جورج قرداحي: ما قصة المقطع الذي أشعل مواقع التواصل وأثار أزمة دبلوماسية مع السعودية؟
[ad_1]
وجد الوجه الإعلامي المعروف ووزير الإعلام اللبناني الحالي جورج قرداحي نفسه في قلب أزمة دبلوماسية وسياسية بسبب تصريح سابق له بشأن الحوثيين وحرب اليمن أغضب دول الخليج وتبرأت منه الحكومة اللبنانية. دافع قرداحي نفسه ورفض الاستقالة لكن الجدل مستمر.
اسم جورج قرداحي معروف في كل الدول العربية ووجه مألوف لدى العرب الذين تابعوا على مدار سنوات النسخة العربية من برنامج المسابقات “من سيربح المليون” وبعدها البرنامج الاجتماعي “المسامح كريم”.
لكنه يثير الجدل اليوم ويتصدر اسمه مواقع التواصل الاجتماعي بصفته وزيرا للإعلام في الحكومة اللبنانية.
ماذا قال قرداحي؟
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمشاركة جورج قرداحي، ضيفا، في برنامج “برلمان الشباب” بينما يجيب على أسئلة تطرح عليه.
وقال قرداحي في معرض إجاباته إن “الحوثيين في اليمن يدافعون عن أنفسهم أمام عدوان خارجي”.
وعندما سئل عن ما إذا كان يعتقد أن ما تفعله السعودية والإمارات هو اعتداء على اليمن قال “إن هناك اعتداء بالتأكيد وإن الحرب في اليمن حرب عبثية يجب أن تتوقف”.
التصريح خلق أزمة سياسية ودبلوماسية رغم أن الحلقة التي ورد فيها كانت في شهر أغسطس آب، قبل أن يتولى قرداحي وزارة الإعلام في لبنان.
لكن كثيرين تعاملوا معها باعتبارها في النهاية تعبر عن موقف شخص هو الآن وزير في حكومة لبنان، الذي تربطه علاقة وثيقة ومصالح مشتركة مع السعودية والإمارات، لذلك أثار التصريح لغطا كبيرا ووجد تفاعلا شعبيا واستوجب توضيح مواقف رسميا.
ردود الفعل الرسمية
استدعت وزارة الخارجية السعودية السفير اللبناني في الرياض وسلمته مذكرة احتجاج رسمية على تصريحات قرداحي التي وصفتها بالمسيئة تجاه المملكة ودول “تحالف دعم الشرعية في اليمن”.
وجاء في المذكرة إن تصريحات قرداحي قد تترتب عنها تبعات على العلاقة بين البلدين.
وكان مجلس التعاون الخليجي قد رفض تصريحات قرداحي “جملة وتفصيلا” وقال إنها “تعكس فهماً قاصراً وقراءة سطحية للأحداث”، وطالب المجلس الدولة اللبنانية بتوضيح موقفها.
كذلك قال وزير الخارجية اليمني، أحمد بن مبارك، في تغريدة على تويتر إنه وجه السفير اليمني في بيروت “بتسليم الخارجية اللبنانية رسالة استنكار على التصريحات الصادرة عن وزير الإعلام اللبناني، في إحدى البرامج التلفزيونية، والتي تعد خروجاً عن الموقف اللبناني الواضح تجاه #اليمن وإدانته للانقلاب الحوثي ودعمه لكافة القرارات العربية والأممية ذات الصلة” .
أما على الجانب الرسمي اللبناني، فقد أصدرت وزارة الخارجية اللبنانية بيانا تقول فيه إن الكلام “الشخصي” الذي صدر عن وزير الإعلام جورج قرداحي قبل تعيينه وزيرا “لا يعكس موقف الحكومة اللبنانية الذي عبّر عنه رئيسها في البيان الصادر بالأمس، ولا بيانها الوزاري الذي يتمسك بروابط الأخوة مع الأشقاء العرب”.
وأصدر المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بيانا يقول فيه إن كلام قرداحي، الذي صدر قبل انضمامه للحكومة، “كلام مرفوض ولا يعبر عن موقف الحكومة إطلاقا، خاصة في ما يتعلق بالمسألة اليمنية وعلاقات لبنان مع أشقائه العرب وتحديداً الاشقاء في المملكة العربية السعودية وسائر دول مجلس التعاون الخليجي”.
ويقول البيان، الذي نشر كسلسلة تغريدات عبر الحساب الرسمي لرئاسة الوزراء اللبنانية إن: “رئيس الحكومة والحكومة حريصون على نسج أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية ويدينون أي تدخل في شؤونها الداخلية من أي جهة أو طرف أتى”.
“توضيح” قرداحي
نشر جورج قرداحي عبر حسابه أمس سلسلة تغريدات رد فيها على الجدل الذي أثارته تصريحاته، واصفا إياه بـ”الحملة التي تقف خلفها جهات أصبحت معروفة” كما كتب.
