فيروس كورونا: مصريون يواجهون صعوبة في العودة لأعمالهم في السعودية بسبب الوباء
[ad_1]
- أحمد يحيى
- صحفي – بي بي سي
في الثاني من فبراير/ شباط من العام الجاري 2021، أعلنت السعودية عن حظر دخول المملكة لغير المواطنين مؤقتا، وذلك للقادمين من 20 دولة، من بينها مصر.
وذكرت وزارة الداخلية السعودية أنه “وفقاً للإجراءات الوقائية والاحترازية الموصى بها من قبل الجهات الصحية في المملكة العربية السعودية، وفي إطار جهودها الحثيثة للسيطرة على فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) ومنع دخوله وانتشاره، ولأهمية المحافظة على الوضع الوبائي والصحة العامة في المملكة، تود وزارة الداخلية أن تعلن أنه تقرر تعليق السماح بدخول المملكة ـ لغير المواطنين والدبلوماسيين والممارسين الصحيين وعائلاتهم ـ مؤقتاً للقادمين من.. ” وعدد البيان أسماء عشرين دولة.
وأشارت الوزارة إلى أن “القرار يشمل القادمين من دول أخرى، إذا كانوا قد مروا بأي من تلك الدول خلال الـ (14) يوماً السابقة لطلب الدخول إلى المملكة”.
وبدأ تطبيق القرار من مساء اليوم التالي، الثالث من الشهر نفسه، واستُثني منه الدبلوماسيون والممارسون الصحيون وعائلاتهم.
لم يكن طارق، وهو مصري يبلغ من العمر 36 عاما ويعمل بإحدى شركات القطاع الخاص بالسعودية، يعلم أن هذا القرار سيكون له أثر بالغ عليه.
رغم ذلك القرار غادر طارق السعودية – حيث تسمح السلطات حينئذ بالمغادرة فقط – عائدا إلى مصر ليمضي إجازته السنوية وذلك في مطلع مارس/ آذار، متوقعا أن ينتهي حظر السفر في غضون إجازته التي تمتد عادة لشهرين أو ثلاثة في أحسن الأحوال.
لكن بعد مضي نحو ثمانية أشهر وحتى كتابة هذا التقرير لم يتمكن طارق من العودة لعمله، بسبب حظر السفر.
ولا يمثل طارق حالة استثنائية، إذ ربما يعاني المشكلة ذاتها مئات من المصريين العاملين بالمملكة.
وتشير تقديرات إلى أن نحو 2.5 مليون مصري يعملون في تخصصات مختلفة بالسعودية، التي تحتل المرتبة الأولى من بين دول الخليج العربية التي يسافر إليها المصريون طلبا لفرص العمل.
ومنذ قرار حظر السفر تقوم السلطات السعودية بالتجديد التلقائي لإقامات العاملين المصريين وغيرهم، الذين غادروا المملكة ولم يتمكنوا من العودة.
“لقاح غير معتمد”
بعد عودته من السعودية حرص طارق على تلقي لقاح كورونا في بلده مصر، وبالفعل تلقى جرعتين من اللقاح الصيني سينوفارم – الذي يشكل العمود الرئيسي في عملية التلقيح ضد الوباء في مصر – وتلقى الجرعة الأولى في 17 من مايو/ أيار، لكنه فوجئ بعدها بأيام بإعلان وزارة الصحة السعودية عن اعتمادها عدة لقاحات مضادة للوباء، ليس من بينها سينوفارم الصيني.
وكانت اللقاحات التي اعتمدتها المملكة هي فايزر، أسترازينيكا، موديرنا، وجونسون أند جونسون.
حرص طارق بعد ذلك على تلقي أحد تلك اللقاحات، وتمكن بعد مشقة من تلقي لقاح جونسون في مطلع سبتمبر/ أيلول، أملا في السفر للمملكة وقتما يتم رفع حظر السفر.
شروط صعبة
وبالفعل حدثت انفراجة لأزمة هؤلاء العمال في الرابع والعشرين من أغسطس/ آب، حين أعلنت السعودية عن السماح للمقيمين من مصر وغيرها من الدول التي ينطبق عليها الحظر بالسفر إلى المملكة بشكل مباشر، لكنها وضعت شرطا صعبا وهو أن يكون المقيم قد تلقى جرعتي لقاح مضاد لمرض كوفيد 19 داخل المملكة قبل مغادرته لها، وهو ما لا ينطبق على طارق.
مع استمرار الأزمة، لجأ كثيرون من هؤلاء العاملين إلى السفر للسعودية بطريق غير مباشر، وذلك عن طريق الأردن أو الإمارات وغيرهما من الدول، بعد قضاء 14 يوما بها.
كانت الإمارات من بين الدول التي حُظر الدخول منها في الثالث من فبراير/ شباط 2021، لكن في 29 مايو/ أيار 2021 سمحت المملكة بدخول القادمين من 11 دولة من بينها الإمارات.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول بوزارة الداخلية حينذاك أنه “بناءً على ما عرضته هيئة الصحة العامة بخصوص الوضع الوبائي في عدد من الدول المعلنة، الذي أظهر استقراره، وفاعلية السيطرة على الجائحة في بعض هذه الدول، تقرر السماح بدخول المملكة للقادمين” من الدول الـ 11 المشارإليها.
كما أكد القرار تطبيق إجراءات الحجر الصحي المؤسسي لمدة 7 أيام، بحق من ينطبق عليهم من القادمين من تلك الدول.
بعد هذا القرار توجه عمار، وهو مصري يبلغ من العمر 44 عاما يعمل في مجال البناء والإنشاءات بالسعودية، إلى الإمارات لكي يدخل منها إلى المملكة.
