السعودية ولبنان: إلى أين تصل الأزمة الدبلوماسية التي أثارها حديث جورج قرداحي؟
[ad_1]
أثارت تصريحات سابقة لوزير الإعلام اللبناني، جورج قرداحي، حول حرب اليمن غضبا سعوديا كبيرا واستدعاء سفراء لبنان في عدة دول خليجية للتعبير عن الاحتجاج.
ويعود حديث قرداحي إلى ما قبل تعيينه في المنصب الوزاري، وفي لقاء له مع برنامج “برلمان شعب” الذي يبث على إحدى منصات قناة الجزيرة الرقمية.
وسُجلت الحلقة مع قرداحي بصفته إعلامي لبناني، في 5 أغسطس/آب 2021، أي قبل توليه منصب الوزارة بنحو شهر. إلا أن الحلقة بثت في تاريخ 25 من أكتوبر/تشرين الأول، أي بعد تولي قرداحي منصبه الوزاري.
وتقوم فكرة برنامج “برلمان شعب” على محاكاة البرلمانات الشعبية واستضافة أحد الشخصيات البارزة ومساءلته في عدة قضايا من قبل مجموعة شباب ينحدرون من دول عربية مختلفة للتعبير عن قضايا وهموم المنطقة العربية.
وفي رده على سؤال حول الحوثيين، رأى قرداحي أن “الحوثي يدافع عن نفسه في وجه اعتداء خارجي”. وأضاف أن “الحرب اليمنية عبثية يجب أن تتوقف”.
ورفض قرداحي المساواة بين الأضرار التي تنال السعودية من المسيرات التي يرسلها الحوثيون والأضرار التي تلحق باليمنيين الذين “يُقصفون في منازلهم وفي بيوتهم وفي قراهم وفي ساحاتهم وفي جنازاتهم وفي أفراحهم”.
وتناول النقاش مواقف قرداحي في موضوعات أخرى، مثل مواقفه من حزب الله والنظامين المصري والسوري.
وأعرب قرداحي عن تأييده لفكرة حدوث “انقلاب عسكري مؤقت” في بلده لبنان “يعيد تنظيم الحياة السياسية في البلاد”. ووافق قرداحي على انقلاب مؤقت لمدة خمس سنوات “للدفاع عن حقوق الناس” شريطة أن يعيد الانقلاب السلطة لاحقا للشعب والسياسيين.
وانتهت حلقة برنامج “برلمان شعب” بـ “سحب الثقة من قرداحي وإحالة القضية إلى الاستفتاء الشعبي”.
وجاءت تصريحات قرداحي صادمة للبعض وواقعية للبعض الآخر.
“الحلقة تثير غضبا سعوديا وخليجيا”
وأثارت تصريحات قرداحي حول حرب اليمن غضبا سعوديا كبيرا.
واستدعت وزارة الخارجية السعودية السفير اللبناني وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على تصريحات قرداحي.
وأعربت الخارجية السعودية في بيان عن “أسفها لما تضمنته تلك التصريحات من إساءات تجاه المملكة ودول تحالف دعم الشرعية في اليمن”.
وأكدت الرياض أن التصريحات تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية ولا تنسجم مع العلاقات التاريخية بين الشعبين.
كما استدعت كل من الإمارات والبحرين السفير اللبناني في كل منهما لتسليمه مذكرة احتجاج على التصريحات السابقة لوزير الإعلام اللبناني.
كذلك استدعت الكويت القائم بالأعمال اللبناني وسلمته مذكرة احتجاج رسمية.
ومن جانبه، رفض مجلس التعاون الخليجي تصريحات قرداحي وقال إنها “تعكس فهما قاصرا وقراءة سطحية للأحداث في اليمن”، وطالب المجلس الدولة اللبنانية بتوضيح موقفها.
كذلك قال وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، في تغريدة على تويتر إنه وجه السفير اليمني في بيروت “بتسليم الخارجية اللبنانية رسالة استنكار على التصريحات الصادرة عن وزير الإعلام اللبناني”.
“لبنان وقرداحي يوضحان”
وسعت بيروت الرسمية إلى النأي بنفسها عن تصريحات قرداحي.
وقالت وزارة الخارجية اللبنانية إن ما صدر عن قرداحي كلام شخصي قبل تعيينه وزيرا. كما أكدت الخارجية اللبنانية أن “حديث قرداحي لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية”.
وأشارت الخارجية اللبنانية إلى أنها “أدانت مرارا وتكرارا الهجمات الإرهابية التي استهدفت المملكة العربية السعودية، وهي لازالت عند موقفها في المدافعة عن أمن وسلامة أشقائها الخليجيين التي تكن لهم كل محبة واحترام وتقدير، وتنأى عن التدخل في سياساتهم الداخلية والخارجية”.
ومن جانبه، أوضح رئيس الوزراء، نجيب ميقاتي، أن كلام وزير الإعلام جورج قرداحي السابق “كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا”.
وأكد ميقاتي أنه وحكومته “حريصون على نسج أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ويدينون أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف”.
ومن جانبه وردا على الانتقادات، أشار قرداحي إلى أن هذه المقابلة أجرت معه قبل تعينه الوزاري بنحو شهر.
كما أكد قرداحي أنه لم يقصد بأي شكل من الأشكال الإساءة إلى السعودية أو الإمارات، مضيفا أنه يكن لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء.
وأوضح قرداحي أن ما قاله بأن حرب اليمن اصبحت حربا عبثية يجب أن تتوقف، قاله عن “قناعة ليس دفاعا عن اليمن ولكن أيضا محبة بالسعودية والإمارات وضنا بمصالحهما”.
وأعرب قرداحي عن أمله في أن يكون كلامه والضجة التي أثيرت حوله سببا في إيقاف الحرب “المؤذية لليمن، ولكل من السعودية والإمارات”.
ورفض قرداحي الاستجابة للدعوات التي تطالبه بالاستقالة.
ونشرت صحيفة “عكاظ” السعودية عن مصادر – لم تحددها – توجه مجموعة “إم بي سي – (MBC)” الإعلامية السعودية إلى إغلاق جميع مكاتبها في لبنان بشكل نهائي، وانتقالها بكامل معداتها إلى الرياض، على خلفية التصريحات الأخيرة لقرداحي.
- إلى أين تصل الأزمة الدبلوماسية التي أثارتها تصريحات جورج قرداحي؟
- هل تتجه الأزمة بين السعودية ولبنان إلى التهدئة أم المزيد من التوتر؟
- هل يحاسب قرداحي على آراء شخصية عبر عنها قبل توليه منصبه الوزاري؟
- هل يجب الفصل بين ما قاله قرداحي قبل توليه منصبه الوزاري وتصريحاته بعد توليه المنصب؟
- وهل يستجيب قرداحي لدعوات الاستقالة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 29 أكتوبر/تشرين الأول.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب
[ad_2]
Source link