كيف تُستخدم الدمى لربط الأطفال بمعتقداتهم الدينية؟
[ad_1]
- فيشفا سماني
- بي بي سي
هل يمكن استخدام لعب الأطفال كوسيلة قوية لنقل الإيمان والثقافة إلى الأطفال الصغار جدًا؟
على مدى السنوات القليلة الماضية، ظهر عدد من الشركات الصغيرة في المملكة المتحدة والولايات المتحدة لبيع الدمى التي تحمل دلالات دينية والتي تستهدف آباء الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات.
وكان آباء من أصل هندوسي هم أول من ابتكروا أفكار العديد من العلامات التجارية، على أمل زيادة المبيعات في الفترة التي تسبق مهرجان ديوالي، والذي يقام في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني من هذا العام.
غالبًا ما ينام جايدن، البالغ من العمر ثلاث سنوات، مع لعبته التي تصور الإله الهندوسي هانومان، والتي تُغني بضغطة زر واحدة الترنيمة الهندوسية الشهيرة “هانومان تشاليسا”.
تقول والدته، مانيشا فارساني، إن هذه الدمية ساعدت ابنيها على معرفة وتشكيل علاقة ذات مغزى مع الإله الهندوسي الذي نشأت معه، ومشاهدة والدتهما وهي تتعبد.
وتضيف: “أعتقد أنه من الجيد جدًا أنهما يستمعان إلى هذه الترانيم عندما يذهبان إلى الفراش، فهي تهدئهما قبل أن يناما، كما تساعدهما أيضا على تعلم القليل من الثقافة والإيمان”.
وظهر عدد من الشركات الصغيرة التي تبيع ألعاب الأطفال التي تصور الآلهة الهندوسية في السنوات الأخيرة، ومعظمها عبر شبكة الإنترنت.
وباعت شركة “مادي تويز”، في الولايات المتحدة، أكثر من 40 ألف من منتجاتها على مستوى العالم – بما في ذلك لعب للآلهة كريشنا، وغانيشا، وهانومان – منذ افتتاحها في عام 2018.
وفي الوقت نفسه، تبيع شركة “بلوش إنديا”، التي تتخذ من مدينة ليدز مقرا لها، حوالي 100 من لعبها التي تصور الإلهين غانيشا وهانومان، كل شهر.
أما لعبة جايدن التي تغني فهي من إنتاج شركة “بلوش ليجين”، التي توسع نطاق لعبها الموسيقية الدينية لتشمل جميع المعتقدات الرئيسية.
وبالإضافة إلى الدمى التي تغني ترانيم هندوسية، تنتج شركة “بلوش ليجين” دمى للسيد المسيح تغني الصلاة الربانية، ودمى نجمة داود تردد صلاة “اسمع يا إسرائيل” لدى اليهود، ولعبة على شكل مسجد تردد آذان الصلاة لدى المسلمين.
وتوصلت شينا بارمار، مؤسِّسة الشركة، إلى هذه الفكرة في عام 2016، بعد فترة وجيزة من وضع طفلها الأول.
تقول بارمار: “لقد نشأت في منطقة متنوعة ثقافيًا في واتفورد. أنا هندوسية، لكنني ذهبت إلى الكنيسة وكان العديد من أصدقائي مسلمين. لقد نشأت وأنا أستمتع حقا بالتعرف على الديانات الأخرى، ولم أدرك أن هذا الأمر سيحرك الكثير من الأمور بداخلي بعد أن أنجبت طفلي الأول”.
لكن، هل الدمى التي ساعدت في نقل التقاليد الدينية من الآباء الهندوس إلى أطفالهم ستنجح في الديانات الأخرى؟
تقول بارمار: “من الواضح أنني قمت بالكثير من الأبحاث للتأكد من أنني أحترم كل عقيدة بقدر ما أستطيع فيما يتعلق بكيفية تصميم المنتجات”.
وتضيف: “لا أريد الإساءة إلى أي شخص، لكن أعتقد أن العام المقبل سيُظهر لي ما إذا كانت الألعاب المخصصة للأطفال من الديانات الأخرى ستحقق نجاحا كبيرا أم لا. أنا شخصياً أعتقد أن لعبتنا للأطفال المسيحيين ستقدم هدية معمودية رائعة”.
نشأت مارسيلا جاديجا سوتو كمسيحية في كوستاريكا، وتعيش الآن في شمال غرب لندن مع زوجها ونجليها.
وبينما كانت سوتو تحب في البداية فكرة وجود لعبة للسيد المسيح لتهدئة طفليها أثناء الليل وحكاية قصص لهما من الكتاب المقدس، فإنها تشعر بالتعارض مع فكرة امتلاك لعبة بهذا الشكل.
وتقول: “لا ينبغي أن تكون لدينا صور للرب بالطريقة التي نفسر بها الكتاب المقدس، وكمسيحية أشعر أن الرب لا يمكن تصويره في شكل لعبة. لذا فإن فكرة رؤية يسوع موضوعا جنبًا إلى جنب مع دمية بيبا بيغ لمسلسل الرسوم المتحركة الشهير في زاوية من زوايا غرفة المعيشة تجعلني أشعر بعدم الارتياح إلى حد ما”.
لكن باربرا نيلكن، وهي يهودية، تقول إنها أعجبت تماما بدمية نجمة داود عندما رأتها في محل تابع لشركة “بلوش ليجن” في منطقتها المحلية.
وتعتقد نيلكن أن أحفادها سيحبون هذه الدمية كثيرا، لكنها غير متأكدة من أن صلاة “إسمع يا إسرائيل” هي الخيار الأنسب لربطها باللعبة.
تقول نيلكن: “إنها في الواقع صلاة مهمة للغاية. وعندما نرددها، فإننا نضع أيدينا على أعيننا حتى نركز. لذلك أعتقد أن اللعبة رائعة، لكن ربما يكون من الأفضل أن ترتبط بأغنية أكثر حيوية”.
وهناك ألعاب دينية أخرى في السوق، مثل الألعاب التي تنتجها شركة “ديزي دول”، والتي تهدف إلى تعليم الأطفال من جميع الخلفيات الإسلامية بطريقة ممتعة.
وعلى الرغم من أنه من السهل رفض الدمى الدينية ووصفها بأنها شيء تافه، تشير بعض الأبحاث إلى أنه يمكن استخدام الألعاب لربط الأطفال بالأديان.
تقول ليغان هيغينز، المتخصصة في عادات الاستهلاك المتعلقة بالدين في جامعة لانكستر: “التقيت بسيدة كاثوليكية متدينة كانت تدافع بقوة عن تمثال مضيء وصغير للسيدة العذراء اشترته أثناء زيارة الأماكن المقدسة. لقد كانت تخجل منه تقريبًا، لكنها أشارت إلى أنه جعلها تشعر بالأمان والحماية عندما استيقظت في منتصف الليل وشاهدته وهو يتوهج في الظلام”.
وعلى الرغم من أن هيغينز ليست على دراية بسوق الألعاب الدينية الناشئ هذا، فإنها تعتقد أن الألعاب الدينية طريقة رائعة لمساعدة الأطفال على فهم الجمال الرائع الذي يمكن أن يمنحه الدين لأتباعه.
وتقول: “إن قوة الدمية رمزية وشخصية ومهمة جدًا للأطفال – فإضفاء الإيمان على هذه الألعاب هو فكرة عبقرية لأنها طريقة رائعة لمساعدة الأطفال على فهم الدين وعدم الخوف من الإيمان في بعض النواحي”.
[ad_2]
Source link