الهجرة غير الشرعية: هل تكشف المغامرة التي قام بها مغاربة وفلسطيني في إسبانيا عن طريق جديد للوصول إلى أوروبا؟
[ad_1]
لقد كان حدثا دراميا بامتياز حين فر أكثر من 20 شخصا من طائرة ركاب أُجبرت على الهبوط اضطراريا في جزر البليار الإسبانية، لكن هذه المغامرة الجريئة لم تكن كذلك فحسب، إذ أثارت تساؤلات ليس فقط حول سلامة المطارات ولكن أيضا حول طرق الهجرة إلى أوروبا.
بدأت القصة بعد ظهر يوم 5 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، إذ أقلعت طائرة تابعة لشركة العربية للطيران المغرب من طراز إيرباص A320 من الدار البيضاء في المغرب متجهة إلى تركيا.
لم يمض وقت طويل على الرحلة التي استغرقت ست ساعات، ليتبين أن رجلا مغربيا كان على متن الطائرة يعاني من حالة طبية طارئة بسبب نوبة سكري. طلبت الطائرة الإذن بالهبوط في مطار سون سانت خوان في بالما، بجزيرة مايوركا الإسبانية، حتى يتسنى له تلقي الرعاية الطبية.
عند الهبوط، نُقل الرجل في سيارة إسعاف إلى مستشفى سون لاتزر، برفقة الحرس المدني، مع رجل آخر كان مسافرا بصحبته.
في هذه الأثناء، حاولت مجموعة من الركاب النزول من على متن الطائرة.
“كانت هناك مشادة كبيرة على متن الطائرة، حيث تم توبيخ الطاقم وترهيبه من قبل العديد من الركاب الذين طلبوا السماح لهم بالخروج للتدخين والصعود إلى مهبط الطائرات”، وفقا لما جاء في التقرير الذي أعدته محكمة محلية تحقق في الأمر.
وفي نهاية المطاف، تمكن أكثر من 20 راكبا، جميعهم مغاربة باستثناء فلسطيني واحد، من تجاوز الطاقم وموظفي المطار الذين كانوا يحاولون إغلاق باب الطائرة.
وفي غمار تلك الفوضى تعرضت مضيفة جوية لإصابة.
وأظهرت لقطات صورها أحد الركاب الذين بقوا على متن الطائرة، العديد من الرجال يحاولون النزول بينما ركض آخرون، خرجوا بالفعل من الطائرة، عبر المدرج.
تسبب وجود المدنيين على مدرج الهبوط في إغلاق المطار لنحو ثلاث ساعات، وتعطيل حوالي ثلاثين رحلة جوية.
ثم تسلق الرجال الذين صعدوا إلى مهبط الطائرات السياج المحيط وهربوا.
في هذه الأثناء، تم تسليم الرجل الذي نُقل سابقا إلى المستشفى واعتقاله، بينما فر رفيقه من المستشفى لكنه ما لبث أن اعتقل هو الآخر. في الساعات التالية احتُجز ما مجموعه 12 مهاجرا، معظمهم بالقرب من المطار.
ولا يزال 12 مهاجرا آخرين طلقاء، وقد سافر اثنان منهم على الأقل بعبّارة إلى برشلونة.
وفي نهاية المطاف، تمكن أكثر من 20 راكبا، جميعهم مغاربة باستثناء فلسطيني واحد، من تجاوز الطاقم وموظفي المطار الذين كانوا يحاولون إغلاق باب الطائرة.
وفي غمار تلك الفوضى تعرضت مضيفة جوية لإصابة.
وأظهرت لقطات صورها أحد الركاب الذين بقوا على متن الطائرة، العديد من الرجال يحاولون النزول بينما ركض آخرون، خرجوا بالفعل من الطائرة، عبر المدرج.
تسبب وجود المدنيين على مدرج الهبوط في إغلاق المطار لنحو ثلاث ساعات، وتعطيل حوالي ثلاثين رحلة جوية.
ثم تسلق الرجال الذين صعدوا إلى مهبط الطائرات السياج المحيط وهربوا.
في هذه الأثناء، تم تسليم الرجل الذي نُقل سابقا إلى المستشفى واعتقاله، بينما فر رفيقه من المستشفى لكنه ما لبث أن اعتقل هو الآخر. في الساعات التالية احتُجز ما مجموعه 12 مهاجرا، معظمهم بالقرب من المطار.
ولا يزال 12 مهاجرا آخرين طلقاء، وسافر اثنان منهم على الأقل بعبّارة إلى برشلونة.
