سعد الجبري: تعرف على المسؤول الأمني السعودي السابق الذي يتهم محمد بن سلمان بمحاولة اغتياله
[ad_1]
اتهم الدكتور سعد الجبري المسؤول الأمني السعودي السابق ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يإرسال فريق اغتيال لقتله في كندا بعد أيام من اغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، وذلك في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” على تلفزيون “سي بي إس نيوز” الأميركي.
وكان الجبري قد رفع دعوى قضائية أمام محكمة أمريكية عام 2020، تضم 106 من الأوراق التي لم يتم التثبت منها، وتنظرها محكمة في العاصمة الأمريكية واشنطن، اتهم فيها ولي العهد السعودي بمحاولة اغتياله بهدف إسكاته.
ويقول الجبري إنه كان مطلعا على معلومات “شديدة الحساسية”. وتكشف الوثائق أن هذه المعلومات تشمل مزاعم بالفساد والإشراف على فريق من المرتزقة الشخصيين تحت مسمى “فريق النمور” الذي شارك في اغتيال خاشقجي.
فمن هو سعد الجبري؟
لم يكن سعد الجبري ضابط أمن أو عسكرباً من حيث التعليم أو التأهيل، فقد درس في جامعة أدنبرة الاسكتلندية هندسة الكمبيوتر، تخصص ذكاء صناعي، وحصل على شهادة الدكتوراه منها قبل أن يلتحق بوزارة الداخلية.
وظل فيها لمدة أربعة عقود حيث ارتقى السلم الوظيفي ليتم منحه رتبة لواء وكان اليد اليمنى لوزير الداخلية وولي العهد السابق محمد بن نايف الذي يقبع حاليا في السجن.
خبير الذكاء الصناعي
وصفه مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز في بيروت، بن هوبارد، بأنه كان من أهم ضباط المخابرات في السعودية وخبير في مجال الذكاء الصناعي، ولعب دورا محوريا في معركة المملكة ضد تنظيم القاعدة والتنسيق الأمني مع أجهزة المخابرات الغربية.
وحسب مسؤولين أمريكيين لعب الجبري دورا أساسيا في العديد من الملفات الأمنية الحساسة في المنطقة، من بينها محاربة القاعدة، وحماية منشآت النفط السعودية، وكان على تواصل مع وكالة المخابرات المركزية الأمريكية حول العراق وسوريا وإيران واليمن.
وعاش الجبري بعيداً عن الأضواء في كندا منذ أن انتقل إليها في عام 2017 ملتزما الصمت، لكن بعد اعتقال ابنه وابنته كسر صمته وتحدث إلى الإعلام حول محنته.
ويقول نجله الدكتور خالد الذي يعيش أيضا في كندا، إن والده يعيش في خوف ويخشى على حياته، حيث يتعرض لضغوط متزايدة من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للعودة إلى السعودية.
تصعيد الضغوط
دخلت حملة الضغوط على الجبري مرحلة جديدة بعد اعتقال ابنه عمر وابنته سارة وشقيقه عبد الرحمن في شهر مارس/ آذار 2020 وانقطع الاتصال بهم منذ ذلك الوقت.
ونقل هوبارد عن خالد ومسؤولين أمريكيين سابقين كانوا على صلة بالجبري من خلال العمل، أن محمد بن سلمان يضغط على سعد الجبري للعودة إلى السعودية، بسبب خوفه من وجود شخص مثله يحمل كمية هائلة من الأسرار والمعلومات خارج قبضته.
ويوضح السفير الأمريكي السابق في اليمن جيرالد فيرستين، والذي كان على إتصال مع الجبري بحكم عمله، أن بن سلمان يشعر بالقلق من وجود أي شخص بعيدا عن سيطرته. ويضيف أن الجبري كان يتولى الكثير من الملفات الحساسة خلال عمله في الأمن السعودي لعقود، ويملك الكثير من المعلومات بما في ذلك معلومات عن محمد بن سلمان.
وامتدح فيرستين الجبري قائلاً : “إنه شخص جيد بلا شك. وأظن أن كل من تعامل معه خرج بنفس الانطباع، كان ذكيا، جاداً، يعمل بجد وشريكاً جيدا للولايات المتحدة”.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المسؤول السابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية والمسؤول حاليا في معهد بروكيينغز بروس ريدل، قوله إن امتلاك وزارة الداخلية السعودية جهازاً ضخماً للرقابة الأمنية جعلها مستودع الأسرار في السعودية، بما في ذلك أسرار أفراد الأسرة المالكة والفساد والجريمة، وأضاف “إن ملفاتها تحتوي على معلومات عن كل التصرفات غير اللائقة، ابتداء بالأعمال الإجرامية وانتهاء بأعمال في غاية الإحراج”.
