أول موقع مواعدة ليهود الخليج .. ما القصة؟
[ad_1]
- نسرين حاطوم
- مراسلة بي بي سي نيوز عربي لشؤون الخليج
بين عشية وضحاها، تبدّلت أمور جذرية في حياة اليهود في الشرق الأوسط ولا سيما في حياة الذين يقطنون بلداناً خليجية.
لقد أرسى اتفاق التطبيع، أو ما يعرف باتفاق “أبراهام” الذي وُقّع بين الإمارات والبحرين وإسرائيل في البيت الأبيض في أيلول من العام الماضي برعاية الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، قواعد عيش جديدة للجالية اليهودية في الخليج، وخصوصا في الإمارات والبحرين اللتين تضمان عدداً كبيراً من الديانة اليهودية من جنسيات مختلفة حول العالم.
احتفالات وطقوس دينية علنية وطعام “كوشر” أي “حلال” وفق الشريعة اليهودية وحفلات زفاف على الطريقة اليهودية…كلّ ذلك تبدّل في أقل من عام وأصبحت كل تلك العادات تمارس في العلن.
آخر هذه المظاهر هو إطلاق موقع للعازبين اليهود في دول مجلس التعاون الخليجي في الحادي والثلاثين من تشرين الأول/أكتوبر من العام الجاري.
يتيح هذا الموقع أمام الشباب اليهود الوافدين إلى دول الخليج من جنسيات مختلفة بالتعرّف على بعضهم البعض بهدف الزواج.
ويُعرّف الموقع عن نفسه بأنه نظراً لانتقال مزيد من اليهود إلى دول مجلس التعاون الخليجي تم إنشاء JSG لأولئك الذين يبحثون عن توأم روحهم.
ويمكن للمتقدّم أو المتقدّمة بطلب التعريف عن نفسه/ نفسها وما الذي يبحث/تبحث عنه في الشريك، ومن ثمّ يتدخّل القيّمون على الموقع الذين يسّمون أنفسهم “صانعي التوفيق” ويساعدون المتقدّمين في إيجاد الـ Bashert الخاص بهم أي توأم روحهم باللغة العبرية.
ما الهدف؟
في مقابلة مع موقع بي بي سي نيوز عربي، لفت رئيس رابطة المجتمعات اليهودية في الخليج، إبراهيم نونو، أنه منذ تشكيل رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية في شباط/فبراير عام 2021، تواصل معها مئات اليهود الموجودين في دول مجلس التعاون، وشاركوا في اجتماعات الرابطة ومناسباتها الافتراضية،
وأضاف النونو: “عندما تعرّفنا عليهم بشكل أفضل، تبيّن لنا عدد العزاب الذين يقيمون في المنطقة. كما أن كثيرا من العازبين أبدوا اهتمامهم بتأسيس جذور هنا في منطقة الخليج، ولكن ثمة مشكلة واحدة مشتركة تواجههم وهي كيفية مقابلة أو التعرّف على الشريك المناسب.
من هنا، طورنا فكرة إنشاء موقع مواعدة لليهود في دول مجلس التعاون الخليجي أو للمهتمين بالانتقال والإقامة هنا”. ويرى نونو أنه من خلال مساعدة هؤلاء العازبين في العثور على الشريك المناسب في دول مجلس التعاون، هناك إمكانية في زيادة عدد العائلات اليهودية في هذه البلدان، وهذا بدوره سيؤدي إلى نمو الحياة المجتمعية اليهودية، ما يعني مزيداً من المؤسسات اليهودية كالمدارس، وتوفّر طعام الكوشر، إلخ ..
وعن الفرق بين هذا الموقع ومواقع المواعدة الأخرى المخصّصة لليهود حول العالم، يوضح نونو أن هذا الموقع هو الأول من نوعه في منطقة الخليج، لأن المواقع الأخرى تميل إلى وجود مشاركين من مدن كلندن أو نيويورك وهذا يعني أن العازبين والعازبات سيحتاجون إلى السفر إلى هناك للالتقاء بالشريك، ولكن مع موقع “العازبون اليهود في الخليج” ستتاح الفرصة لليهود في منطقة الخليج لمقابلة أشخاص في المنطقة نفسها، موضحاً أنه صحيح أن الموقع مخصّص فقط لليهود الذين يسكنون دول الخليج، لكنه متاح أيضاً أمام اليهود الذين يبدون رغبتهم بالانتقال إلى هذه البلدان.
كيف تتم عملية المطابقة؟
رابطة المجتمعات اليهودية هي من أنشأت الموقع الالكتروني وبنته وهي من تسهل عملية المطابقة. ويتكوّن الفريق المشرف على الموقع من ثلاثة أشخاص يعاينون الطلبات والمطابقة، ومن المتوقع أن يزيد عدد المشتركين حتى نهاية العام الجاري ما سيعني حكماً زيادة عدد الفريق المسؤول عن الموقع.
على المتقدمين بالطلب ملء استبيان تتطلب مدته 10دقائق يتضمن معلومات شخصية عنهم وعن مكان سكنهم وجنسيتهم ومكان ولادتهم ورقم هاتفهم وبريدهم الإلكتروني ويطلب منهم تحميل صورتهم الشخصية إضافة إلى الإجابة على أسئلة أخرى تتعلّق بمواصفاتهم للشريك المثالي.
ومن خلال أسئلة محدّدة يتأكّد الفريق المسؤول عن الموقع من المعلومات التي يتقدّم بها المشتركون. ويؤكد أحد المسؤولين عن الموقع مفضلاً عدم الكشف عن هويته، أن فريق العمل يقوم بمراجعة كل ملف تعريفي على حدىً وبالتالي يحدّد الشريك المناسب بناءً على المتطلبات والقيم المطلوبة والاهتمامات المشتركة وذلك وفق ما يشاركه الأشخاص المتقدّمون في استبياناتهم، لافتاً إلى أنه بعد تحديد الشريك المناسب، تتم عملية المطابقة.
