الأطفال السعداء الذين أصبحوا إرهابيين في مرحلة الشباب
[ad_1]
- هيو سكوفيلد
- بي بي سي نيوز – باريس
لقد عاشوا طفولة سعيدة في بلجيكا أو السويد أو تونس، مع الكثير من الإخوة والأخوات والآباء الذين عملوا بجد لمنحهم أسباب الراحة في الحياة.
استمعت المحكمة التي تنظر في دعوى هجمات باريس هذا الأسبوع إلى 14 رجلاً وهم في قفص الاتهام كيف تحولت حياتهم العادية إلى مزيج من الأعمال الهامشية والجرائم الصغيرة.
سافر بعضهم للانضمام إلى الحرب في سوريا، ثم باتوا أطرافاً في خطة جهنمية لتنظيم الدولة الإسلامية لارتكاب أعمال إرهابية في أوروبا الغربية.
وبلغت الجريمة ذروتها في ليلة 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، عندما سقط 130 قتيلاً في باريس.
ينظر المدعون العامون والمحامون الآن خلال جلسات المحكمة الحاسمة في حياة المتهمين الخاصة والعملية والإجرامية.
تم تأجيل الأسئلة المتعلقة بالتهم الفعلية أو الأفكار الدينية للمتهمين من قبل رئيس المحكمة حتى يناير/كانون الثاني.
وبعد أسابيع من الروايات المؤثرة لشهود عيان، هذه هي المرة الأولى منذ بدء المحاكمة في سبتمبر/ أيلول، التي يتم تسليط الضوء فيها على المتهمين، وتساعد رواياتهم في تكوين صورة عن البيئة التي خرجوا منها.
كان حي مولينيبيك في بروكسل ولا سيما مقهى بيغوينس هناك، الذي كان يديره إبراهيم عبد السلام المكان الذي بدأت فيها قصتهم.
كان إبراهيم عبد السلام أحد مهاجمي المقاهي في نوفمبر/تشرين الثاني 2015.
فجر نفسه بعبوة ناسفة في شارع فولتير، وكان أيضا شقيق صلاح عبد السلام، الرجل العاشر في هجمات باريس وأشهر المتهمين في قفص الاتهام.
في حديثه عن طفولته في جلسة الاستماع يوم الثلاثاء، أفصح الشاب البالغ من العمر 32 عاماً، عن شخصية مختلفة تماماً عن تلك التي كان عليها في جلسات المحكمة حتى الآن، حتى أنه يروي بعد النكات المضحكة في قاعة المحكمة.
ولد عبد السلام في بروكسل لأبوين مغربيين ويحمل الجنسية الفرنسية ووصف نفسه بأنه “رجل هادئ ولطيف”.
وقال: “كنت معروفاً لدى المعلمين ومجتهداً في بعض المواد، درست بجد وبذلت كل ما بوسعي، لقد كنت شاباً طموحاً”.
حصل على دبلوم في ميكانيك الكهرباء وبدأ العمل مثل والده في شركة ترام بروكسل، لكن بعد عام ونصف تم طرده.
سأله رئيس المحكمة ما سبب طردك؟ فأجاب “لأنني دخلت السجن”.
في نهاية عام 2010 شارك صلاح عبد السلام في عملية سطو فاشلة مع صديقه عبد الحميد أبا عود – وهو نفس أبا عود الذي قاد هجمات باريس.
وقال للمحكمة “ولدت وترعرعت في بلجيكا ودرست في مدرسة حكومية، تعلمت أسلوب الحياة الغربية، ومثل أي شخص، أردت الزواج وإنجاب الأطفال”.
يتابع: “لكنني وضعت كل ذلك جانباً في اللحظة التي قررت فيها أن أكرس نفسي لمشروع آخر”.
ما المشروع الآخر؟ سأله القاضي. أجاب: “الأشياء التي أتهم بها الآن”.
كان محمد عبريني (36 عاماً) شخصاً آخر يتردد على مقهى بيغوينس في مولينبيك ومن “أصحاب القبعة”.
اتهم عبريني بنقل جهاديي باريس من بروكسل عشية الهجمات. ويُعتقد أيضاً أنه “الرجل صاحب القبعة” الذي فشل في تفجير نفسه في الهجوم الدامي على مطار بروكسل في مارس/آذار 2016.
كان محمد واحداً من بين سبعة أطفال لعامل بناء من مواليد المغرب الذي كان يحصل على دخل جيد “فلم نكن من الفقراء ولا الأغنياء”.
وكانت أول جريمة أدين بها من بين ستة جرائم وهو في عمر الـ 17 عاماً سرقة سيارة.
ثم عمل في سلسلة من الوظائف غير العادية، كما كان مدمناً على القمار أيضاً.
خطط للزواج ، لكن عندما قُتل شقيقه الأصغر الذي قاتل إلى جانب تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا، تعهد بالسير على خطاه والذهاب إلى هناك أيضاً.
“ألم ترغب في رد الجميل لوالديك على حبهم وتشجيعهم؟” سأله القاضي.
“من الطبيعي أنهم أصيبوا بخيبة أمل، كنت أريد أن أجعل والدي فخوراً، فقد بذل آباؤنا قصارى جهدهم لضمان نجاحنا في الحياة، لكن الحي الذي عشت فيه جرني إلى الهاوية”.