وقال قرداحي “لم أقصد ولا بأي شكلٍ من الأشكال، الإساءة للمملكة العربية السعودية أو الإمارات اللتين أكنّ لقيادتيهما ولشعبيهما كل الحب والوفاء”، مضيفا أن ما قاله صدر “عن قناعة ليس دفاعاً عن اليمن ولكن أيضاً محبةً بالسعودية والإمارات وضناً بمصالحهما” .
وبعد التغريد يوم الثلاثاء، عقد قرداحي مؤتمرا صحفيا الأربعاء أعاد فيه توضيح ما قاله.
وقال إن أي تصريح سابق له بشأن أي قضية أو بلد لا يمثل الحكومة اللبنانية وإنه الآن، وقد أصبح وزيرا، “ملتزم بموقف وبيان المجلس الوزاري”.
وبسؤاله عن ما إذا كان سيستجيب للدعوات له بالاستقالة، قال قرداحي إنه الآن “جزء من حكومة متكاملة متراصة لا يمكن (ه) فيها اتخاذ قرار منفرد”.
وأردف: “لا يجوز أن نكون (في لبنان) عرضة للابتزاز”. ورفض قرداحي الاعتذار مصرا على أنه “لم يخطئ بحق أحد”.
هجوم ومطالب بالاستقالة
بعد التعليقات وتداول المقطع الذي صدر فيه التصريح المثير للأزمة، تركز تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول توضيح قرداحي وموقفه بشأن ما صدر عنه سابقا.
التغريدة التي لقيت تفاعلا كبيرا هي تلك التي نشرها الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز عبر حسابه الموثق على تويتر والتي عبر فيها عن رفضه لتوضيح قرداحي وعدم اقتناعه، بطريقة يحاكي فيها برنامج من سيربح المليون الذي اشتهر قرداحي بتقديمه.
واجه قرداحي أيضا هجوما سعوديا وخليجيا كبيرا عبر تويتر.
وكتبت شخصيات سعودية إعلامية وعامة تلوم السعودية على ما وصفوها “بصناعة شخصيات مثل قرداحي”، في إشارة إلى قنوات “ام بي سي” المملوكة للسعودية، والتي شهد قرداحي سنوات نجاحه على شاشاتها.
كما وصفوه بـ”الناكر للجميل” وأوردوا أيضا أسماء أخرى لإعلاميين لبنانيين ضمن المجموعة الإعلامية السعودية.
الهجوم والانتقاد لقرداحي لم يكن خليجيا فقط، وإنما طالبه لبنانيون أيضا بالاستقالة.
وأعاد مغردون نشر تغريدة قديمة لقرداحي، قبل أن يكون وزيرا، طالب فيها وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حينها، شربل وهبة، بالاستقالة بعد تصريح وصف فيه سعوديا بأنه “من أهل البدو”.
وقال مغردون إن “على قرداحي الاستقالة أيضا انسجاما مع مواقفه السابقة”.
وبعيدا عن المقارنة والمواقف السابقة، طالب لبنانيون قرداحي بالاستقالة تحملا لمسؤولية الأزمة التي وضع لبنان فيها ونأيا بالحكومة اللبنانية عن “شبهة” وجود من يحمل داخلها “موقفا معاديا” للسعودية، التي تربطها بلبنان علاقات ومصالح واسعة.
ولم يخل الهجوم على قرداحي من الاتهام بالولاء لطرف دون آخر والاصطفاف خلف من يتخذ موقفا “مخالفا للموقف الرسمي اللبناني”.
لكن قرداحي لم يكن وحيدا في مواجهة الانتقادات، وإنما وجد من يدافع عنه.
فقد نشر السياسي اللبناني، زعيم تيار المردة، سليمان فرنجية تغريدة قال فيها إن “لكل رأيه السياسي” وإن قرداحي “عبّر عن رأيه وعن قراءته للأحداث حين كان خارج المسؤولية والتزم لغة الدولة رسميا حين تولّى المسؤولية مع احترام كافة الدول العربية وخاصة السعودية والإمارات”.
كان زمن تصريحات قرداحي السابق لتوليه منصب الوزير، العماد الأساسي للدفاع عنه.
إذ يقول المدافعون عنه إنه لا يجب أن يحاسب على ما سبق صفته الرسمية في الحكومة، وإن ما صدر قبل ذلك مواقف شخصية يتحمل مسؤوليتها كفرد وليس كعضو في الحكومة ما دام ملتزما بسياسة الدولة.
وهناك طبعا من دافع عن قرداحي لتبنيه نفس الموقف من حرب اليمن.
ومن المغردين من أعجب بما وصفوه بـ”ثبات قرداحي على المبدأ” بعد أن رفض الاعتذار عما قال واكتفى بالتوضيح.
[ad_2]
Source link