الهجرة غير الشرعية: هل تتواصل قوافل المهاجرين من كردستان العراق؟
[ad_1]
- مراد بطل الشيشاني
- بي بي سي عربي- السليمانية
الانتقال من بغداد، والمناطق العراقية الأخرى، إلى إقليم كردستان، يُظهر الطابع المختلف للإقليم.
منذ انهيار النظام العراقي السابق عام 2003 على يد القوات الأمريكية وحلفائها، شهد إقليم كردستان العراق حركة عمرانية واقتصادية تبدو آثارها ظاهرة للعيان.
العمارات الشاهقة، المحلات التجارية بأسماء ماركات أجنبية، السيارات حديثة الطراز، وغياب مظاهر التسلح.
لكن أزمة المهاجرين الذين علقوا على الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، وغرق 27 شخصا في بحر المانش في محاولة الوصول لبريطانيا، كشفت أن كثيرا من سكان الإقليم الذي قد يبدو أفضل حالا من بقية المناطق العراقية، إما غادروه بالفعل أو يحلمون بذلك.
ويقول آري جلال، رئيس منظمة لوتكا المهتمة بشؤون المهاجرين، إن العام الجاري وحده شهد خروج أكثر من أربعين ألفا من العراق، غالبيتهم الساحقة من إقليم كردستان.
ويبدو أن الرغبة في الهجرة عارمة هنا.
“سأبيع منزلي لأهاجر”
ريبوار يبلغ من العمر 46 عاما، يريد بيع منزله الصغير، ليدفع أجور الهجرة للمهربين، أو من يوصفون هنا بالوسطاء.
ريبوار فشل أربع مرات بالهجرة، لكنه، ما زال مصمما على الذهاب إلى بريطانيا ويريد هذه المرة أن يصحب معه في رحلته عائلته المكونة من خمسة أشخاص بمن فيهم زوجته المصابة بالسرطان.
سألنا الزوجة عمّا إذا كانت حادثة الغرق قد أخافتها من فكرة الهجرة، فقالت: “أشعر بالأسى لمن فقدوا حياتهم في البحر، وتعازيّ القلبية لعائلاتهم، لكننا مصممون على الهجرة”.
ولكن، لماذا يريد المرء بيع منزله والمجازفة بالهجرة، خاصة وأن ظروف الإقليم أفضل نسبيا من مناطق أخرى في العراق؟
يقول ريبوار، مشيراً إلى بدء حقبة الاستقلال الواقعي لإقليم كردستان العراق عقب حرب الخليج الثانية: “في عام 1991 كان عمري 16 عاماً، واليوم وبعد مضي ثلاثين عاما، لم أبن شيئا لمستقبلي، ولا أريد لأولادي أن يعيشوا الوضع نفسه”.
تتدخل زوجته بالقول: “الشبكات المرتبطة بعائلتَيْ بارزاني وطالباني، والوضع الاقتصادي، وغياب فرص التعليم كلها تدفعنا للهجرة”.
ويقول رئيس منظمة لوتكا إن “الغالبية الساحقة من المهاجرين الحاليين بنتمون إلى الفئة العمرية بين 18-25 عاما”.
ويبدو أن طبيعة المجتمعات الكردية الطبقية-العشائرية، تقلل من فرص العمل والتعليم للفئات الشبابية التي تعيش في القرى والمناطق الطرفية.
أضف إلى هذا أنه ومنذ سيطرة تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية على مناطق مجاورة للإقليم عام 2014، تأثر الوضع الاقتصادي في كردستان العراق سواء من حيث غياب المستثمرين أو من حيث تراجع العائدات القادمة من المركز في بغداد.
منذ ذلك الحين ازدادت أعداد المهاجرين من الإقليم.
المال وشبكات التهريب
ينفق المهاجرون الحالمون بالوصول إلى أورويا مبالغ طائلة في سبيل تحقيق هدفهم الذي قد يموتون دونه.
يقول ريبوار لبي بي سي إن رحلة الهجرة التي يعتزم القيام بها صحبة عائلته “ستكلفني نحو 90 ألف دولار أمريكي لكل أفراد العائلة”.
وتتم عمليات الهجرة غير الشرعية عبر عدة مراحل تبدأ من هنا. إذ تعمل شركات سياحية على تأمين تأشيرات لدول الجوار كتركيا، أو إيران، أو جورجيا.
وافق أحد المهربين، على الحديث إلي، بعد أن حدد المكان والزمان، في آخر لحظة، خوفا من تتبعه من قبل السلطات.
يقول نزار، وهو اسم حركي، إن المهربين يحددون أسعارا لرحلات الهجرة حسب نوعها: “فسعر البري يختلف عن البحري، وهذا يختلف حسب حجم القارب، فالقارب المطاطي الكبير قد يكلف 1000 دولار أمريكي للشخص بينما تكلف السفن الكبيرة مبلغاً أعلى”.
ويضيف: “الوجهة تحدد أيضا التكلفة، فمعدل التكلفة للشخص وصولا إلى دول الاتحاد الأوروبي أعلى منها إلى المناطق الأخرى”.
ويشرح نزار المسار الذي تتبعه رحلات الهجرة عادة: “الطريقة التقليدية هي أن يؤمن الشخص تأشيرته، سواء من خلالنا، أو بمفرده، لدول المنطلق مثل تركيا، ومنها يبدأ الرحلة براً (عبر اليونان أو بلغاريا) أو بحراً (عبر اليونان)، حسب الأسعار المختلفة، ليصل إلى الاتحاد الأوروبي”.
ويضيف أن هذا تغير مع دخول بيلاروسيا على الخط، حيث تضاعفت تكلفة التأشيرة، التي يتم الحصول عليها عبر “مكاتب سياحية، أو وسطاء، أو حتى عاملين في القنصليات الدولية”.
يقول نزار: “إن رسوم التأشيرة قانونيا لا تتجاوز الثمانين دولاراً أمريكياً، بينما يتراوح سعرها عبر الوسطاء بين 6000-8000 دولار أمريكي”.
خلال الأشهر الأخيرة الماضية كانت رحلات الهجرة تصل إلى بيلاروسيا، ليكمل بعدها المهاجرون الطريق إما مشياً على الأقدام أو في شاحنات تدخلهم إلى دول الاتحاد الأوروبي.
ويرى نزار أن “إغلاق الحدود البيلاروسية مع الاتحاد الأوروبي، قد يعيد النشاط للطريق التقليدي عبر تركيا بحراً أو براً”.
خلال الأيام الماضية أعاد العراق كثيرا من أبنائه الذين علقوا على الحدود بين بيلاروسيا وبلغاريا، بينما عاد آخرون جثثاً هامدة. لكن في ظل عدم حصول تغيير يذكر في ظروف الإقليم التي تدفع كثيرين للهجرةـ وتلاقي هذه الظروف مع رغبة البعض بجمع الأموال، يبدو أن قوافل الهجرة من الإقليم ستبقى مستمرة.
[ad_2]
Source link