حماس: الحركة الإسلامية الفلسطينية التي تحكم غزة
[ad_1]
قالت وزيرة الداخلية البريطانية بريتي باتل أنها ستسعى إلى الحصول على موافقة البرلمان البريطاني الأسبوع المقبل لتصنيف حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) برمتها في قائمة المنظمات الإرهابية.
وقالت باتل في تغريدة لها أنها بدأت في اتخاذ الخطوات لتصنيف كل الحركة في قائمة المنظمات الإرهابية والحكومة البريطانية “ملتزمة بمحاربة الإرهاب والتطرف أينما كان”.
ومن شأن هذه الخطوة أن تضع بريطانيا على خطا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في تصنيف الحركة ككل في قائمة “الإرهاب”.
يذكر أن بريطانيا تصنف الجناح العسكري لحماس، كتائب عز الدين القسام، في خانة المنظمات الإرهابية منذ سنوات.
وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت بالأمر، وقال في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: “أرحب بقرار بريطانيا تصنيف حماس بأكملها تنظيما إرهابيا، لأنها تنظيم إرهابي بامتياز”.
ومن المتوقع أن يصادق البرلمان على قرار الحكومة بسبب تمتع حزب المحافظين الحاكم بأغلبية برلمانية كبيرة.
فما هي حركة حماس؟
حركة حماس هي أكبر الجماعات الإسلامية الفلسطينية، واسمها هو اختصار لحركة المقاومة الاسلامية، وكانت قد انطلقت في عام 1987 بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتعمل حركة حماس على مسارين متوازيين الأول هو الكفاح المسلح ضد إسرائيل من خلال جناحها العسكري، كتائب عز الدين القسام، والمسار الثاني من خلال العمل الاجتماعي.
ومنذ عام 2005 وهي تشارك في العملية السياسية حيث فازت عام 2006 في الانتخابات (وذلك قبل تعزيز سلطتها في غزة من خلال الإطاحة بمنافسيها من حركة فتح).
وتعتبرها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وقوى أخرى جماعة إرهابية، فوفقا لميثاقها تتعهد الجماعة بتدمير دولة إسرائيل.
وبالنسبة لأنصارها فإن حماس حركة مقاومة مشروعة. وفي مايو/آيار 2017 نشرت حماس وثيقة سياسية جديدة للمرة الأولى منذ تأسيسها أعلنت فيها عن رغبتها في قبول دولة فلسطينية مؤقتة في حدود ما قبل عام 1967 دون الاعتراف بإسرائيل، ولم تكرر اللهجة المعادية لليهود التي وردت في ميثاقها.
كانت حماس قد حققت عام 2006 فوزا مفاجئا في المجلس التشريعي الفلسطيني، ولكن تصاعد التوتر مع منافسيها في حركة فتح، الفصيل الرئيسي في السلطة الفلسطينية، والتي يتزعمها رئيس السلطة محمود عباس.
واندلعت اشتباكات شرسة بين حماس وفتح في غزة في يونيو/حزيران عام 2007، والتي على أثرها أقامت حماس حكومة منافسة في غزة، في حين تدير حكومة السلطة وفتح المناطق غير الخاضعة لإسرائيل في الضفة الغربية.
وتلقي إسرائيل على حماس بمسؤولية كل الهجمات التي تتعرض لها من قطاع غزة الذي شنت ضده ثلاث عمليات عسكرية رئيسية في أعوام 2008 و2012 و2014.
ومثلت تلك العمليات ذروة التصعيد عبر الحدود من خلال هجمات صاروخية من غزة وغارات جوية إسرائيلية.
وتعرضت حماس للحصار في غزة من قبل إسرائيل ومصر كما مثلت الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي في يوليو/تموز عام 2013 ضربة أخرى لها.
وفي عام 2014 وافقت حماس على اتفاق مصالحة مع فتح يؤدي لتشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكن هذا الاتفاق لم يتم إنجازه أبدا.
التفجيرات الانتحارية
كانت حماس قد برزت إلى الوجود عقب الانتفاضة الفلسطينية الأولى بوصفها الحركة الفلسطينية الرئيسية المعارضة لاتفاقات أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
ورغم العمليات الإسرائيلية العديدة ضدها والقيود التي فرضتها عليها السلطة الفلسطينية فقد عبرت حماس عن معارضتها لأوسلو من خلال شن هجمات انتحارية.
ففي فبراير/شباط ومارس/آذار عام 1996 نفذت العديد من هجمات التفجير الانتحارية في الحافلات مما أسفر عن مقتل 60 إسرائيليا، وذلك ردا على اغتيال صانع القنابل في حماس يحي عياش في ديسمبر/كانون أول عام 1995.
وأسفرت تلك التفجيرات عن انصراف الإسرائيليين عن عملية السلام وفوز بنيامين نتانياهو، وهو معارض أيضا لأوسلو، بالسلطة في إسرائيل.
