأوسط، ويأمل في أن يحل محل مهرجان دبي السينمائي في الخليج الذي توقّف تنظيمه قبل ثلاث سنوات.
وتعاني صناعة السينما في المملكة من نقص الكوادر المحترفة وفرص التدريب وغياب الاستثمار المحلي والأجنبي، بحسب خبراء، وهو ما تحاول هيئة الأفلام السعودية معالجته.
ومن بين الأعمال المشاركة في المهرجان، الفيلم الأردني “الحارة” للمخرج باسل غندور الذي أثار إعجاب النقاد، إضافة إلى أفلام غير عربية بينها “سيرانو” لجو رايت و”83″ عن فوز الهند بكأس العالم في الكريكت سنة 1983.
وتسعى الرياض لبناء صناعة ترفيهية جديدة وتعزيز أذرع “قوتها الناعمة” في خضم حملة الانفتاح الأخيرة.
وقال الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إنّ “التفكير في تنظيم مهرجان سينمائي في السعودية كان ضربا من ضروب الخيال قبل خمس سنوات فقط”.
يأتي تنظيم المهرجان بعدما تضاعفت الأعمال السينمائية والتلفزيونية السعودية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وبينها إنتاجات بموازنات ضخمة غالبا ما تسعى إلى إبراز صورة الانفتاح الاجتماعي الذي تعيشه المملكة المحافظة.
شملت الإصلاحات الاجتماعية في السعودية السماح للنساء بقيادة السيارات، وباتت الحفلات الغنائية مسموحة، ووُضع حدّ لحظر الاختلاط بين الرجال والنساء، وتقلّصت صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
لكنّ هذه التغيرات ترافقت كذلك مع حملة قمع للمنتقدين والصحافيين والمعارضين، وخصوصا الناشطات الحقوقيات.
وبالنسبة للمخرج السعودي أحمد الملا، فإنّ تنظيم مهرجان للأفلام في السعودية قبل موجة الانفتاح كان “مغامرة صعبة”.
ويدير الملا منذ 2008 “مهرجان أفلام السعودية”، وهو مهرجان مستقل للأفلام المحلية مركزه مدينة الدمام في المنطقة الشرقية.
وقال لوكالة فرانس برس “قبل السماح بالسينما في 2018، كانت الصناعة تعمل تحت الأرض. لم يكن هناك إمكانية للتصوير أو الحصول على تمويل. كانت الأمور تعتمد على الطاقة الفردية”.
والأسبوع الماضي، أطلقت هيئة الأفلام السعودية استراتيجية لتطوير صناعة الأفلام السعودية تتضمن 19 مبادرة تهدف إلى إحداث حراك كبير في قطاع الأفلام بالمملكة، وتوفير بنية تحتية للإنتاج السينمائي وتمكين المواهب والقدرات السعودية.
[ad_2]
Source link