لقاح فيروس كورونا: كيف ستكون الجديدة منها خلال الفترة المقبلة؟
[ad_1]
- ديفيد كوكس
- بي بي سي
طُور الجيل الأول من لقاحات فيروس كورونا في وقت قياسي، لكن العلماء الآن لديهم خطط أكبر لتقوية المناعة ونقل اللقاح بطريقة أسهل، ومقاومة التحورات.
بينما كانت الأخبار تشير إلى أن لقاح فيروس كورونا الذي طورته شركتا فايزر وبيونتيك أصبح على وشك الانتشار في جميع أنحاء العالم، بدأ تود زيون يشعر بالهدوء والارتياح بعض الشيء.
كان ذلك في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020، عندما بدأت الأخبار، وللمرة الأولى، تنشر بعض الأمل في المعركة الدائرة ضد فيروس كورونا. ولم يقتصر الأمر على تحالف فايزر-بيونتيك فقط، لكن مودرينا ثم أوكسفورد-أسترازينيكا، كشفتا عن نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاحيهما بكفاءة تجاوزت توقعات أكثر العلماء تفاؤلاً.
وما تلا ذلك كان اندفاعًا لعقد صفقات سياسية وما يسمى بدبلوماسية اللقاحات، إذ سارع قادة العالم ليكونوا أول من يتصدر المشهد الإعلامي للكشف عن اللقاحات الجديدة.
وبينما كان زيون، رائد أعمال والرئيس التنفيذي لشركة ناشئة صغيرة تدعى “أكستون للعلوم البيولوجية “، يشعر بالارتياح شخصيًا بسبب بداية الانتصار على الوباء العالمي، فقد واجه مهمة لا يُحسد عليها تتمثل في محاولة إقناع موظفيه بأن جهودهم الكبيرة لإنتاج لقاح ضد الفيروس لم تذهب سدى.
وقبل تسعة أشهر، انضمت شركة “أكستون للعلوم البيولوجية” إلى السباق العالمي لإنتاج لقاحات ضد الفيروس، كواحدة من أكثر من 40 فريقًا يتنافسون على تطوير أول لقاح لفيروس كورونا في العالم. والآن، وكما هو الحال مع العشرات من الفرق العلمية الأخرى، تعرضت هذه الشركة لضربة قوية وشاملة بسبب السرعة الكبيرة والفعالية الهائلة لتقنيات الشركات المنافسة، التي أكملت التجارب السريرية بينما كانت منتجات شركة أكستون لا تزال قيد التطوير.
لكن زيون ما زال يشعر أن السباق لم ينته بعد، ويقول: “لقد ساعدت هذه اللقاحات في مواجهة الفيروس بشكل كبير، لكن إذا كنت مبتكرًا، فأنت تعلم أن المنتجات التي تأتي أولاً تواجه في الأغلب الكثير من المشكلات غير المستدامة. ولهذا السبب ما زلت متحمسًا. لكن كان من الصعب بعض الشيء علينا كشركة صغيرة أن نستمر في تطوير لقاحنا بينما كان معظم العالم يعتقد أن المشكلة قد حُلت”.
وبعد اثني عشر شهرًا، أصبحت “أكستون للعلوم البيولوجية” من بين عدد كبير من الشركات التي تأمل في إنتاج الجيل الثاني من لقاحات فيروس كورونا خلال العام ونصف العام المقبل.
لكن هناك العديد من التحديات، فالعديد من المواد الخام الحيوية للقاحات تعاني الآن من نقص شديد في الإمدادات، كما أنه بعد مرور أكثر من عامين على انتشار الوباء، يتعين على هذه الشركات أن تعمل جاهدة لإقناع الجهات المسؤولة بأنه لا تزال هناك حاجة لمنتجات جديدة.
لكن هناك مجموعة من الابتكارات الجديدة، فشركة “فالنيفا” الفرنسية للتكنولوجيا الحيوية تعمل على إنتاج لقاح يحتوي على مادة كيميائية مساعدة يمكن إضافتها إلى الجرعة لتعزيز الاستجابة المناعية – تهدف إلى الحصول على استجابة مناعية أفضل لدى كبار السن – كما تعمل شركة “فاكسارت”، التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، على تطوير لقاح في شكل حبوب لمن يخافون من تناول اللقاح عبر الإبر. وبالتالي، فكل لقاح من الجيل الثاني يستهدف بعض الأسواق الخاصة به.
