سيف الإسلام القذافي: هل يمكن أن يصبح رئيسا لليبيا؟
[ad_1]
معتمرا عمامة بنية ومتشحا برداء تقليدي أشبه بعباءة والده، معفياً لحيته التي خطها الشيب، هكذا ظهر سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي المخلوع معمر القدافي، وهو يقدم ملف ترشحه لرئاسة ليبيا، ليثير ضجة إعلامية وسياسية. فما فرص فوزه بكرسي الرئاسة؟ وكيف استقبل الفرقاء الليبيون خبر ترشحه ؟
لا يزال ملف ترشح القذافي موضع خلاف بين الفرقاء الليبيين والفاعلين الدوليين.
رحبت بعض التيارات السياسية بترشحه باعتباره مؤشرا على استقرار البلاد بينما رفض القضاء العسكري الليبي تلك الخطوة وطالبت هيئة الجنائية الدولية بتسليمه للمحاكمة.
في حين اكتنف الغموض موقف المفوضية العليا للانتخابات الليبية بعد أن سحبت خبر رفض ترشحه. وكانت المفوضية قد نشرت في وقت سابق على صفحاتها الرسمية خبر وصور ترشح سيف القذافي
“ظهور غامض”
بطريقة وصفها البعض بالدرامية، ظهر سيف الإسلام القذافي ، الأحد 14 نوفمبر/تشرين الثاني محاطا ببعض مسؤولي مفوضية الانتخابات و محاميه خالد الزايدي، الذي لطالما مهَّدَ لعودته للحياة السياسية.
وخلافا للمتوقع، لم يخاطب سيف الإسلام أنصاره، واكتفى برسم ابتسامة عريضة وبترديد آيات قرآنية: “ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين… والله غالب على أمره”.
اختلف رواد مواقع التواصل في تفسير تفاصيل المشهد وتقييم تصرفات نجل القذافي البالغ من العمر 49 عاما.
فمنهم من اعتبر أن ابتسامته توحي بثقة عالية في نفسه بينما وصف آخرون ابتسامته بالغامضة قائلين إن حركاته تؤكد أنه لم ينضج سياسيا بعد.
رمزية المكان
وقد تناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا لسيف الإسلام داخل فرع مفوضية الانتخابات في سبها التي تعتبر مفتاحا لأي تحالف قبلي في الجنوب الليبي الغني بالنفط والغاز.
كذلك تعد سبها مركز نفوذ تقليدي لقبيلة القذاذفة التي ينحدر منها معمر القذافي.
والمفارقة، أن سبها تٌعتبر أيضا معقلا لبعض القبائل المتحالفة مع قوات شرق ليبيا التابعة لخليفة حفتر الذي يراه مراقبون منافسا قويا محتملا في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
إضافة لسيف الإسلام، من المحتمل أن تشهد الانتخابات الرئاسية مشاركة عدد من الأسماء البارزة مثل اللواء خليفة حفتر ورئيس الوزراء الحالي عبد الحميد الدبيبة.
لكن مع تخلف الشخصيات السياسية الهامة عن تقديم أوراق ترشحها حتى الآن، يرى أنصار سيف القذافي أن الطريق بات معبدا أمامه للفوز بكرسي الرئاسة.
لماذا يدعم بعض الليبيين نجل القذافي؟
يشوب المشهد الليبي تعقيدات عسكرية وانقسامات سياسية حادة، إذ لاتزال البلاد تتأرجح بين شرق يسيطر عليه حفتر، وغرب تتقاسم السيطرة عليه كتائب مسلحة، أهمها كتائب مصراتة.
أفرز ذلك المشهد صعود أصوات تتحسر على الماضي وتحن إلى عهد القذافي.
ومن هذا المنطلق، يرى معلقون عرب أن حظوظ سيف الإسلام في الوصول إلى السلطة، كبيرة. فالبعض ينظر لنجل القذافي كـ” بديل قادر على توحيد الليبيين وتخليصهم من الإملاءات الخارجية”.
ولكن العديد من الليبيين يرفضون فكرة العودة إلى الماضي مؤكدين أن الحل للأزمة الحالية يكمن في احترام أسس الديمقراطية وتأسيس جيش ليبي قوي.
يصف هؤلاء عودة سيف الإسلام أو رموز النظام القديم بأنها “تهديد لثورة فبراير وخيانة لتضحيات الليبيين الذين حاربوا الدكتاتورية”.
علاوة على ذلك توقع معلقون عرب بأن ترشح القذافي سيدخل ليبيا في موجة جديدة من الفوضى.
إلى ذلك، يستبعد فريق ثالث من المعلقين العرب نجاح سيف الإسلام القذافي في الظفر بمنصب الرئاسة، إلا أن ترشحه سيربك حتما التحالفات القبلية ويخلط الكثير من الأوراق، بحسب آخرين.
شروط وعوائق قانونية
مبدئيا، شروط الترشح للانتخابات متوفرة في سيف الإسلام، فالرجل لا يحمل أي جنسية أخرى غير الليبية. كما أنه قادر على جمع التزكيات اللازمة.
لكن الوضع القانوني لنجل القذافي المحكوم في ليبيا بالإعدام، والمطلوب من القضاء الدولي، يشكل أكبر عائق أمامه.
فما إن قدم نجل القذافي أوراق ترشحه للرئاسة، حتى سارع المتحدث باسم المحكمة الجنائية الدولية إلى التأكيد أن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها في عام 2011 بحق سيف الإسلام لا تزال سارية. وتتهم المحكمة الدولية نجل القذافي بالتورط في جرائم حرب .
وما يعقد حظوظه في الفوز، هو موقف المسؤولين الأمريكيين الذين رفضوا مرارا مشاركته في أي منصب رسمي في الدولة الليبية، خلال المرحلة المقبلة.
وفي ظل تلك المعطيات، يرى محللون أن نجاح سيف الإسلام في كسر حالة الحصار مرتبطٌ بأداء باقي الفاعلين السياسيين وتوجهات القوى الدولية ومصالحها الحيوية.
[ad_2]
Source link