الاشتراك مجاني … ولكن …
الموقع متاح ليس فقط أمام العازبين فحسب، بل أمام الأرامل والمطلقين اليهود الراغبين في تأسيس عائلة جديدة في بلدان مجلس التعاون. ويقول أحد المسؤولين عن الموقع إن التقدّم بطلب مواعدة مجّاني ولا يخضع إلى أي رسوم، لكن إذا تزوّج المشتركون من خلال الموقع، فإنهم يطلبون منهم التبرع إلى رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية بمبلغ مالي حتى تتمكّن الرابطة من الاستمرار في تقديم هذه الخدمة إلى الجالية اليهودية المقيمة في الخليج والراغبة في تأسيس عائلات والاستقرار هناك.
وبحسب أحد المسؤولين عن الموقع فإنهم يتلقون من ثلاثين إلى أربعين طلب مواعدة يومياً. غالبية المتقدّمين ينتمون إلى جنسيات مختلفة ويقيمون في الإمارات العربية المتحدة التي تضم العدد الأكبر من الجالية اليهودية في بلدان الخليج، كما أن عدد المتقدمين الذكور يوازي تقريباً عدد المتقدّمات من الإناث، بحسب إحصاءات القيّمين على الموقع.
سارة تبحث عن شخص مرح يشاطرها القيّم والمصالح نفسها
بي بي سي نيوز عربي التقت بسارة (اسم مستعار) وهي فتاة أميركية عازبة في أواخر العشرينيات تقيم في الإمارات العربية المتحدة منذ أربع سنوات حيث تعمل في مجال الاستشارات في إحدى المؤسسات.
تقول سارة: ” لقد نمت الحياة اليهودية بشكل كبير في المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية وهناك المزيد والمزيد من الأشخاص الذين ينتقلون إلى هنا. ومع ذلك، كانت المواعدة تحدياً إذ لم يكن هناك مكان معيّن لمقابلة يهود عازبين آخرين في المنطقة”.
وأشارت سارة إلى أنه حين ذكر أحد الأصدقاء أمامها موضوع إطلاق موقع مواعدة يهودي بعنوان”عازبون يهود في الخليج”، قامت ببعض الأبحاث لمعرفة المزيد حول هذا الموضوع وقالت في هذا الشأن: “أعتقد أنها فكرة رائعة. فما يجعل هذا الموقع مختلفاً عن مواقع المواعدة الأخرى هو أنه لا يتم إعدادنا بناءً على نظام الخوارزميات الآلي (Algorithms)، بل هناك أشخاص حقيقيون يعملون على المطابقة بين الشريكين بناءً على القيّم والاهتمامات المشتركة”.
وتشير سارة التي تبحث عن شخص طيب القلب، مرح ويشاطرها القيّم والمصالح نفسها، إلى أنها المرة الأولى التي تتقدّم فيها إلى طلب مواعدة عبر النت ذلك أنها وقبل انتقالها إلى الإمارات، كانت تعيش في مكان يعجّ باليهود، لذا لم تكن تواجه أي مشكلة في المواعدة، بل كانت تقابل عازبين يهوداً في التجمّعات والمناسبات اليهودية، إنما “الأمر أصبح أكثر تحدياً هنا في الإمارات” بحسب رأيها.
وتلفت سارة إلى أنها تؤيّد رؤية رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية فيما يخص هذا الموقع، وتقول: “من خلال التعرّف على الشريك المناسب، من المرجح أن نؤسّس جذوراً هنا ومن ثم ستكون هناك حاجة أكبر للمدارس والبرامج اليهودية، وطعام الكوشر، والمزيد من المعابد اليهودية وما إلى ذلك والتي ستلبّي احتياجاتنا بهدف الاستقرار هنا”.
ولم تكتفِ سارة بالتقدّم إلى طلب مواعدة في هذا الموقع، بل شجعت أصدقائها للانضمام إليه ذلك أنها تفضّل طريقة متابعة الفريق التقني للأشخاص الراغبين بالزواج طيلة خلال فترة مواعدتهم، على الطريقة الخوارزمية المتبّعة في مواقع المواعدة اليهودية الأخرى.
وتأمل رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية أن يسهم هذا الموقع في زيادة عدد العائلات اليهودية المستقرة في دول مجلس التعاون الخليجي وأن تقام الأعراس والمناسبات المتعلقة بذلك. فقد شهدت البحرين في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي أول زفاف يهودي منذ اثنين وخمسين عاماً. وحفل الزفاف كان لنجل هدى نونو، سفيرة البحرين السابقة لدى الولايات المتحدة الأميركية، وهي عضو في الجالية اليهودية في البحرين. ولقد نشرت نونو حينها على حسابها في تويتر صورة للعروسين قائلة إنه أول زفاف يهودي يقام في البحرين منذ اثنين وخمسين عاماً.
ويوضح رئيس رابطة المجتمعات اليهودية الخليجية، إبراهيم نونو، أن الأعراس كانت تقام سابقاً في المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة الأميركية، أي بحسب مكان إقامات الشباب اليهود أو مكان تعارفهم، موضحاً أنه قبل اتفاق أبراهام، لم تكن تواجه الجالية اليهودية في البحرين أي مشاكل في إقامة حفلات الزفاف وقال: ” كل ما في الأمر هو أن العديد من شبابنا انتقلوا إلى الخارج للالتحاق بالجامعة أو العمل وانتهى بهم الأمر بالزواج هناك”.
[ad_2]
Source link