أفغانستان تحت حكم طالبان: المعلمة التي تتحدى الحركة لتعليم الفتيات المحرومات
[ad_1]
- فيروزة أكبريان
- بي بي سي – فارسي
على مدى الأشهر الثلاثة الماضية أمر حكام أفغانستان الجدد جميع الفتيات والشابات بالبقاء في المنزل وعدم الذهاب إلى المدرسة “من أجل سلامتهن”. وظلوا يكررون أن هذا الحظر أمر مؤقت،
لكن مع غياب الأمل في حل يلوح في الأفق، قررت إحدى المعلمات في الشتات الأفغاني التصرف. وفي غضون أسابيع من تأسيسها مدرسة عبر الإنترنت، سجلت في مشروع أنجيلا غيور، ما يقرب من ألف طالبة وأكثر من 400 معلم تطوعوا لمساعدتها.
وقد تم تغيير جميع أسماء الفتيات المشاركات من أفغانستان حفاظا على سلامتهن.
منذ أن أعلنت حركة طالبان إغلاق جميع مدارس الفتيات فوق سن السابعة في أفغانستان، بذلت نسرين وأخواتها الأربع قصارى جهدهن لمواصلة الدراسة في المنزل في كابل.
لكنها تقول إن الأمر كان صعبا بشكل خاص بالنسبة لشقيقتيها الأكبر سنا، اللتين كانتا تدرسان الطب والهندسة في الجامعة.
تقول نسرين البالغة من العمر ثلاثة عشر عاما: “لقد تحطمت كل أحلامنا.. حتى لو أعيد فتح المدارس، فلن تكون كما كانت عليه سابقا”.
“أردت أن أصبح قائدة طيارة. لكن هذا أصبح الآن حلما مستحيلا، لن تسمح طالبان أبدا للفتيات بأن يتعلمن قيادة الطائرات”.
لكن على الرغم من ذلك، ظهر في الأسابيع القليلة الماضية بصيص أمل لنسرين وشقيقاتها في صورة مدرسة عبر الإنترنت.
“مدرسة هيرات عبر الإنترنت” التي أنشأتها مدرّسة أفغانية متمرسة تعيش في الشتات، تساعد ما يقرب من 1000 فتاة وشابة ممنوعات حاليا من الحصول على التعليم.
بينما تمضي نسرين وعائلتها وقتها في بيتها في كابل، تطل أنجيلا غيور باتجاه المحيط من منزلها على شاطئ البحر على الساحل الجنوبي لإنجلترا.
ولدت أنجيلا في مقاطعة هيرات غربي أفغانستان، وكانت تبلغ من العمر ثماني سنوات فقط عندما اندلعت الحرب الأهلية في جميع أنحاء البلاد، واضطرت للهرب رفقة عائلتها إلى إيران.
استمر القتال في أفغانستان لمدة أربع سنوات حتى استولت طالبان في النهاية على السلطة عام 1996.
بصفتها طفلة لاجئة، تدرك أنجيلا معنى الحرمان من التعليم.
تقول أنجيلا: “كانت لدينا تأشيرة مؤقتة فقط، لذا لم أتمكن من الذهاب إلى المدرسة. كان من الشائع في ذلك الوقت أن يحرم الأطفال الأفغان الذين فروا إلى إيران من الذهاب إلى المدرسة، لأنه لم يكن لديهم الوثائق الصحيحة”.
بعد خمس سنوات في إيران، تمكن والد أنجيلا أخيرا من تأمين الأوراق المناسبة لها للذهاب إلى المدرسة. وقد عرفت أنجيلا في سن 13 عاما، أن رسالتها كانت التدريس.
في كل يوم بعد المدرسة، كانت أنجيلا تعود إلى المنزل وتكرر كل ما تعلمته لـ 14 طفلا أفغانيا آخر، جميعهم غير قادرين على الحصول على التعليم.