وقد أثار الحادث دعوات لتشديد الإجراءات الأمنية في مطار بالما، وهو أحد أكثر مطارات أوروبا ازدحاما، ووعدت الحكومة الإسبانية بالاستجابة.
وقالت آينا كالفو، ممثلة الحكومة المركزية في جزر البليار، “إن الجهود التي تُبذل تأتي لضمان أن يظل هذا الحادث فرديا واستثنائيا تماما، إذ أن كل المطارات في العالم باتت على دراية بما حصل ومتيقظة في حال حدوث شيء مماثل”.
القنصل المغربي في بالما، عبد الله بيدود، وصف الأمر بأنه “مغامرة غير مدروسة” و “لن تتكرر”.
لكن على الرغم من تصريحات القنصل، هناك تكهنات بأن طريقة الدخول إلى أوروبا، التي تطلق عليها بعض وسائل الإعلام الإسبانية اسم “القارب الجوي”، ربما شكلت سابقة.
في السنوات الأخيرة، حاول عشرات الآلاف من المهاجرين الأفارقة عبور البحر الأبيض المتوسط إلى البر الرئيسي الإسباني وجزر البليار، أو المحيط الأطلسي إلى جزر الكناري.
إنها رحلة معروفة بكونها محفوفة بالمخاطر، فقد أودت بحياة أكثر من 1700 شخص في العام الماضي وحده، إضافة إلى المبالغ الكبيرة التي قد يدفعها المهاجرون للحصول على مساعدة المهربين.
على النقيض من ذلك، يمكن أن تصل تكلفة رحلة الدار البيضاء إلى إسطنبول إلى 200 يورو (170 جنيها إسترلينيا؛ 230 دولارا).
ويشير المعلق كاميلو خوسيه سيلا كوندي، إلى أن “الأمراض الزائفة ونوبات الهياج الجنونية، وطرق إبداعية أخرى للوصول إلى أوروبا” أصبحت الآن خيارا لا مفر منه للمهاجرين.
وعلى الرغم من مخاوفه بشأن أمن المطارات، إلا أنه يرى أن مثل هذه البدائل أفضل من الطرق التقليدية “إذ تُجنب المهاجر الاحتمالات الكبيرة للموت في البحر، كما أنها لا تعود بأية فائدة على المافيا التي تتحكم بأعمال عبور البحار”.
وفي الوقت الذي تبحث فيه المطارات في إسبانيا وأماكن أخرى عن طرق لضمان عدم تكرار هذه الحادثة، ترى صحيفة “أي بي سي” اليمينية أن هذا المثال قد يكون بداية لتوجه جديد.
وتصف الصحيفة ما يسمى بطريقة هجرة القوارب الجوية بأنها: “اقتصادية أكثر بكثير … أقل خطورة بمراحل، وبدون ديون ينبغي سداداها لاحقا، كما أن حظوظها في النجاح أكبر”.
أما حزب “فوكس” اليميني المتطرف، فقد رأى في الحادث إثباتا لموقفه المناهض للمهاجرين، ودليلا على أن الحدود الجوية والبرية والبحرية لإسبانيا بحاجة إلى مزيد من الإجراءات الشرطية.
في غضون ذلك يستمر التحقيق في القضية، ويحرص المحققون على معرفة وتحديد الدرجة التي تم بها التحضير والتخطيط لتنفيذ عملية الهروب.
وفي ضوء أن جميع الرجال الذين فروا من الطائرة تقريبا لم يصطحبوا أية أمتعة، يعتقد البعض أنهم على الأرجح كانوا جميعا متواطئين في العملية منذ البداية.
كما فحص فريق المحققين حسابا على فيسبوك تتبعه الآلاف من الشباب المغربي، ورد أنه نشر في يوليو/ تموز اقتراحا لتنفيذ خطة تشبه إلى حد بعيد خطة 5 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وذكر المنشور أنه إذا قام أحد الركاب بادعاء المرض أثناء تحليقه فوق المجال الجوي الإسباني في طريقه إلى تركيا، فإن “الطائرة ستهبط إجبارياً في إسبانيا لحماية سمعة شركة الطيران، وتحرير نفسها من المسؤولية”. وأضاف: “اشترك إذا كنت مهتما”.
ويُتهم الاثنا عشر رجلا المحتجزون بارتكاب مجموعة من الجرائم، تتراوح بين تسهيل الهجرة غير الشرعية، وإحداث حالة فوضى عامة، والتحريض على الفتنة.
[ad_2]
Source link