أفغانستان تحت حكم طالبان: كيف قلبت سيطرة الحركة على بلادي حياتي رأسا على عقب
[ad_1]
- صوفي وليامز
- بي بي سي نيوز
أدى اكتساح طالبان المفاجئ وسيطرتها على السلطة في أفغانستان إلى قلب الحياة رأسا على عقب في جميع أنحاء البلاد.
عندما طلب أحد المراسلين الصحفيين من بعض الأفغان مؤخرا وصف عملهم قبل سيطرة طالبان وبعدها، أظهرت الردود المريرة مدى تأثير ما حصل على حياة الكثيرين، وكيف جعلهم يضطرون لمواجهة تغييرات جذرية في كافة مناحي حياتهم.
تحدثت بي بي سي مع بعض أولئك، من موظفين في مكاتب ونشطاء حقوقيين، ممن أرادوا مشاركة قصصهم وتجاربهم.
أحمد: الحياة باتت أكثر صعوبة بالنسبة لي
كان أحمد يعمل مدير مكتب في شركة أفغانية خاصة منذ سبتمبر/ أيلول 2019، قبل استيلاء طالبان على السلطة.
وقال لبي بي سي: “لقد كانت مرحلة جيدة بالنسبة لي لأنني كنت أعمل وأعيل أخواتي اللواتي كن في الجامعة والمدرسة”.
“كنت أتقاضى راتبا جيدا في ذلك الوقت وكان ذلك كافيا تقريبا لإعالة أسرتي أيضا، لأنني كنت أدخر المال وأزود المنزل بالطعام”.
وأضاف “كان لدي العديد من الأصدقاء في العمل وفقدوا جميعهم وظائفهم وأصبحوا عاطلين عن العمل”.
“لكن الحياة الآن أكثر صعوبة بالنسبة لي، وعلى وجه التحديد بالنسبة لعائلتي، لأنه لا توجد وظائف هنا وبالتالي لا يوجد أي مصدر دخل للعائلات”.
أحمد هو الابن الوحيد والأكبر في عائلته، والده البالغ من العمر 60 عاما لا يستطيع العمل بسبب عمره ومشكلة يعاني منها في ركبته.
يقول أحمد: “هذا يجعلني أشعر بمزيد من المسؤولية”، مضيفا أن أسعار المواد الغذائية تزداد يوميا.
“إنه أمر مرهق لنا ويزداد سوءا يوما بعد يوم”.
زهرة: الحياة أصبحت وكأنك لست تحيا
كانت زهرة تدرس في الجامعة قبل استيلاء طالبان على السلطة ولم تتمكن من استئناف دراستها.
قالت “كانت الفترة المثالية في حياتي عندما كنت طالبة أدرس الطب”.
“حاولت لمدة عامين أن أدرس بجد كبير لأتمكن من الحصول على درجة في امتحان الالتحاق بالجامعة، لأحقق حلمي في دراسة الطب، وكان الأمر يستحق العناء. إن ذلك مؤلم للغاية لأنني حاولت جاهدة، وعدت الآن خاوية الوفاض”.
“الحياة الآن لا تطاق، فأنت في الواقع لست حيا، تعيش وتتنفس بدون أي هدف أو تطلعات، هذه ليست الحياة التي كنت أحلم بها عندما كنت طالبة في المدرسة وأستعد لامتحان الالتحاق بالجامعة”.
“كنت أحب الدراسة مع أصدقائي وأفتقد حقا أن أكون طالبة”.
تقول زهرة إنها تقضي الآن معظم وقتها في المنزل وهي تفتقد القدرة على الخروج “دون أي تردد”.
“أنا أعمل على تحسين لغتي الإنجليزية وتعلم أشياء جديدة من الكتب، ولكن للأسف الوضع محبط للغاية”.
وتضيف: “ربما سنعود إلى دراستنا ذات يوم”.
سناء: أتمنى أن يكون هذا مجرد حلم مزعج
شاركت سناء في الدفاع عن حقوق المرأة في أفغانستان، إذ كانت ناشطة في هذا المجال.
تقول: “قبل مجيء طالبان، حُرمنا من الكثير من حقوقنا، لكننا كنا سعيدات لأننا نمتلك بعض الحرية، فقد كان بإمكاننا أن ندرس، ونعمل، ونخرج مع أصدقائنا، ونجلس معا، ونتجادل ونتحاور ونضحك”.
“كنا سعداء للنضال من أجل حقوقنا معا … حاولنا تغيير القوانين ولكن فجأة تغير كل شيء وابتعدنا عن وطننا”.
تعيش سناء حاليا في إيران ولديها تأشيرة دخول إلى ألمانيا لكنها لم تغادر بعد.
وقالت “آمل أن يكون هذا مجرد حلم مزعج وأن أصحو منه وأعود إلى المنزل قريبا. من الصعب علي أن أبتعد عن وطني الأم”.
وتمضي للقول: “من الصعب بالنسبة لي أن أفقد كل ما حققناه وأنجزناه، أنا على قيد الحياة جسديا لكنني أفتقد عائلتي وبيتي، أفتقد شعبي ولغتي والجهود التي بذلناها في سبيل نيل حقوقنا”.
“لقد هاجرت ولكن روحي بقيت في أفغانستان وهي روح جريحة مكلومة”.
سيّد: كل شيء انهار بسرعة
كان سيد يعمل صحفيا ومذيعا في واحدة من أكبر وسائل الإعلام في أفغانستان.
وقال: “أفتقد حياتي المهنية كصحفي، وكل الأحلام التي كان عليّ أن أحققها في مسيرتي المهنية في الوطن. أشعر بالإحباط عندما أتذكر كل تلك الأشياء”.
كان سيد يعمل في اليوم الذي سيطرت فيه طالبان على كابل، وبحلول ظهر ذلك اليوم، كانت الأمور قد تغيرت بشكل جذري.
“كان مكتبنا فارغا تقريبا، وقد غادرت جميع الموظفات المكتب وقام فريقنا الفني بتغيير ملابسهم وارتدوا ملابس تشبه ملابس عامة الناس كي لا يُعرف أنهم يعملون في هذا المجال”.
سيد موجود في الولايات المتحدة وتقدم بطلب للجوء، لكن عائلته لا تزال في أفغانستان.
يقول: “20 عاما من التقدُم والتضحيات انهارت وتلاشت، وكل شيء دُمر وتحطم في غضون ساعات قليلة، بما في ذلك آمالي وأحلامي…كل شيء تدهور بسرعة كبيرة، ما زلت لا أصدق ما حصل حتى الآن”.
“الحياة باتت صعبة الآن، ممزوجة بألم الابتعاد عن أحبائك والعيش في بيئة مختلفة تماما، ورغم أن هذه البيئة المختلفة من المفترض أن تمنحك القدرة على استيعاب الصدمة، لكن الحديث عن استيعاب الصدمة قد يبدو سهلا، أما تجاوزها واستيعابها في واقع الأمر، هو شيء بالغ الصعوبة”.
تم تغيير جميع الأسماء لحماية هوية المشاركين.
[ad_2]
Source link