بالإضافة إلى ذلك، أدى ظهور سلاسات متحورة من فيروس كورونا خلال العام الماضي، مثل دلتا والآن أوميكرون، إلى ظهور مطلب محتمل لتقنيات مختلفة قد تكون قادرة على توفير استجابة مناعية أكثر قوة وانتشارا.
يقول أندرو أوستيانوفسكي، المسؤول الإكلينيكي في برنامج أبحاث لقاحات فيروس كورونا التابع لمعهد البحوث الصحية بالمملكة المتحدة: “لدينا بعض البيانات التي تفيد بأن استجابة جهازك المناعي للعدوى الطبيعية، وأيضًا للتطعيم، تتضاءل بمرور الوقت”.
ويضيف: “يمكننا أن نرى أن استجابات الأجسام المضادة، وإلى حد ما استجابات الخلايا التائية، تتناقص بمرور الوقت. لذا، فإن أحد الآمال بالنسبة للقاحات الجيل الثاني هو أنها يمكنها أن توفر لنا الحماية لفترة أطول من تلك التي تقدمها اللقاحات الأولى”.
وعلاوة على ذلك، فإن متطلبات التبريد الصارمة للعديد من لقاحات الجيل الأول خلقت مشكلات كبيرة في الوصول إلى العديد من أفقر مجتمعات العالم. على سبيل المثال، لم يحصل سوى 28 في المئة فقط من سكان الهند على التطعيم الكامل حتى الآن.
وحصلت شركة “أكستون للعلوم البيولوجية” مؤخرًا على موافقة لإجراء المرحلتين الثانية والثالثة من التجارب السريرية في الهند خلال العام المقبل. ومن المأمول أن تساعد طبيعة لقاحها – الذي يمكن الاحتفاظ به في درجة حرارة الغرفة لمدة ستة أشهر على الأقل – في الوصول إلى المناطق ذات البنية التحتية المحدودة اللازمة لتخزين ونقل اللقاحات الأقل استقرارًا.
وعلى الرغم من أن هذا اللقاح قد لا يصبح متاحًا على نطاق واسع حتى عام 2023، فإن زيون واثق من أنه لا يزال مهما للغاية في مكافحة فيروس كورونا.
ويقول: “لقد وقعنا للتو اتفاقية ترخيص وتطوير تصنيع مع شركة هندية لديها حوالي 100 دولة في القائمة التي تستهدفها، ومعظمها في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا جنوب الصحراء. إننا نرى اللقاحات الأولية على أنها لا تزال فرصة في بعض المناطق الأقل خدمة”.
وفي بداية عام 2020، كان فيليب دوبوفسكي يعمل لدى شركة “أسترا زينيكا” عندما سمع عن شركة أدوية أخرى تسمى “نوفافاكس”، والتي كانت تطور طريقة مبتكرة بشكل خاص لإنتاج لقاح الأنفلونزا.
واكتشف علماء الشركة مادة مساعدة قوية تسمى “ماتريكس إم”، والتي تأتي من اللحاء الداخلي لشجرة الصابون في تشيلي. وفي تجربة المرحلة الثالثة – عادة ما تكون المرحلة الأخيرة من الاختبار الأولي، والتي تشمل أعدادًا كبيرة من الأشخاص – لم يسفر الأمر عن استجابة مناعية أقوى من الأجسام المضادة مقارنة بلقاحات الإنفلونزا الحالية فحسب، لكنه وفر أيضًا حماية ضد سلالات متعددة من الأنفلونزا.
كان دوبوفسكي مفتونًا للغاية بهذا الأمر لدرجة أنه بحلول يونيو/حزيران 2020 انضم إلى شركة “نوفافاكس” في منصب كبير المسؤولين الطبيين بالشركة للعمل على إنتاج لقاح جديد لفيروس كورونا. وأصبح هذا اللقاح مؤخرا أول لقاح من الجيل الثاني يصل للأسواق، إذ سمح باستخدامه بشكل طارئ في إندونيسيا والفلبين.
