قصة رجل أعمال من طفل محروم لم يكمل تعليمه إلى ملياردير عصامي
[ad_1]
- دوغال شو
- مراسل شؤون الأعمال، بي بي سي
يتحدث بيتر دون عن رحلته من طفولة محرومة في سالفورد، شمالي إنجلترا، إلى أن أصبح مليارديرًا عصاميًا. شارك دون في تأسيس سلسلة “بيتفريد” للمراهنات مع شقيقه فريد دون في أواخر الستينيات، قبل أن يتولى رئاسة شركة “بينينسولا” للموارد البشرية، التي يديرها اليوم في مانشستر.
لا يزال بيتر دون يتذكر جيدا مشهدا حدث له في طفولته: وسادة تُدفع في وجهه. أما الجاني فكان فريد، شقيقه الأكبر بأربع سنوات، والذي كان يقيم معه في نفس الحجرة حتى بلغ الخامسة عشرة من العمر، في منزل الأسرة المتواضع الذي كان يضم غرفتين في الطابق السفلي وغرفتين في الطابق العلوي، فيما يعرف بـ “الأحياء الفقيرة في سالفورد”. وكانت شقيقتاهما تنامان في نفس الغرفة أيضًا.
يقول بيتر وهو يضحك: “حتى يومنا هذا، أخاف من الأماكن المغلقة بسبب هذه الوسادة. ربما كنت وقحًا بعض الشيء، وكان أكبر مني”.
لكن العلاقة الناجحة مع شقيقه كانت مفتاح نجاحه في الحياة. لقد وجد الشقيقان طريقًا للخروج من الفقر من خلال بناء إمبراطورية من متاجر المراهنات، وجمعا ثروة عائلية تقدر بمليار جنيه، وهو ما يجعلهما باستمرار في قائمة صنداي تايمز للأثرياء.
ترك الشقيقان المدرسة في سن الخامسة عشرة دون الحصول على أي مؤهلات.
ومع ذلك، وجدا عملاً في سلسلة من متاجر المراهنات في مدينة مانشستر. وكما هو الحال مع الحانات، تزدهر مثل هذه المؤسسات في المناطق الفقيرة. ولم تعمل هذه المؤسسات بشكل شرعي في المملكة المتحدة إلا في عام 1961. وكانت هناك مخاوف بشأن تأثيرها الاجتماعي، فضلاً عن الأخلاقيات المتعلقة بالمقامرة ذاتها.
كان بيتر يدير متجرًا للمراهنات وهو في السابعة عشرة من عمره، على الرغم من أنه لم يكن بإمكانه دخول المبنى بشكل قانوني.
وكان مالك المتجر يقدره كثيرا بسبب مهارته في الرياضيات. وكان بيتر يعتني بسجلات المراهنات، كما كان بارعا في حساب المخاطر والأرباح والخسائر.
وفي أواخر الستينيات من القرن الماضي، كانت ظروف العمل في هذه الأماكن مخيفة، ولم تكن تهتم بما إذا كنت مراهقا أم لا. وكان يسيطر عليها الرجال، وكانت تصميماتها تشبه في كثير من الأحيان أشكال السجون. وكان من الممكن أن تندلع أحداث عنف، خاصة بعد الساعة الثالثة مساءً يوم السبت من كل أسبوع، عندما يخرج الناس بأعداد كبيرة من الحانات، حسب بيتر.
يقول بيتر: “لا يمكنك إظهار الضعف، لأن هؤلاء الرجال الأقوياء سيدركون على الفور أنك لقمة سائغة”.
لقد أظهر بيتر وشقيقه رغبة كبيرة لإدارة هذه الأماكن، وعندما بلغ بيتر الحادية والعشرين من عمره في عام 1967، كان لديه هو وشقيقه متجرهما الخاص. لقد اشتراه من وكيل مراهنات متقاعد مقابل 4000 جنيه إسترليني – من بينها 1000 جنيه إسترليني كوديعة كان بيتر قد وفرها لشراء منزل مع زوجته الجديدة.
لقد كان بيتر سعيدًا بهذه المخاطرة، لأنه كان لديه بالفعل ست سنوات من الخبرة في هذا المجال، وكان يعتقد دائمًا أنه يمكنه إدارة متجر للمراهنات أفضل من رؤسائه، إذا أتيحت له الفرصة لذلك.
وتعلم بيتر بعض الدروس وهو في الحادية والعشرين من عمره لا يزال يُقدرها كثيرا حتى اليوم.
ويؤكد على أن الشيء الأساسي هو تقديم خدمة مميزة للعملاء، لأن هذا هو ما سيجعل الناس يعودون مرة أخرى.
