الصراع في تيغراي: كيف يمكن إنهاء معاناة الناس في إثيوبيا بعد عام من الحرب؟
[ad_1]
- كاثرين بيروهانغا ويماني ناجيش
- بي بي سي نيوز
بعد مرور عام على اندلاع الصراع في شمال إثيوبيا، تبدو قوات جبهة تحرير تيغراي كما لو أنها صاحبة اليد العليا في الحرب المتواصلة في البلاد.
وبينما أعلن رئيس الوزراء أبي أحمد، الذي اختلف مع حزب تيغراي الحاكم بشأن إصلاحاته السياسية، حالة الطوارئ على مستوى البلاد، يسيطر الخوف وعدم اليقين على المشهد.
ومع تقدم المتمردين نحو أديس أبابا، طلبت الحكومة من سكان العاصمة التعبئة وحماية بلداتهم ومدنهم.
وكان المتمردون ، بقيادة جبهة تحرير شعب تيغراي، قد سيطروا خلال عطلة نهاية الأسبوع، على مدينتي ديسي وكومبولتشا في إقليم أمهرة، الذي يبعد حوالي 400 كيلو متر عن العاصمة الإثيوبية.
ويُعتقد أن معركة ديسي كانت الأكثر ضراوة في هذه الحرب، حيث يُنظر إلى المدينة على أنها بوابة لأديس أبابا في الجنوب وتشكل حدود الدولة مع جيبوتي في الشرق.
رجل (طلب عدم الكشف عن اسمه) كان يعمل في المستشفى الرئيسي في ديسي قبل سقوطها، قال إن المدينة تغيرت بشكل كبير خلال الأشهر القليلة الماضية مع احتدام القتال في المنطقة.
وأضاف في حديث لبي بي سي أن ديسي عُرفت باسم “عاصمة الحب” بسبب مزيجها المتعدد الأعراق والثقافي عدا عن كونها مركز اقتصادي مزدهر.
لكن في الأشهر القليلة الماضية، تدفق آلاف الأشخاص إلى هذه المدينة هرباً من تقدم المتمردين.
“أثناء ذهابي وإيابي إلى العمل، أصادف أطفالاً يجرون نحوي ويتمسكون بي بشدة طلباً للمال من أجل شراء بعض الخبز”.
وقد ترك هو وأكثر من 10 من زملائه المستشفى، عندما رأوا جنود الحكومة يغادرون البلدة، وهو الآن في أديس أبابا.
وفي العاصمة، يعمل تيودروز هايلي مريم، العضو البارز في الحركة الوطنية للأمهرة، على تعبئة المجتمع لإرسال مقاتلين لوقف تقدم المتمردين وتوزيع المساعدات على النازحين.
ويقول إن حزبه يعتقد أن الدوافع الحقيقية لجبهة تحرير شعب تيغراي هي استعادة السلطة.
وقادت جبهة تحرير شعب تيغراي، البلاد لمدة 27 عاماً حتى عام 2018 ، لكنها هُمشت من قبل حكومة رئيس الوزراء آبي بعد ذلك.
وقال تيودروز لبي بي سي: “ثمة خياران أمامنا، إما هزيمة جبهة تحرير شعب تيغراي وإنقاذ الحكومة المركزية الإثيوبية، أو أن تصل الجبهة إلى أديس أبابا وتستعيد سيطرتها عليها، وفي هذه الحالة، ستندلع حرب أهلية في البلاد بأكمله، وهذا هو السيناريو الأسوأ”.
بالنسبة للأشخاص المنتمين إلى عرقية التيغراي الذين يعيشون في أديس أبابا، أدى سقوط ديسي إلى تصاعد التوتر العرقي في المدينة.
وقالت محامية تعيش في العاصمة: “إن المدينة التي ولدت وترعرعت فيها لم تعد كالسابق، وأن الشرطة تعتقل المنتمين إلى عرقية التيغراي في مداهمات للمنازل والمقاهي والحانات – وحتى أثناء عمليات التحقق من الهويات في سيارات الأجرة والحافلات”.
في حالات أخرى هذا الأسبوع، تم إخبار بي بي سي عن مجموعة ألقي القبض عليها أثناء تناول العشاء في مطعم.
وقال أحد السكان: “إذا كنت من التيغراي، يتم إلقاء القبض عليك لا بسبب قضية ما بل لعرقك”.
وقال المتحدث باسم شرطة أديس أبابا إن الاعتقالات لم تتم إلا بعد الحصول على أدلة على أنشطة غير مشروعة. وأكد أن معظم المعتقلين هم من التغراي، لكنه قال إن هناك عرقيات أخرى أيضاً من بين المعتقلين.
ويقول المتمردون إن تقدمهم يهدف إلى إجبار الحكومة على إنهاء الحصار المفروض على منطقة تيغراي شمالي البلاد، حيث هناك حاجة للحصول على مساعدات وانقطاع الكهرباء والخدمات المصرفية.
منذ مايو/أيار، حذرت الأمم المتحدة من أن 400 ألف شخص قد يصبحون على حافة المجاعة هناك.
بعد أن طردت جبهة تحرير شعب تيغراي، الجيش من ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي، في يونيو/حزيران، قالت وكالات الإغاثة إنها واجهت حواجز على الطرق المؤدية إلى المنطقة ، في حين جعلت القيود المفروضة على الوقود والمال من تقديم الإغاثة الطارئة لأكثر من خمسة ملايين من المحتاجين أمرا غاية في الصعوبة.
