انقلاب السودان: هل ينجح البرهان في فرض حكومة الأمر الواقع على السودانيين الرافضين؟
[ad_1]
بعد ثلاثة أسابيع، من انقلاب قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، على الحكومة المدنية، يبدو أن المشهد في السودان يزداد تعقيدا، في وقت يعتبر فيه مراقبون أن البرهان يمضي قدما، في فرض سياسة الأمرالواقع، وربما حكومة الأمرالواقع، دون التفات لاحتجاجات الشارع والشركاء السياسيين، منذ وقوع الانقلاب في الخامس والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
فرض الأمر الواقع
وبدا إصرار البرهان على المضي قدما في سياسته، بفرض الأمر الواقع واضحا، من خلال إعلانه تشكيل مجلس سيادة انتقالي جديد برئاسته، الخميس 11 تشرين الثاني/نوفمبر، وتعيين الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” نائبا له، كما أدى البرهان أيضا، اليمين الدستورية في نفس اليوم، رئيسا للمجلس أمام رئيس القضاء عبد العزيز فتح الرحمن عابدين.
ووفقا لمراقبين، فإن تشكيلة مجلس السيادة الجديد، الذي أعلنه البرهان، تؤكد على مضيه قدما في فرض سياسة الأمر الواقع، إذ استبعد الرجل من المجلس تماما، كل عناصر قوى الحرية والتغيير،الذين كانوا شركاء في المجلس الأصلي، الذي قام البرهان بحله، إثر انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي، كما أن المجلس الجديد الذي يبدو أن البرهان شكله وفق رغباته، يخلو بالطبع من رئيس الوزراء المخلوع عبد الله حمدوك.
ووفقا لعديد من المحللين، فإن البرهان يمارس نوعا من خلط الأوراق،عبر انتاجه مجلس سيادة انتقالي جديد، والتأكيد على عودة المدنيين للحكم، ضمن حكومة جديدة قال إنها ستعلن قريبا، إذ هو سيعيد مدنيين للحكم لكنهم مدنيون من نوع آخر، فهم ليسوا مسيسين أو سياسيين، كما كانوا في الحكومة التي انقلب عليها، ومهما كان الإسم الذي ستسمى به حكومة البرهان الجديدة، سواء كان ” تكنوقراط” أو “مدنية”، فإن المؤكد من وجهة نظر المحللين،هو أن البرهان سيأتي بحكومة تنفذ أوامره، وربما لو قدر لها أن تستمر، فإنها لن يكون لها من أمر الحكم شيئا، وسيظل البرهان والعسكر يحكمون من وراء ستار.
وكان مجلس السيادة السوداني الجديد، الذي شكله البرهان، قد أعلن الأحد 14 تشرين الثاني/نوفمبر، وبعد أول اجتماع عقده بكامل أعضائه، أن تشكيل حكومة مدنية جديدة سيتم خلال أيام ل أيام، فيما تردد اسم الإكاديمي السوداني (هنود أبيا كدوف)، كاسم متوقع لرئاسة الحكومة الجديدة.
الشارع في واد آخر
ومقابل ما يتخذه البرهان من إجراءات، يبدو أن الشارع السوداني الرافض، يتحرك في اتجاه معاكس تماما، فقد أعلن تجمع المهنيين السودانيين، أحد أقطاب تحالف الحرية والتغيير “عدم شرعية” قرارات البرهان، قائلا إن الشعب سيقاوم تلك القرارات “حتى الإسقاط الكامل”. وقال التجمع إن “قوات المجلس الانقلابي ما زالت تمارس العنف والتنكيل بالثوار وزج المناضلين في المعتقلات”.
وكانت قوى “الحرية والتغيير”، قد أعلنت عن تكوين جبهة وطنية واسعة، لمقاومة الانقلاب، وبعد اجتماع في دار حزب “الأمة” السوداني، مساء الأحد 14 نوفمبر الجاري، أعلنت قوى “الحرية والتغيير” تكوين جبهة وطنية واسعة، مكونة من (26) من الأحزاب والحركات، والمجموعات السياسية والمدنية، قالت إنها لـ”منازلة ومقاومة الانقلاب وإسقاطه” .
وحمّلت قوى الحرية والتغيير في بيان لها “مجموعة الانقلاب مسؤولية ما حدث في تظاهرات السبت 13 تشرين الثاني/نوفمبر من عنف مفرط وقتل ومداهمة لمنازل المواطنين”، واعتبرتها “جرائم وانتهاكات مخالفة للقوانين والأعراف الدولية وحقوق الإنسان تستوجب بالضرورة أن يقدم مرتكبوها إلى ساحات العدالة”.
وكانت عدة قوى سودانية، قد اتهمت قوات الأمن باستخدام العنف المفرط، في مواجهة المحتجين، خلال مسيرة السبت 13 نوفمبر الجاري، والذي أدى إلى مقتل خمسة متظاهرين، فضلاً عن سقوط عشرات الجرحى، ويعتبر مراقبون أن سقوط قتلى، واستمرار قوات الأمن السودانية،في استخدام أسلوب العنف، في مواجهة الاحتجاجات ربما يمثل وقودا لاتساع حركة الاحتجاج، في الشارع السوداني، وأن مضي البرهان قدما في خطواته دون التفات لمطالب الشارع سيسهم في اشتعال الموقف بصورة أكبر.
مساران لا يلتقيان
وبرأي مراقبين، فإن الصورة الحالية في السودان، تظهر بوضوح أن هناك مسارين مختلفين تماما، يمضي كل منهما في وجهة معاكسة للآخر، إذ يبدو قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، وهو يقود مسارا باتجاه تنفيذ خطة خاصة به، كان أول عناصرها تشكيل مجلس سيادة انتقالي جديد، تخلص فيه من شركائه القدامى، من قوى الحرية والتغيير، ثم تعيين حكومة جديدة ربما تكون مدنية فعلا، لكنها لن تضم مسيسين، بما يسهل للبرهان الحكم من خلالها أو من وراء ستار، وفي كل تلك الخطوات، فإن البرهان لايعطي اعتبارا لما يجري في الشارع ،ولا يقيم وزنا لقوى سياسية مدنية أخرى.
وفي المسار الآخر تقود قوى الحرية والتغيير، وفي قلبها أحد أهم مكوناتها، وهو تجمع المهنيين السودانيين، حركة رفض في الشارع، يتفاعل معها كثير من السودانيين، وقد أكدت قوى الحرية والتغيير مرارا، بعد تشكيل البرهان لمجلسه الجديد، على أنها غير معنية بخطواته، وأنها تعول فقط على الشارع، ولن تستجيب لأية خطوة ناجمة عن الانقلاب، مؤكدة على أن الشارع وحده هو من سيسقط هذا الانقلاب، وكل الهياكل التي ترتبت عليه.
هل ينجح البرهان في فرض حكومة الأمر الواقع على السودانين الرافضين؟
كيف تتوقعون شكل الحكومة التي يعكف البرهان على تشكيلها؟ وهل تتوقعون أنها قد تكون لها آراء مخالفه له؟
في ظل مضي البرهان قدما في تنفيذ أجندته الخاصة: هل سيتسلم الشارع السوداني ويقبل بإجراءاته؟
ماهو المدى الزمني برأيكم الذي يمكن فيه حسم الصراع في السودان؟
وهل يمكن التعويل على دور دولي أو إقليمي في حسم مايجري في السودان؟
وإذا كنتم تعيشون في السودان كيف ترون تأثير ذلك على حياتكم اليومية؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 17 تشرين الثاني /نوفمبر.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link