بودكاست مراهقتي: “فوبيا المراهقة” – BBC News عربي
[ad_1]
- كريمة كواح
- بي بي سي عربي- لندن
سمعت بمصطلح “المراهقة” لأول مرة، عندما كنت في نفس عمر ابني آدم الذي يحتفل بعيد ميلاده الحادي عشر هذا الأسبوع. آدم اليوم، وبفضل كل من مدرسته و الانترنت، يعرف الكثير عن تفاصيل التغيرات الجسمانية والانفعالية التي بدأت بالفعل تطرأ على جسمه وعلى شخصيته.
أما أنا ،فلم أكن أعرف حتى معنى هذه الكلمة عندما كنت في سنه. أذكر أنني سألت، وقتها ، أستاذ العلوم أن يشرح لي معنى” مراهقة ” فأجابني ساخرا : ” إن المراهقة هي كل التصرفات الغريبة التي بدأت تصدر منك في الصف مؤخرا “.
أدركت سريعا أن طلب المزيد من الاستفسار من ذلك الأستاذ لن يجدي نفعا ولن يكون في مصلحتي، وسط القهقهات المتعالية لزملائي الذين لم يكونوا أكثر وعيا مني بتحديات المرحلة العمرية التي كنا على أبوابها.
من هنا تولدت عندي “فوبيا من المراهقة” وأفكار سلبية عن مرحلة حاولت أن أتجاوزها بسرعة البرق . لم يكن الأمر صعبا بالنسبة لي لأمرين:
أولا: كنت بطبعي أميل أكثر نحو عالم الكبار الناضجين الذين نادرا ما يتحدثون عن المراهقة.
ثانيا: كفتاة كنت أعتقد أن بيئتي، كانت تتوقع مني أن أنمو و أنضج بسرعة وكان لها ذلك.
بساطة الحياة في بلدتي الصغيرة، التي ولدت وكبرت فيها، في الشرق الجزائري، سهلت علي مهمة “حرق مراحل نموي”. و بدا لي جليا سبب عدم استيعابي للمراهقين من أقراني و فهم ما يمرون به من مشاكل كنت أراها “تافهة ووهمية” في ذلك الوقت.
فالتوعية بالمتاعب النفسية و العاطفية التي قد تواجه المراهقين كانت غائبة تماما من حولي. فراغ ملأته الفضائيات الغربية و الفرنسية تحديدا، في التسعينيات بصورها و مفاهيمها عن المراهقة على طريقة ” هيلين والصبيان” وهو مسلسل سيت كوم فرنسي شهير كنت اُتابعه خلال فترة المراهقة.
تعاقبت أجيال المراهقين من بعدي، لأجد نفسي اليوم في مواجهة مراهقي من يُطلق عليهم بعض الخبراء ب “جينرايشين زاد “ “Generation Z” و هو الجيل الذي ينتمي إليه طفلاي. جيل اكتشفت منذ أولى خطواتي على طريق الأمومة أن الآباء و الأمهات يحسبون له ألف حساب.
محاولاتي في الفضفضة عن متاعب تربية الرضع والأطفال الصغار كانت دائما تبوء بالفشل، في حضور أصدقائي و زملائي الذين ولج أبناؤهم مرحلة المراهقة و الذين كانوا ينذرونني بنفس الجملة “راح تترحمي على تلك الأيام لما يصير عندك مراهق في البيت”.
بسبب هؤلاء الآباء، مشكورين عادت فوبيا المراهقة تنتابني من جديد ، فوبيا تجاوزتها في شبابي لكن لا مفر لي من التعامل معها كأم لطفلين مقبلين على سن المراهقة.
بودكاست “مراهقتي” هو فرصة جديدة لأعيد النظر في تلك الأفكار المسبقة المتراكمة في ذهني عن المراهقة وفرصة أيضا لمد جسور التواصل مع جيل من المراهقين، هو يسأل وغوغل يجيب، جيل لا يعاني من قلة المعلومات، بل مصيبته هي كثرة المعلومات من مصادر غير موثوقة، خاصة على منصات التواصل الإجتماعي.
جيل اكتشفت أنه لا يزال في حاجة لكسر الصمت عن تابوهات قديمة وأخرى جديدة، اُعرفكم عليها من خلال بودكاست “مراهقتي”.
مراهقتي بودكاست أتشارك في إعداده مع زميلتي ميس باقي و أقدمه لكم ابتداء من 20 نوفمبر/ تشرين الثاني على بي بي سي نيوز عربي وسبوتيفاي و ساوند كلاود.
[ad_2]
Source link