كان قد تم وضع إطار عمل لإجراء مفاوضات مع إدارة آبي أحمد، لكن قوات تيغراي، التي شجعتها مكاسبها العسكرية في منطقتي أمهرة وعفر خلال الأشهر القليلة الماضية، تقول إنها لن تمضي قدماً في إجراء المفاوضات.
وقال تسادكان جبريتنساي، وهو جنرال سابق بالجيش وقائد كبير لقوات التيغراي، إن الحرب أوشكت على الانتهاء وأن الخطوة التالية ستكون إجراء الحوار الوطني بعد رحيل آبي.
وأضاف لتلفزيون تيغراي: “لم نصر أبدا على حل المشاكل السياسية في البلاد بشروطنا الخاصة، بل سننشئ منصة لجمع جميع أصحاب المصلحة معا ومناقشة مستقبل البلاد”.
صدمة الآباء
لا تزال الأزمة الإنسانية في تيغراي خطيرة – كما يتضح من مقاطع الفيديو من مستشفى آيدر في ميكيلي-، حيث كان يتردد صدى صرخات إيدن غيبريتساديك البالغة من العمر عاماً واحداً فقط، والموصولة بأنبوب تغذية، عبر الممرات.
وتقول والدة الطفلة وهي جالسة بالقرب من ابنتها لتهدئتها: “في البداية لم أكن أعلم أن سبب ذلك هو نقص التغذية. لقد أخبروني الآن أنها تعاني من سوء التغذية”.
وتتابع: “كان زوجي يعمل بينما كنت أعتني أنا بالأطفال في المنزل. اعتدنا على تنشئة أطفالنا بشكل جيد، كانوا يتناولون أفضل الطعام ويرتدون أحسن الملابس”.
وفي سرير آخر، استلقت فتاة تدعى ميبرهيت غيداي، بدت أطرافها نحيلة بشكل محزن بينما كان والدها يساعدها على الجلوس لإطعامها موزة.
ويقول إنهم قطعوا أكثر من 100 كيلومتر للوصول إلى المستشفى من بلدتهم الريفية كولا تيمبيان، والتي شهدت بعض أكثر المعارك عنفاً عندما كانت القوات الحكومية في تيغراي.
اضطر العديد من السكان إلى الفرار نحو الجبال. وعندما عادوا بعد طرد الجيش وحلفائه وجدوا منازلهم محترقة، وثيرانهم وحميرهم وقد سرقت.
يقول: “حدث كل ذلك وتقبلناه، إلا أن ابنتي مرضت بشدة، كانت بصحة جيدة من قبل”.
أخبره الأطباء أن ابنته البالغة من العمر 11 عاماً، تعاني من مضاعفات في القلب، ربما بسبب نقص التغذية.
هذه أصوات نادرة من تيغراي، كما قال مسؤولون طبيون لبي بي سي.
وبعد أن تم قطع خدمات الاتصالات والإنترنت، بات من الصعب جداً التحدث إلى الناس هناك. وقد مُنعت بي بي سي، كغيرها من العديد من وسائل الإعلام، من الوصول إلى المنطقة.
تهديدات فاشلة
في زيارة أخيرة إلى إثيوبيا، لم يتمكن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير، من الذهاب إلى مناطق النزاع.
وقال لبي بي سي “في الوقت الحالي لا أمل يلوح في الأفق”.
“كلما أسرعنا في التوصل إلى حل سياسي يخرجنا من الصراع، كلما كان ذلك أفضل، دعونا لا نخدع أنفسنا، فحتى لو توقف الصراع غداً، سيظل هناك مئات الآلاف من النازحين والحاجة الماسة إلى مساعدات هائلة”.
وتحث الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي الأطراف المتصارعة على إجراء محادثات.
لكن التهديد بالعقوبات وحتى إعلان الولايات المتحدة أنها ستخرج إثيوبيا من اتفاقية تجارية رئيسية أخفقت في تغيير مسار الصراع.
ويعتقد ويليام دافيسون، كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية، أنه سيكون من مصلحة الحكومة تقديم تنازلات مثل إنهاء القيود المفروضة على وصول المساعدات واستعادة الخدمات الحيوية إلى تيغراي.
وقال لبي بي سي: “يجب على الجهات الدولية الفاعلة أيضاً، دعوة قيادة تيغراي لإبداء أقصى درجات ضبط النفس، لأنهم لا يحتاجون فقط إلى منح رئيس الوزراء آبي أحمد فرصة أخيرة لتغيير المسار فحسب، بل قد تؤدي محاولة الوصول بسرعة إلى أديس أبابا، إلى تفاقم العنف وزعزعة الاستقرار بالنسبة للجميع”.
ومع ذلك، لا يبدو آبي أحمد الذي فاز بجائزة نوبل للسلام في عام 2019 -بعد توصله إلى تسوية مع إريتريا المجاورة لإنهاء الحرب- عاقداً النية على التسوية والمصالحة.
ومع احتفال إثيوبيا بالذكرى السنوية الأولى للحرب، واصل الزعيم البالغ من العمر 45 عاماً حث مواطنيه على التوجه إلى الخطوط الأمامية أو دعم المجهود الحربي قائلاً: “سندفن هذا العدو بدمائنا وعظامنا ونجعل مجد إثيوبيا عاليا من جديد”.
[ad_2]
Source link