وشعر دوبوفسكي بأن هذه التقنية – التي تجمع بين مادة “ماتريكس إم” المساعدة ومادة تقليدية تعتمد على البروتين – ستستغرق دائمًا وقتًا أطول للتطوير بالمقارنة بلقاحات الحمض النووي الريبوزي المرسال (الرنا المرسال) وأساليب الفيروسات الغدية، التي شكلت الموجة الأولى من لقاحات فيروس كورونا.
ومع ذلك، يرى دوبوفسكي أن التأخر قليلا في إنتاج اللقاح قد أعطى شركة “نوفافاكس” بعض المزايا.
وبينما كانت التجارب السريرية لشركة “نوفافاكس” جارية، بدأت سلالات جديدة من فيروس كورونا في الظهور، وهو ما مكن الشركة من إثبات أن لقاحها لا يزال فعالاً ضد مجموعة من السلالات المختلفة.
وحتى الآن، تُظهر بيانات الشركة أن لقاحها فعال بنسبة 93 في المئة ضد متغيرات ألفا وبيتا، على الرغم من عدم نشر أي فعالية لمتحور دلتا، ولا يزال من السابق لأوانه القول ما إذا سيصبح فعالًا ضد أوميكرون أم لا.
يقول دوبوفسكي إنه كما كان الحال مع لقاح نوفافاكس للإنفلونزا، فإن استخدام المادة المساعدة يعني أن اللقاح يحفز إنتاج الأجسام المضادة المعادلة ذات الجودة الأعلى.
ويضيف: “لا يتعلق الأمر فقط بمدى زيادة الأجسام المضادة لديك، لكنه يتعلق أيضا بمدى جودتها. لدينا بيانات من الدراسات الإكلينيكية المبكرة تُظهر أن لقاحنا كان قادرًا على إنتاج أجسام مضادة مُعادلة ذات مستوى عالٍ جدًا. لذا فهذه ليست مجرد أجسام مضادة يمكنها التعرف على البروتين، لكنها في الواقع قادرة على إيقاف انتشار الفيروس”.
ويأمل دوبوفسكي في أن تساعد هذه المادة المساعدة الجديدة في منع ما يسمى بـ “عدوى الاختراق”، وهي حالة يُصاب فيها الشخص المتلقي للقاح بنفس المرض الذي يهدف اللقاح إلى الوقاية منه.
ولا تزال “عدوى الاختراق” تمثل مشكلة كبيرة وبشكل مستمر، لا سيما في أعقاب ظهور متحور دلتا، إذ تقدر الدراسات أن معدلات الإصابة بعدوى الاختراق يمكن أن تتراوح من واحد في المئة إلى واحد من كل 5,000 شخص، اعتمادًا على عدد السكان. (منذ المقابلة مع دوبوفسكي، ظهر أيضًا متحور أوميكرون، الذي تشير العلامات المبكرة إلى أنه قد يؤدي أيضًا إلى معدل أعلى بكثير من عدوى الاختراق).
ويُعد إنتاج المزيد من الأجسام المضادة ذات الجودة الأفضل إحدى الطرق الرئيسية التي تأمل لقاحات الجيل الثاني في إبرازها، سواء كخيار معزز محتمل في الولايات المتحدة وأوروبا، أو كلقاح أساسي في أجزاء كثيرة من العالم.
يقول بريان وارد، المسؤول الطبي في شركة ميديكاغو الكندية للتكنولوجيا الحيوية، لبي بي سي إن الشركة تستعد لنشر البيانات من المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، وأنها تعتزم التقدم للحصول على موافقة الجهات التنظيمية على لقاحها في غضون أسابيع. وتزعم شركة “ميديكاغو” أن بإمكانها إنتاج عدد أعلى بكثير من الأجسام المضادة.
يقول وارد: “لقاحات الرنا المرسال تنتج أجساما مضادة أعلى بما يتراوح بين مرتين ونصف وأربع مرات من عدد اللقاحات التي ينتجها جسم شخص تعافى من فيروس كورونا. أما نوفافاكس ولقاحنا فينتج عددا من الأجسام المضادة أعلى بما يتراوح بين 10 و15 مرة”.
[ad_2]
Source link