ويقول عمار : “وصلت إلى مدينة الشارقة يوم 1 يوليو/ تموز، وبعد وصولي بيومين فقط حظرت السعودية دخول القادمين من الإمارات، فعلقت هناك أنا وآلاف من المصريين”.
وفي الثالث من يوليو/ تموز أعلنت السلطات السعودية ضمن قرارات أخرى منع دخول القادمين من ثلاث دول من بينها الإمارات – إلى جانب إثيوبيا وفيتنام – وذلك “في ظل استمرار تفشي جائحة كورونا (كوفيد ـ 19)، وانتشار سلالة جديدة متحورة من الفيروس”، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.
كان عمار قد سافر إلى الإمارات عن طريق مكتب للسفر و”تكلفت رحلته 31 ألف جنيه مصري، بما في ذلك رسوم تأشيرة الدخول والإقامة في فندق وتكلفة الحجر الصحي المؤسسي الذي كان مقررا في السعودية”.
ويقول: “بعد القرار السعودي علقنا في الإمارات، وتواصلنا مع وزارة الهجرة المصرية التي وعدت بإعادتنا إلى مصر، الأمر الذي لم يحدث”.
ويضيف: “مكاتب السفر استغلت ظروفنا وتفاوضوا معنا، واضطروني لدفع مبلغ ألفي جنيه إضافيين نظير عودتي جوا إلى مصر”.
لكن بعد عودته استرجع عمار مبلغ 6 آلاف جنيه من مكتب السفر، وهو جزء من المبلغ المالي الذي كان قد دفعه كمصاريف للحجر الصحي المؤسسي – الذي كان مقررا – في السعودية. وبذلك تكون رحلته قد تكلفت نحو 27 ألف جنيه مصري.
كان عمار قد تلقى جرعة أولى من لقاح أسترازينيكا في مصر قبل سفره إلى الإمارات، وبعد عودته منها في 10 يوليو/ تموز تلقى الجرعة الثانية في شهر أغسطس/ آب.
كل ذلك الوقت مر عليه وهو ينتظر على أمل فتح السفر المباشر للسعودية، خاصة بعد أن تلقى اللقاح كاملا، لكن ما ينتظره لم يأت بعد.
سافر عمار إلى الأردن يوم 2 أكتوبر/ تشرين الثاني الجاري، ليمكث هناك نحو 15 يوما، حتى يتمكن من دخول السعودية والعودة إلى عمله هناك.
ولكي يدخل إلى السعودية من الأردن، لا بد أن يكون المصري قد تحصن تماما بلقاح من الأربعة التي اعتمدتها السعودية، وسجل ذلك عبر تطبيق “توكلنا” وهو تطبيق رسمي معتمد من وزارة الصحة السعودية لمتابعة المخالطة والتحصين والحد من انتشار فيروس كورونا.
والتزم عمار وكل رفقائه الذين سافراوا معه بالإجراءات الاحترازية والرسمية المطلوبة.
ونجح عمار في دخول السعودية من الأردن، وأصبح الآن بالفعل داخل المملكة.
ويضيف عمار: “لقد تكلفت نحو 45 ألف جنيه مصري – في رحلتي الإمارات والأردن – لكي أعود فقط إلى عملي الذي أتكسب منه”.
ويتابع: “لقد أمضيت منذ مغادرتي السعودية في يناير/ كانون الأول الماضي وحتى عودتي إليها نحو عشرة أشهر، وهي أطول إجازة لي على الإطلاق منذ سافرت إلى المملكة لأول مرة”.
ويقول عمار: “أعرف أشخاصا لجأوا إلى الاقتراض من بنوك أو شركات، لكي يأمنوا المبلغ الذي يمكنهم من العودة للسعودية، بينما لا يزال آخرون عالقين في مصر غير قادرين على العودة لأعمالهم، لعدم تمكنهم من تأمين التكلفة المالية حتى عن طريق الاقتراض”.
والسؤوال الذي يدور بخلد عمار الآن – رغم أنه لا ينوي مغادرة السعودية والعودة إلى مصر قريبا – هو: “إذا ما اضطرتني ظروف طارئة للعودة إلى مصر قريبا، فماذا سأفعل لكي أرجع إلى عملي بعد ذلك؟ هل سأدور في هذه الدائرة مرة أخرى؟”
يذكر أن العديد من الدول حول العالم قد اتخذت إجراءات بمنع دخول القادمين من دول بعينها لفترات مؤقتة، بهدف احتواء وباء كورونا.
وحاولت بي بي سي الاتصال بوزارة الصحة السعودية وكذلك السفير السعودي في القاهرة للتعليق، لكن لم يتسن الرد.
في هذه الأثناء يفكر طارق مليا في عروض مكاتب السفر، لكي يقرر العودة إلى عمله في الرياض سواء عبر الأردن أو الإمارات – حيث فتحت السعودية السفر المباشر من الإمارات مرة أخرى في السابع من سبتمبر/ أيلول – أو غيرهما.
لكن الرجل لا يزال مترددا أملا في قرار سعودي بفتح السفر المباشر من مصر، خاصة بعد أن توسعت كل من السعودية ومصر في حملة التحصين ضد وباء كورونا، وكذلك بعد ما خففت المملكة مؤخرا من الإجراءات الاحترازية وإجراءات التباعد الاجتماعي، إذ سمحت باستخدام كامل الطاقة الاستيعابية في المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، وكذلك في التجمعات والملاعب والأماكن العامة.
[ad_2]
Source link