أفغانستان: الخارجية البريطانية تعاملت بـ”فوضوية” مع إجلاء الأفغان من كابل
[ad_1]
- جيمس لاندل
- مراسل الشؤون الدبلوماسية- بي بي سي
قال موظف سابق في وزارة الخارجية البريطانية إن تعامل الوزارة مع إجلاء الأفغان عقب سيطرة حركة طالبان على كابل اتسم بـ” الخلل ” و “الفوضى”.
وأضاف رافاييل مارشال أن عملية اختيار من يغادر أفغانستان بالطائرات تمت بصورة “اعتباطية” ولم تقرأ آلاف الرسائل الإليكترونية التي كانت تنشد المساعدة.
كما أن وزير الخارجية، آنذاك، دومينيك راب، كان بطيئا في اتخاذ القرارات، بحسب قول الموظف السابق.
وكان متحدث باسم الحكومة قد قال إن الموظفين “عملوا دون كلل” في “أكبر مهمة من نوعها منذ سنوات”.
وقال مصدر مقرب من راب إن التحقق من الهوية وتأمين عبور آمن كان تحديا عمليا كبيرا، وليس سرعة اتخاذ القرار.
ونقلت المملكة المتحدة 15 ألف شخص جوا في أعقاب سيطرة طالبان على كابل. وشمل هذا 5000 مواطن بريطاني و8000 أفغاني و2000 طفل.
وقال مارشال إن ما يقرب من 150 ألف أفغاني، ممن كانوا في خطر بسبب صلاتهم ببريطانيا، تقدموا بطلبات للترحيل، إلا أن أقل من 5 في المئة منهم تمت مساعدته.
وأضاف مارشال: “من الواضح أن هؤلاء الذين تركوا تم قتلهم على يد طالبان”.
وقال مارشال في شهادة مكتوبة، أرسله إلى لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم، إن مركز الأزمات التابع لوزارة الخارجية لم يكن به “عدد كافٍ من الموظفين”.
وتابع رافاييل مارشال أنه كانت هناك “حاجة لخبراء” و “حاجة إلى التنسيق” بين وزارتي الخارجية والدفاع.
وقال الرجل، الذي استقال من الخارجية البريطانية في سبتمبر/أيلول الماضي، إن راب استغرق ساعات لكي يرد على البريد الإليكتروني و”لم يفهم الموقف بشكل كامل”.
غير مفيد
بينما تقترب حركة طالبان من كابل في أغسطس/آب، كان هناك نظام حكومي واحد لإجلاء هؤلاء الأفغان الذين عملوا بصورة مباشرة مع الحكومة البريطانية، ونظام آخر لتحديد ومساعدة من هم في خطر بسبب علاقاتهم الواسعة مع المملكة المتحدة.
عمل مارشال في فريق من المسؤولين تعاملوا مع مجموعة عرفت بـ “حالات أفغانية خاصة”.
وتضمت هذه المجموعة الجنود والسياسيين والصحفيين والنشطاء وعمال الإغاثة والقضاة والحراس، الذين عملوا بشكل غير مباشر مع الحكومة البريطانية عبر مقاولين فرعيين.
ومع نهاية أغسطس/آب الماضي، ومع انتشار اليأس في ظل تقدم طالبان صوب كابل، فإن العديد من هؤلاء كان يرسل رسائل إليكترونية إلى الخارجية البريطانية للحصول على تصريح من أجل مغادرة أفغانستان.
وقال مارشال إن “عادة ما وجد 5000 رسالة لم تقرأ في البريد الإليكتروني في أي وقت” و”الآلاف من الحالات لم تُقرأ رسائلهم” بما ذلك الحالات الخاصة بأعضاء البرلمان.
واستطرد مارشال قائلا إن عملية ترتيب طلبات المتقدمين حسب الأهمية كانت “اعتباطية و شابها خلل”، وإن المعايير التي استخدمتها الحكومة كانت “غير ذات جدوى” و”مبهمة” ما أدى إلى الارتباك.
نظام فوضوي
لم يتمكن الموظفون في مركز الأزمات، الذين عملوا سابقا في وزارة التنمية الدولية، من استخدام أجهزة الكمبيوتر التابعة لوزارة الخارجية، لأن “نظامي المعلومات لم يدمجا بعد في ذلك التوقيت. لقد كانوا مصدومين بشكل واضح من نظامنا الفوضوي”.
ووصف مارشال كيف أنه تم استدعاء الجنود للمساعدة، لكن العديد منهم لم يستخدم أنظمة الحاسوب هذه من قبل، ومن هنا وقعت الأخطاء.
وقال إنه كان يجب أن نتشارك أجهزة الكمبيوتر لأن قسم تكنولوجيا المعلومات في وزارة الخارجية لم يصدر كلمات مرور لفتح الأجهزة، وفي بعض الأحيان، تشارك ثمانية جنود في كمبيوتر واحد.
وبحسب مارشال، اُستخدمت اللغة الإنجليزية فقط عند الاتصال بالأفغان، إذ لم يكن هناك من يتحدث الدارية أو الباشتو.
وأضاف: “أعتقد أن جميع أعضاء فريق الحالات الخاصة الأفغانية، لم يكن بينهم من درس أفغانستان، أو عمل فيها سابقا، أو لديه معرفة وافية بهذه البلاد”.
وتابع وصف ما حدث في تلك الأيام: “لقد كان مرعبا أن يطلب من أي موظف أن تتخذ مئات القرارات المتعلقة بالحياة أو الموت”.
كما أن “معظم العاملين في مركز الكوارث في وزارة الخارجية كان فهمهم عن الوضع الحقيقي في مطار كابل ضعيفا، ولم يقدروا عواقب الإلحاح على بعض الأشخاص بسرعة التوجه إلى المطار في أسرع وقت”.
أسئلة تتعلق بالقيادة
قال توم توغينهات، رئيس لجنة الشؤون الخارجية، إن الدلائل تشير إلى “ضعف الاهتمام والبيروقراطية في مسائل تتعلق بالإنسانية” و”يدفعنا للتساؤل بجدية عن قدرات من يقود وزارة الخارجية”.
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن أكثر من ألف موظف في وزارة الخارجية عملوا دون كلل لإجلاء أكثر من 15 ألف شخص من أفعانستان في غضون أسبوعين.
وأضاف المتحدث: ” كان حجم الإخلاء والظروف الصعبة يعني أنه يجب اتخاذ قرارات بشأن تحديد الأولويات بسرعة لضمان قدرتنا على مساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص”.
كما أن الحكومة لا تزال تعمل لمساعدة الآخرين على المغادرة ومنذ انتهاء العملية ساعدت أكثر من 3000 شخص على مغادرة أفغانستان.
“للأسف لم نتمكن من إجلاء من رغبنا في إجلائهم، ولكن التزامنا تجاههم مستمر”.
[ad_2]
Source link