وبعد فشل قمة كامب ديفيد عام 2000 والانتفاضة الفلسطينية الثانية التي أعقبتها حازت حماس المزيد من النفوذ. وفي تلك الفترة أقامت الحركة عيادات ومدارس لخدمة الفلسطينيين الذين شعروا بالخذلان إزاء عجز وفساد السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها حركة فتح.
ورحب العديد من الفلسطينيين بموجة الهجمات الانتحارية التي شنتها حماس في السنوات الأولى للانتفاضة الثانية، حيث اعتبروها عمليات “استشهادية” انتقاما لخسائرهم ولقيام إسرائيل ببناء مستوطنات في الضفة الغربية التي يريدها الفلسطينيون كجزء من دولتهم.
وبعد وفاة زعيم فتح ياسر عرفات في عام 2004 تولى رئاسة السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي اعتبر أن هجمات حماس الصاروخية تأتي بنتائج عكسية حيث لا تسبب سوى خسائر محدودة لإسرائيل في حين تؤدي إلى رد فعل عنيف من قبل الجيش الإسرائيلي.
وعندما حققت حماس فوزا كاسحا في انتخابات عام 2006 أدى ذلك لنزاع سلطة مرير مع فتح.
وقاومت حماس كل الجهود لإقناعها بتوقيع الاتفاقيات الفلسطينية مع إسرائيل، كما رفضت الاعتراف بشرعية إسرائيل أو إدانة العنف.
ويصف ميثاق حماس فلسطين التاريخية، بما في ذلك إسرائيل الحالية، بأنها أرض إسلامية واستبعدت الحركة أي اتفاق سلام دائم مع الدولة اليهودية.
كما دأب الميثاق على مهاجمة اليهود كشعب مما أدى لاتهام الحركة بأنها معادية للسامية.
ومع ذلك، عرضت الحركة هدنة مدتها 10 سنوات مقابل انسحاب إسرائيلي كامل من أراض احتلتها عام 1967 وهي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، ولكنها تصر على ضرورة السماح لملايين اللاجئين الفلسطينيين الذين غادروا بعد حرب 1948 بالعودة.
وعبر السنين خسرت حماس العديد من أعضائها في اغتيالات وعمليات أمنية وهم:
- الشيخ أحمد ياسين الذي قتل في هجوم صاروخي في مارس/آذار عام 2004
- عبد العزيز الرنتيسي الذي ظهر كزعيم لحماس قبل اغتياله في أبريل/نيسان عام 2004
- ومن زعماء حماس البارزين الذين قتلتهم إسرائيل أيضا صلاح شحادة زعيم كتائب القسام في يوليو/تموز عام 2002، وإسماعيل أبو شنب في أغسطس/آب عام 2003، وسعيد صيام في يناير/كانون ثاني عام 2009، وأحمد جعبري قائد كتائب القسام في نوفمبر/تشرين ثاني عام 2012.
وبعد مقتل الرنتيسي أصبح خالد مشعل الزعيم السياسي للحركة في المنفى، وخلفه إسماعيل هنية المقيم في غزة في مايو/آيار عام 2017.
عقوبات
بعد فوز الحركة في انتخابات عام 2006 تعرضت حكومة حماس للعديد من العقوبات السياسية والاقتصادية من قبل إسرائيل وحلفائها الغربيين.
وعقب إطاحة حماس بفتح من غزة شددت إسرائيل حصارها على القطاع وتواصلت الهجمات الصاروخية والغارات الجوية عبر الحدود.
وشهدت الجولة الأكثر دموية في 2014 مقتل ما لا يقل عن 2251 فلسطينيا بينهم 1462 مدنيا خلال 50 يوما من القتال. وفي الجانب الإسرائيلي قُتل 67 جنديا و6 مدنيين.
وتقول مصادر فلسطينية إنه منذ العملية العسكرية الإسرائيلية عام 2014 تحاول حماس الحفاظ على الهدوء حيث لم تشارك كتائب القسام في هجمات صاروخية على إسرائيل.
ولكن حماس لم تتحرك أيضا لوقف الهجمات الصاروخية حيث بدا واضحا أنها تشعر بالقلق من أن يعتبر الفلسطينيون أنها أقل التزاما بقتال إسرائيل من جماعات متشددة أخرى كالجهاد الإسلامي على نحو خاص.
وفي الآونة الأخيرة، أدى الصراع الذي استمر 11 يوما في مايو/آيار من عام 2021 إلى مقتل ما لا يقل عن 256 شخصا في غزة و 13 في إسرائيل قبل أن ينتهي بهدنة بوساطة مصرية.
وفشلت المحاولات المتكررة للمصالحة بين حماس وفتح، وألغى الرئيس الفلسطيني محمودعباس أول انتخابات فلسطينية منذ 15 عاما وكان من المقرر أن تنافس فيها حماس في أبريل / نيسان من عام 2021.
وفي غضون ذلك، تدهور الوضع الإنساني لمليوني فلسطيني في غزة حيث انهار اقتصاد القطاع الذي يعاني من نقص الماء والكهرباء والدواء.
[ad_2]
Source link