انقلاب السودان: هل استيلاء الجيوش على السلطة في أفريقيا في تزايد؟
[ad_1]
- بيتر ماوي
- بي بي سي – وحدة تقصي الحقائق
ميزت الانقلابات المتكررة الدول الأفريقية منذ الاستقلال، ولكن هناك مخاوف من أنها في تزايد في السنوات الأخيرة.
وشهد السودان انقلابين اثنين هذا العام، واحد في سبتمبر/ أيلول، وكان فاشلا، والثاني قرر فيه الجنرال عبد الفتاح البرهان حل المكون المدني للحكومة المؤقتة، وسيطر هو على الحكم.
وفي غينيا أزيح الرئيس كوندي عن الحكم من قبل الجيش، في سبتمبر/ أيلول.
وفي مالي المجاورة تدخل الجيش مرتين في أقل من عام، كانت الأخيرة في مايو/ أيار.
وفي النيجر أجهضت محاولة انقلاب أياما قبل تنصيب الرئيس الجديد.
فهل محاولات الانقلاب أصبحت أكثر تكرارا في القارة؟
متى يوصف الانقلاب بأنه انقلاب؟
توصف بالانقلاب كل محاولة غير قانونية وصريحة من الجيش أو مسؤولين مدنيين لتنحية زعيم من منصبه.
وأحصت دراسة أعدها باحثان أمريكيان، هما جوناثان باول وكليتون ثاين، 200 محاولة في أفريقيا منذ الخمسينات من القرن الماضي.
وكان نصفها ناجحا، أي أن الانقلاب دام أكثر من 7 أيام.
وشهدت بوركينا فاسو أكبر عدد من المحاولات الناجحة، إذ نجحت 7 انقلابات وفشل واحد فقط.
وفي بعض الأحيان ينفي المشاركون في هذه التدخلات أنها انقلابات.
ففي عام 2017 أزاح تدخل عسكري روبرت موغابي من الحكم بعد 37 سنة في السلطة.
وظهر أحد قادة التدخل وهو الجنرال سيبوزيسو مويو على التلفزيون ينفي بكل بساطة وصف التدخل بأنه انقلاب عسكري.
وفي أبريل نسيان من هذا العام، وبعد وفاة رئيس تشاد إدريس ديبي، نصب الجيش ابنه رئيسا مؤقتا يقود مجلسا عسكريا انتقاليا. ووصف منتقدوه العملية بأنها “انقلاب الأسرة الحاكمة”.
ويقول باول إن “قادة الانقلاب ينفون في أغلبهم أن يكون تدخلهم انقلابا من أجل الظهور بمظهر الشرعية”.
هل الانقلابات في أفريقيا اليوم أقل؟
يبقى عدد الانقلابات في أفريقيا عموما مستقرا في معدل 4 انقلابات في أربعة عقود من 1960 إلى 2000.
ويرى باول أن هذا الأمر ليس مفاجئا بالنظر إلى الاضطرابات التي شهدتها الدول الأفريقية في الأعوام التي تلت الاستقلال.
ويقول “الدول الأفريقية توفرت فيها ظروف الانقلابات مثل الفقر والأداء الاقتصادي السيء. فعندما تشهد بلاد انقلابا فذلك مؤشر على وقوع انقلاب آخر”.
وتراجع معدل الانقلابات إلى اثنين في العام حتى عام 2019.
ونحن الآن في العامين الأولين في العقد الحالي، وبما أن عام 2020 شهد انقلابا واحدا فقط، فإن هذا العام سجل عددا أكبر من المعدل، إذ شهدت القارة فيه 6 انقلابات أو محاولات انقلاب، حتى الآن.
فقبل انقلاب السودان، سجلت القارة انقلابات ناجحة في تشاد ومالي وغينيا. ومحاولات فاشلة في النيجر والسودان.
وقال باول إن “الانقسامات الجيوسياسية أضرت بالتعاون الدولي وهناك نوع من الإفلات من العقاب”.
ويرى ندوبويزي كريستيان آني من جامعة كوازولو ناتال، أن الانتفاضات الشعبية ضد فترة الحكم الطويلة للمستبدين أتاح الفرصة لعودة الانقلابات في أفريقيا.
ما هي الدول التي شهدت أكبر عدد من الانقلابات؟
شهد السودان أكبر عدد من الانقلابات ومحاولات الانقلاب وهي 17، كانت 5 منها ناجحة. وهذا دون حساب الانقلاب الأخير لأنه حدث للتو.
ففي عام 2019 أزيح الرئيس عمر البشير من الحكم بعد فترة طويلة في السلطة، إثر شهور من الاحتجاجات الشعبية.
ووصل البشير نفسه إلى الحكم عن طريق انقلاب عسكري في عام 1999.
واشتهرت نيجيريا أيضا بالانقلابات في الأعوام التي تلت الاستقلال، إذ وقعت فيها 8 انقلابات بين يناير كانون الثاني 1966 وتولي الجنرال ساني أباتشا الحكم في عام 1993.
ولكن انتقال السلطة في أكبر دول أفريقيا من حيث عدد السكان أصبح عن طريق الانتخابات الديمقراطية منذ 1999.
وسجل تاريخ بورندي 11 انقلابا، أغلبها بسبب التوتر بين عرقي الهوتو والتوتسي.
وشهدت سيراليون 3 انقلابات بين 1967 و1968، وانقلابا آخر في عام 1971. وشهدت 5 محاولات انقلابات أخرى بين 1992 و1997.
وكان لغانا حظها من الانقلابات أيضا، إذ وقعت فيها 8 انقلابات في عقدين من الزمن. وكان الأول في 1966 عندما أزيح كوامي نكروما من السلطة، وفي العام التالي قام ضباط ضغار بمحاولة انقلاب فاشلة.
فالقارة الأفريقية شهدت في مجملها أكبر عدد من الانقلابات مقارنة بالقارات الأخرى.
فجميع الانقلابات في العالم سنة 2017 وعددها 11 كانت في أفريقيا باستثناء واحد في ميانمار.
[ad_2]
Source link