البريطانيون ضُللوا 3 عقود بشأن رحلة جوية احتجزت في الكويت أثناء الغزو العراقي
[ad_1]
- غوردون كوريرا
- مراسل الشؤون الأمنية
اعترفت وزارة الخارجية في بريطانيا بأن البرلمان وعامة الشعب تعرضوا للتضليل على مدى عقود بشأن رحلة للخطوط الجوية البريطانية، هبطت في الكويت خلال الغزو العراقي عام 1990.
وكان ركاب الرحلة رقم 149وطاقمها قد احتجزوا رهائن، وتعرض الكثير منهم لسوء المعاملة.
وتكشف ملفات، أصبحت متاحة للتو، أن السفير البريطاني في الكويت حذر وزارة الخارجية من الغزو، لكن شركة الخطوط الجوية البريطانية لم تُبلّغ بالأمر.
واحتفظت الحكومة بالتحذير سرا لمدة ثلاثة عقود.
وعلى الرغم من هذا، كررت وزيرة الخارجية، ليز تروس، نفيا سابقا لمزاعم بأن الطائرة كانت في مهمة استخباراتية سرية.
وتسترت الحكومات البريطانية المتعاقبة، على مدار 30 عاما، على أنه كان هناك تحذير من أن الكويت قد تتعرض للغزو، قبل هبوط الرحلة رقم 149 في البلاد، وعلى أن الشركة لم تبلغ بالتحذير.
وقالت تروس في بيان مكتوب: “هذا الإخفاق في تمرير التحذير غير مقبول”.
وأضافت: “أعتذر لمجلس العموم على ذلك، وأعبر عن عميق تعاطفي مع من اعتقلوا وأسيئت معاملتهم”.
ماذا حدث بالضبط؟
كانت الرحلة 149قد أقلعت من لندن في الساعة 18:04 بتوقيت غرينتش يوم 1 أغسطس/ آب، متأخرة ساعتين عن موعدها، وكان من المقرر أن تتوقف لفترة وجيزة في الكويت قبل مواصلة رحلتها عبر آسيا.
لكن الوثائق التي كشف عنها الثلاثاء، ووضعت في الأرشيف الوطني، تظهر أن السفير البريطاني اتصل بالكاتب المقيم في وزارة الخارجية عند منتصف الليل تقريبا وأبلغه بتقارير عن بدء غزو الكويت.
ونقلت هذه التقارير إلى قسم الشرق الأوسط في وزارة الخارجية وإلى الحكومة، وجهاز الاستخبارات إم آي 6، ومكتب مجلس الوزراء، ووزارة الدفاع. لكن شركة الخطوط الجوية البريطانية لم تبلغ بالتقارير.
وظلت تلك المكالمة طي الكتمان ولم يكشف عنها علنا قبل اليوم.
وهبطت الطائرة في الساعات الأولى من صباح ذاك اليوم. وبعد أقل من ساعة، أغلق المطار وحوصر ركاب الطائرة وطاقمها. وأخذ العديد منهم رهائن.
وتعرض بعضهم لسوء معاملة وللاعتداء الجنسي، وتم التحفظ عليهم في ظروف قاسية تشبه المجاعة، قبل إطلاق سراحهم في ديسمبر/ كانون الأول.
ولم تكن هناك آلية رسمية لنقل مثل تلك المعلومات إلى الخطوط الجوية البريطانية في ذلك الوقت، لكن وزارة الخارجية تقول إن هناك الآن إجراء للتعامل مع مثل تلك المواقف وإبلاغ شركات الطيران.
وقال متحدث باسم الخطوط الجوية البريطانية إن السجلات “تؤكد عدم تحذير الخطوط الجوية البريطانية بشأن الغزو”.
وتشير الملفات إلى أن السفير البريطاني لم يكن متأكدا من حجم التوغل العراقي، وإن كان محدودا أم واسع النطاق.
وقد اجتاح الغزو العراقي الكويت بشكل أسرع بكثير مما توقعه كثيرون عندما بدأ لأول مرة.
هل استغلت الاستخبارات الطائرة؟
أثار الحادث جدلا بسبب تقارير أفادت بأن فريقا من العملاء السريين كانوا على متن الطائرة، في إطار مهمة لزرعهم داخل الكويت بهدف المراقبة.
وقال أنتوني بايس، الذي كان ضابطا سابقا في جهاز الاستخبارات إم آي 6 وكان يعمل في السفارة البريطانية في الكويت آنذاك: “أنا مقتنع بأن استغلال المخابرات العسكرية لرحلة الخطوط الجوية البريطانية 149 قد حدث بالفعل، على الرغم من النفي الرسمي المتكرر لهذا”.
وقال كلايف إيرثي، الذي كان مدير خدمات قمرة القيادة على متن الرحلة، لبي بي سي إنه يتذكر أن رجلا يرتدي زيا عسكريا رافق مجموعة من 10 رجال إلى خارج الطائرة – ولم يُروا بعد ذلك مرة أخرى.
لكن وزارة الخارجية تقول إن الملفات التي كشف عنها النقاب “تتفق” مع بيان صدر في عام 2009، يفيد بأن الحكومة “لم تحاول بأي شكل من الأشكال ولا بأي وسيلة استغلال الرحلة”.
وقال باري مانرز، وهو أحد الركاب الذين كانوا على متن الرحلة، إنه يشعر بخيبة أمل لأن الحكومة لم تستغل الفرصة للاعتراف بالدليل “القاطع” على أن الرحلة استخدمت في مهمة استخباراتية.
وقال: “كان هذا عملا متعمدا من جانب الحكومة البريطانية لاستخدام طائرة مدنية كوسيلة نقل عسكرية إلى مكان تحول إلى منطقة حرب بالذخيرة الحية”.
[ad_2]
Source link