اشترى الشقيقان المزيد من المتاجر، وعهدا بإدارة أول بضعة متاجر لشقيقتيهما، وهو ما عزز أعمال العائلة. وبحلول منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، كان لديهما أكثر من 70 متجرًا ضمن سلسلة “بيتفريد”.
لكن وقع حادث خلال هذا التوسع المطرد جعل بيتر يترك عالم المراهنات، إذ اضطر الشقيقان إلى تسوية قضية خارج المحكمة مع موظف في متجر جديد كانا يتوليان إدارته.
لقد شعرا بالأسف الشديد جراء هذه العملية، وقررا الاستثمار في أعمال جديدة تستعين بمصادر خارجية في مجال الموارد البشرية، وهو الأمر الذي قادهما إلى إنشاء شركة “بينينسولا”، التي أصبح بيتر الرئيس التنفيذي لها منذ 35 عامًا. ويقع مقر الشركة المبني حديثا في ناطحة سحاب زجاجية لامعة في مدينة مانشستر، شمال محطة فيكتوريا.
ويطل مكتب بيتر على ضاحية “أوردسيل” التي نشأ بها. ونمت شركة “بينينسولا” بشكل مطرد على مر السنين، ولديها الآن أكثر من 3000 موظف، يخدمون أكثر من 100 ألف شركة على مستوى العالم، من بينها 40 ألف شركة في المملكة المتحدة وحدها.
وفي الآونة الأخيرة، نمت قاعدة عملاء الشركة بأكثر من 12 في المئة خلال فترة الوباء، إذ سارعت الشركات في جميع أنحاء العالم بتحديث سياسات الموارد البشرية والسلامة، سواء كان الأمر يتعلق بالعمل من المنزل أو التباعد الاجتماعي أو قواعد الحصول على اللقاح.
وفي منتصف الثمانينيات، وعلى الرغم من أن مستقبل الشركة أظهر بوادر واعدة، لم تكن احتمالات نجاحها واضحة تمامًا، وكان على الأخوين اتخاذ قرار بشأن من سيديرها.
يقول بيتر إن القرار بشأن من يجب أن يترك متجر بيتفريد للمراهنات قد اُتخذ بطريقة بها مقامرة حقيقية. ويتذكر ذلك مبتسما ويقول: “اقترح فريد عمل قرعة من خلال قطعة نقود، وفزت أنا، وطالبني بالرحيل حتى قبل أن أقول أي شيء”.
لذلك، ترك بيتر إدارة متجر بيتفريد للمراهنات لأخيه الأكبر، على الرغم من أنه لا يزال مساهماً رئيسياً.
فهل كان الرحيل يتعلق بالخروج من ظل أخيه الأكبر، الذي كان اسمه جزءًا أساسيا من هذا العمل بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟ أم كان الأمر يتعلق بالمراهنة على نفسه؟
يقول بيتر: “في البداية أود التأكيد على أنه منذ الأيام الأولى التي وضع فيها الوسادة على رأسي، كان ذلك من أجل الهيمنة، وكان بإمكاني الدفاع عن نفسي”.
ثم هل كان الأمر يتعلق برغبته في ترك وصمة العار التي تلاحق من يعمل في المراهنات التي تفسد العديد من المجتمعات، وخاصة، كما أوضحت الدراسات، المناطق المحرومة مثل تلك التي نشأ فيها؟
يقول بيتر إن الأمر لم يكن كذلك، مضيفا: “المراهنات لها سمعة سيئة، لكن الغالبية العظمى من الناس الذين يذهبون إلى متجر الرهان يفعلون ذلك من أجل المتعة وينفقون على ذلك من أموالهم الخاصة”.
ويتمثل تفسير ابتعاد بيتر عن متاجر المراهنات في أنه ببساطة فضل العمل في مجال تأمين الموارد البشرية وأنه استمتع بالتحدي المتمثل في توسيع نطاق عمل جديد.
ومع ذلك، لا يزال بيتر يعتمد على الدروس التي تعلمها عندما كان مراهقًا في متاجر المراهنات. ويشير إلى أن الشيء المهم الذي تعلمه خلال السنوات الأخيرة هو أنه لا يمكن تقديم خدمة جيدة على نطاق واسع إلا إذا تعاملت مع موظفيك بشكل جيد وحفزتهم كما ينبغي – لذلك فهو يهدف إلى الاحتفاظ بالموظفين بشكل كبير والاعتماد على سياسة المكافأة بالنسبة لأولئك الذين يقدمون خدمة جيدة.
[ad_2]
Source link