بعد سنوات وعند عودتها إلى أفغانستان، تأهلت أنجيلا مدرسة للمرحلة الثانوية قبل الانتقال إلى هولندا ثم استقرت أخيرا في المملكة المتحدة.
في الأشهر القليلة الماضية، حالها حال العديد من المغتربين الأفغان، تشرح أنجيلا أنها شعرت في كثير من الأحيان بالعجز التام أثناء متابعتها لمجريات الأحداث في بلادها.
وتقول إن أكثر ما يؤلمها هو القيود التي فرضتها طالبان على تعليم الفتيات.
بصفتها معلمة ومدافعة مدى الحياة عن حقوق الفتيات والنساء، أدركت أنه ينبغي عليها فعل شيء ما.
أسست أنجيلا “مدرسة هيرات عبر الإنترنت”، وهي منبر تعليمي لجميع النساء والفتيات الأفغانيات المحرومات حاليا من التعليم.
تقول عنها: “أشعر أن هذه المدرسة هي خلاصة كل آلامي وعذاباتي وخبراتي”، شعارنا هو القلم بدلا من البندقية.
منذ أن شاركت مشروعها عبر موقع إنستغرام، طالبة المساعدة من أي معلم متمرس، تقدم ما يقرب من 400 متطوع لمساعدتها.
والآن يقدم هؤلاء المدرسون باستخدام خدمتي تيلغرام وسكايب، أكثر من 170 درسا مختلفا عبر الإنترنت، تغطي مجالات متعددة من الرياضيات إلى الفنون.
“معظم المدرسين من إيران، يعملون ما بين ساعتين إلى ثماني ساعات في اليوم، ويقدمون مجموعة متنوعة من المواد ومن ضمنها الطبخ والرسم”، يساعدون ما يقرب من ألف طالبة، إحداهن نسرين.
بالنسبة لنسرين، تقول إن انضمامها إلى “مدرسة هيرات على الإنترنت” لم يمنحها الأمل فحسب، بل سمح لها بأن تحلم مرة أخرى.
تدرس نسرين اللغة التركية حاليا مع أحد المعلمين المتطوعين، وتقول إنها تأمل في العيش في مدينة اسطنبول التركية يوما ما.
في الأسابيع الأخيرة كانت هناك بعض الأخبار الإيجابية للطالبات في شمال البلاد، مع عودة الفتيات إلى المدارس الثانوية في خمس من أصل 34 مقاطعة في أفغانستان.
كما سُمح للشابات في الجامعات الخاصة، ولكن ليس في المنشآت التي تديرها الدولة، بالعودة أيضا.
وعلى الرغم من ذلك، بالنسبة لنسرين وأخواتها اللاتي يعشن في كابل، إلى جانب الغالبية العظمى من الطالبات في جميع أنحاء البلاد، لا يزال هناك حظر شامل على عودتهن إلى التعليم.
بالنسبة للمعلمات أيضا، مثل والدة نسرين، اللواتي طُلب منهن البقاء في المنزل، لم تقدم طالبان أي خطة بشأن موعد السماح لهن بالعودة إلى العمل.
في كابل وحدها، تقدر الأمم المتحدة أن 70 في المئة من جميع المعلمين المؤهلين هم من النساء، مما يعني أنه حتى بالنسبة لهؤلاء الأولاد والشبان الذين عادوا لمقاعد الدراسة بالفعل، لا يزال هناك نقص كبير في أعضاء هيئة التدريس لمساعدتهم.
قبل فترة طويلة من صعود طالبان، كانت أفغانستان تكافح أصلا نقصا حادا في إمكانية التعليم، ووفقا لوزارة التربية والتعليم في عام 2019، كان أكثر من ثلث الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاما أميين.
ولكن ونظرا لكون الغالبية العظمى من الفتيات اللاتي يشكلن نصف الطلاب في البلاد، عالقات في بيوتهن ومحرومات من التعليم، فإنه من المتوقع أن تزداد نسبة الأمية بين الأطفال.
الصور ملتقطة بعدسة ديريك إيفانز
[ad_2]
Source link