القاضي: “ولكن، شقيقك الأكبر الذي نشأ هناك نجح في حياته”.
عبريني: “إذا أحصيت عدد الذين فشلوا وعدد الذين نجحوا، فستكون النسبة حوالي 80 و20، وأنا واحد من أولئك الذين لم ينجحوا”.
حمزة عطو (27 عاماً)، كان أيضاً واحداً من المترددين على مقهى بيغونيس.
وهو الأصغر من بين ستة أطفال ولدوا لأبوين بلجيكيين من أصول مغربية، وعاش طفولة سعيدة، لكن بعد ترك المدرسة، بدأ يتعاطى الحشيش، ولكي يستطيع دفع ثمنها، تاجر بها وأصبح بائعاً لها.
“هكذا عشت، قمت ببيع الحشيش، كنت أعلم أنها جريمة، ولست فخوراً بما قمت، لكنني لم أستطع أن أرى نفسي أسرق من الناس واسطو على جيوبهم”.
واتهم عطو بنقل صلاح عبد السلام بسيارته من بروكسل في وقت متأخر من ليلة الهجمات.
وهو واحد من المتهمين الثلاث الذين ليسوا رهن الاحتجاز للمحاكمة، ولكنه انتهك شروط الإفراج المشروط عنه في بعض الأحيان، ولا سيما من خلال بقائه طويلاً في الخارج حتى وقت متأخر من الليل.
“ألا ترى أنك قد تعود إلى السجن بسبب ذلك؟” سأل القاضي.
عطو: “في حياتي، غالباً ما أتصرف وبعدها أفكر، ولهذا انتهى بي المطاف حيث أنا الآن”.
البلجيكي الآخر المغربي الأصل، هو محمد البقالي، 34 عاماً، نشأ “في منزل جميل فيه حديقة” ضمن أسرة مكونة من ستة أشقاء.
“لقد كانت أسرة متماسكة، لعبت كرة القدم في نادٍ محلي وكنت أذهب إلى مكتبة البلدة المحلية وأقرأ كثيراً”.
بعد ترك المدرسة عمل مع والده في مرآب لتصليح السيارات.
“هناك بدأت تعلم اللغة العربية والتحدث إلى العملاء”، وفي المنزل يتحدثون اللغة الأمازيغية.
لكنه بدأ بعد ذلك بتجارة السلع المقلدة مثل “الملابس والأحذية والساعات والعطور، قمت ببيع كل هذه الأشياء”.
والبقالي متهم بتوفير المساعدة للمهاجمين، وهو يقضي عقوبة بالسجن لدور مماثل في ما يسمى بهجوم “ثايلس” في أغسطس/آب 2015.
في سجنه الانفرادي، درس البقالي علم الاجتماع وقال: “كنت أرغب في الأصل بدراسة الأعراق لاكتشاف جذوري ومعرفة المزيد عن البربر”.
“ولكن بعد ذلك اكتشفت علم الاجتماع، لقد ساعدني ذلك في فهم الأشياء المعقدة، فأنا حالياً أدرس أشياء لم أعد أمتلكها، وهي العلاقات الاجتماعية”.
وبينما يحمل معظم المتهمين الجنسية البلجيكية أو الفرنسية، نشأ أربعة منهم في السويد وتونس والجزائر وباكستان.
انضموا إلى تنظيم “الدولة الإسلامية” في سوريا ثم شقوا طريقهم إلى أوروبا عام 2015.
ولد أسامة كريم (29 عاما) في مالمو بالسويد، لأب سوري وأم فلسطينية.
في سن الـ 12 من عمره، ظهر وهو يلعب كرة القدم في فيلم وثائقي تلفزيوني سويدي يحكي عن نجاحات تجربة المهاجرين.
“إذاً كنت مثالاً عن الاندماج؟” سأله القاضي. أجاب: “ربما”.
“هل شعرت أنك مندمج جيداً في تلك المرحلة؟”. “لا، عشت في حي لم يكن يعيش فيه سويدي واحد”.
أما الباكستاني محمد عثمان، فقد والده المزارع عندما كان طفلاً صغيراً.
ويتذكر كيف كان يستمتع بلعبة الكريكيت عندما كان صبياً، لكنه لم يستطع تحديد عدد السنوات التي قضاها في العمل في الحقول وعدد سنوات الدراسة في المدرسة. “لا أعرف في أي سن توقفت عن الدراسة، فمجتمعاتنا لا تحتفل بأعياد رأس السنة”.
لا أحد يستطيع تحديد عمره اليوم. تقول الوثائق المزيفة التي كان يحملها عندما ألقي القبض عليه في اليونان، أنه ولد في عام 1981لكن بطاقة الهوية التي أرسلتها الشرطة الباكستانية تشير إلى أن تاريخ ميلاده هو عام 1993.
وقال القاضي إنه يبدو أكبر من أن يكون في عمر الـ 28 عاما فقط،.
ويقول عثمان: “لا أولي اهتماماً بعدد سنوات عمري بسبب وجودي في عزلة”.
لم يتم طرح الأسئلة عن الدوافع الدينية للمتهمين ولا الخطوات التي اتخذوها التي أوصلتهم إلى حيث هم.
كل ذلك سينتظر فصلًا آخر من فصول المحاكمة القادمة.
[ad_2]
Source link