ذهب سعد الجبري ضحية الصراع داخل العائلة الحاكمة في السعودية. فقد كان اليد اليمني لرجل السعودية القوي ووزير الداخلية لفترة طويلة الأمير محمد بن نايف، الذي نجح بمساعدة عناصر جديدة ومتعلمة من أمثال الجبري في إلحاق الهزيمة بالقاعدة في السعودية.
وقبل أن يطيح محمد بن سلمان بابن عمه وولي العهد محمد بن نايف عام 2017 ويضعه قيد الاعتقال المنزلي، كان قد أضعف موقعه عبر الإطاحة بالمقربين منه في الداخلية، وعلى رأسهم سعد الجبري الذي كان يحتل منصب وزير دولة وعضو مجلس الشؤون الأمنية والسياسية.
وقالت بعض التقارير الإعلامية إن الصدام بين الجبري ومحمد بن سلمان بدأ مع وفاة الملك عبد الله وتولي الملك سلمان العرش عام 2015. فما لبث أن أطلق محمد بن سلمان الذي كان يحتل منصب وزير الدفاع الحرب على اليمن تحت اسم “عاصفة الحزم”.
وعارض الجبري تورط السعودية في حرب اليمن، لأنه كان يرى أنها مكلفة وغير مضمونة النتائج، وهو الموقف الذي أثبتت الأيام صحته.
رهائن
بعد أن أصبح محمد بن نايف وليا للعهد عام 2015، نشب صراع على من يسيطر على وزارة الداخلية التي كانت بعهدة بن نايف لفترة طويلة. كان طرفا الصراع في الداخلية الجبري واللواء عبد العزيز الهويريني، المقرب من محمد بن سلمان، وكانت نتيجة الصراع محسومة سلفا لصالح جناح بن سلمان، إذ تم تكليف الهويريني برئاسة جهاز أمن الدولة في السعودية عام 2017 بأمر ملكي.
وحسب صحيفة واشنطن بوست، جاءت إقالة الجبري بعد لقائه بمدير المخابرات المركزية الأمريكية حينذاك جون برينان، في واشنطن دون معرفة محمد بن سلمان. وفوجئ الجبري ورئيسه السابق أواخر عام 2015 بإعلان التلفزيون السعودي خبر إقالته من وظيفته.
وبعد عودته صدر قرار بإقالته عبر مرسوم ملكي، وبعدها سافر مع معظم أفراد أسرته عبر ألمانيا إلى الولايات المتحدة.
وبعد الإطاحة بنايف وحجز أرصدته ووضعه رهن الإقامة الجبرية عام 2017، خشي الجبري أن يلقى نفس المصير ففضل البقاء في الخارج ولم يعد إلى السعودية أبداً.
ونقلت منظمة هيومان رايتس ووتش في بيان لها في 24 مايو/ أيار 2020 عن مصدر مطلع قوله: “سعد الجبري غادر المملكة في 2017، قبل عزل محمد بن نايف وتنصيب محمد بن سلمان وليا للعهد مكانه في 21 يونيو/حزيران 2017. وقت خلع محمد بن نايف، كان اثنان فقط من أبناء الجبري، عمر وسارة، عمرهما 18 و17 عاما آنذاك، في البلاد. حاول كلاهما الفرار من البلاد يومها، لكن أوقفهما المسؤولون في المطار وأخبروهما بأنهما ممنوعان من السفر إلى الخارج”.
وسارع محمد بن سلمان إلى منع عمر وسارة من السفر إلى الخارج بعد ساعات من الإطاحة بمجمد بن نايف كما تم تجميد حساباتهما المصرفية، وتم استدعائهما من قبل الأجهزة الأمنية التي طلبت منهما أن يطلبا من والدهما العودة إلى البلاد، حسب ما نقلت نيويورك تايمز عن شقيقهما خالد الذي صرح قائلاً: ” إنهما رهينتان والفدية المطلوبة عودة والدي إلى السعودية. إن محمد بن سلمان يسعى لإكمال فرض سيطرته المطلقة ويرى أن وجود والدي خارج سيطرته أكبر عائق لذلك”.
وكتب خالد الجبري، عبر حسابه على تويتر، مؤخرا أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان “أخذ سارة وعمر كرهائن لابتزاز والدي في اليوم الأول من توليه ولاية العهد”، مضيفا: “بعد 4 سنوات من محاولة كل الطرق لتأمين حريتهم، والدي يكسر صمته في برنامج 60 دقيقة”.
[ad_2]
Source link