الأزهر وتحريم الخنزير: أحمد كريمة يحرمه مطلقا وعلماء آخرون يخالفونه الرأي، فما حجة كل منهم؟
[ad_1]
ما زالت التجربة العلمية التي قد تسمح بزراعة كلى الخنازير في أجسام البشر مثار جدل. وفي مصر والمنطقة العربية تصدر أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر، الجدل عبر مواقع التواصل بتمسكه برأي يخالف غيره من علماء الأزهر ودار الإفتاء. فما قصة هذا الخلاف؟
في نهاية الشهر الماضي شهد العالم نجاحا طبيا وعلميا شغل عناوين وسائل الإعلام، إذ تمكن جراحون أمريكيون من زرع كلية خنزير، معدلة جينيا، في جسم مريضة متوفاة دماغيا.
عٌدلت الكلية بإزالة الجين الذي يجعل جسم الإنسان يرفضها مباشرة. ويبدو من التجربة أن جسم المريضة تقبل الكلية، التي ربطت به من الخارج، في إطار تجربة تمنح أملا لكثيرين تتوقف حياتهم على إيجاد كلية يتقبلها جسدهم.
وبالتوازي مع الاحتفاء بهذا الإنجاز العلمي، طرح سؤال ديني، إذ أن الأمر يتعلق بحيوان يحرم أكل لحمه في الديانتين الإسلامية واليهودية. وتواصل الجدل منذ ذلك الحين حول جواز الاستفادة من هذا الكشف الطبي، إذا نجح تماما وبدأ تعميم تطبيقه، من عدمه.
أحمد كريمة يتمسك بالتحريم
وبالأخذ في الاعتبار نواح كثيرة للأمر اختلفت الآراء الدينية حوله.
لكن أكثرها إثارة للجدل كان رأي أستاذ الفقه المقارن في جامعة الأزهر أحمد كريمة، الذي يتمسك بتحريم زرع عضو خنزير في جسم إنسان ولو كان الأمر مسألة حياة أو موت.
وقال كريمة في ضيافة برنامج “حياة اليوم” على قناة الحياة المصرية إن نقل الأعضاء من الخنزير للإنسان “حرام كنص تشريعي لا يقبل الاجتهاد”.
وفي رده على سؤال المذيع إذا كان يستثنى من التحريم الضرورة لحفظ الحياة، قال كريمة إن “الفقهاء متفقون على تحريم التداوي بالمحرم والنجس”.
وأضاف أن “الخنزير نجس بكل أعضائه وما ينفصل عنه من سوائل وأعضاء وشحوم وغيرها”.
تصريح كريمة، الذي هو في الأصل تمسك وإعادة تأكيد على ما قاله منذ بداية الجدل، أثار ردودا منها مرحب بما وصف بـ”ثبات الشيخ على الحق”، ومنها مستغرب لمخالفته ما صدر عن غيره من علماء الأزهر ودار الفتوى المصرية.
وبسبب رأيه في زراعة أعضاء الخنزير للبشر تعرض كريمة لهجوم كبير ممن وصموه بـ”التطرف الفكري”، وقدم محام مصري عريضة تطالب بمنع كريمة من الظهور الإعلامي وسحب ترخيص الخطابة والإفتاء منه.
ونقلت وسائل إعلام مصرية أن المحامي هاني سامح اتهم كريمة بـ”التحريض ضد القانون والدستور المنظم لعمليات نقل الأعضاء”، قائلا في نص عريضة مرفوعة الخميس إن “القوانين المصرية والدستور أكدت على تقرير الحقوق الصحية للمواطنين وحمايتها وإعلاء كلمة العلم وقيمته، وجاءت القوانين بإباحة عمليات زرع ونقل الأعضاء البشرية من الأموات إلى الأحياء والأخذ بالوفاة الدماغية، وأكدت المبادئ الطبية المسلم بها والمستقرة على الاستفادة من الاكتشافات والحداثة الطبية فتم الاستفادة من أعضاء الخنازير في إنتاج الأدوية وصمامات القلب والخيوط الجراحية وإنتاج الأنسولين واستخدامات شتى، آخرها الكشف العظيم بوهب الحياة للإنسان، من أعضاء الخنازير المعدلة جينيا بما يمثله من فتح طبي عظيم لصالح الإنسانية وحياة البشر”.
فتاوى تخالف رأي كريمة
وفي ذات الإطار الفقهي والديني، تحدث العالم الأزهري أحمد تركي عن الأمر في مداخلة هاتفية في برنامج “صالة التحرير” على قناة “صدى البلد” المصرية.
وقال تركي إن القرآن تحدث عن تحريم “لحم الخنزير” وليس الخنزير في المطلق “وكأن الله يعلم أن الانسان سيحتاج هذا الحيوان” وذكر استخدامات طبية عدة لمواد وأنسجة مستخرجة من الخنزير.
وقال تركي إن “لا خصومة بين الإسلام وأي حيوان” وإن النجاسة التي يوصم بها الخنزير “مجازية معنوية، وارتبطت في النص بلحم الخنزير”.
وفي موضوع زرع كلية الخنزير قال تركي إن “الأمر علمي يحال إلى العلماء والمختصين ولجان أخلاقيات البحث العلمي لمقارنة المنافع والمضار لهذا الأمر وغيره”.
وكان خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قد رد على تحريم أحمد كريمة زرع كلية الخنزير في الجسم الإنسان مهاجما إياه، ووصفه بالتحجر الفكري، مستغربا أن يخالف كريمة رأي الأزهر الذي يدرس فيه.
وطالب الجندي الأزهر بإعادة النظر في منظوريه.
وقال الجندي في برنامج يقدمه، إن على المسلمين أن يحمدوا الله على نعمة العلماء الذين يكتشفون ما ينقذ حياة البشر.
وضرب الجندي مثلا “من يغرق تمد له حبلا لتنفذه فيسألك إن كان الحبل طاهرا أم نجسا”.
رأي دار الإفتاء المصرية
وكانت دار الإفتاء المصرية قد علقت في وقت سابق على الجدل المثار حول جواز زرع كلية الخنزير في جسم إنسان، بمنشور عبر صفحاتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي كتبت فيه: “الأصل في التداوي أنه مشروع، ولكن لا يستخدم فيه عضو من الخنزير إلا إذا لم يوجد ما يقوم مقامه وقامت حاجة إلى ذلك؛ فلا حرج في التداوي به في هذه الحالة؛ لأن حفظ النفس مقصد شرعي مطلوب”.
الجدل في مواقع التواصل
الجدل القائم على تفسير ما يقوله الدين بشأن الخنزير وما يأتي منه كان الغالب على هذا الموضوع، والمثار الأساسي لهذا الجدل كان رأي كريمة الذي ما زال يتمسك به رغم مكانة مخالفيه عند المسلمين.
لكن عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تواترت تعليقات تأخذ الأمر بمحمل إنساني بحت بعيدا عن الفتاوى.
إذ تحدث مغردون ومعلقون عن معاناتهم الشخصية ومعاناة أحبائهم مع أمراض الكلى، وبعضهم فقد عزيزا لأنه لم يجد من يتبرع بكلية له.
وهناك من تحدث عن ارتباط حياته بحقن الأنسولين التي يستخرج أحد مكوناتها أيضا من الخنزير.
ومن المعلقين من لم يختبر الأمر بنفسه، لكنه احتفى بالخطوة العلمية الناجحة تمسكا بمبدأ إعلاء قيمة النفس البشرية والحق في الحياة.
[ad_2]
Source link